مقالات

عاشق يريد الانتقام (١)

الحلقة الاولى.
نشر/رانيا يوسف
__________
ولو مافيش تفاعل مش هنزل روايات تاني …..

فتاة واقفة على عتبة شرفة غرفتها ممسكة بستارة الشرفة وساندة رأسها على الحائط .تتأمل بأعين دامعه وبقلب ملىء بالاوجاع جمال طبيعه المكان المحيط بفيلتها.
حقا الزهور جميلة والفراشات تحلق وهى سعيدة تمنت لو تكن مثل تلك الفراشات .
يقطع عليها شرودها صوت طرقات على باب غرفتها
سارة(وهى بتلفت فى اتجاه الباب):ادخل
يفتح الباب شاب فى مقتبل الثلاثينات من عمره وسيم الى حد ما
لديه شعر بنى اللون وعيون لونها مثل لون مياه البحر الصافى
عمار:ها يا سارة خلصتى
سارة:ايوة يا ابية جهزت كل شنطى
عمار:طيب يلا انزلى وهنادى على السواق يجى ياخدهم
سارة:حاضر اسبقنى حضرتك وانا جاية وراك
عمار:ماشى بس متتأخريش
سارة:حاضر
يلتفت عمار ليخرج من الغرفة وتلتفت سارة لتعود كما كانت
عندما يصل عمار الى الباب يلتفت مرة اخرة ويلقى على اخته نظرة حزن
ثم يخرج من الغرفة ويهبط للاسفل حيث هناك
امرأة جالسة على كرسى متحرك وحقائب سفر فى كل مكان
ورجل واقف بجانبهم
عمار:دسوقى اطلع هات شنط سارة
دسوقى:حاضر يا بيه
ينفذ ما قاله دسوقى السواق ثم ينظر عمار الى تلك المرأة الحزينة المكسورة الجالسة على ذلك الكرسى الخاص بالعاجزين فقط
ثم يهبط لمستواها ويجلس على ركبته مقابلها وينحنى علي يدها ويقبلها
وهى بدورها تمسح على شعره
عمار:هتوحشينى بجد اووى يا امى
ثم يرفع رأسه وينظر اليه وجدها تبتسم اليه ابتسامة حزن وتضع
يدها على وجهه
عمار:كان نفسى اووى تيجى معانا
مش عارف ليه عايزة تبعدى عننا وتروحى دار المسنين
لم ترد عليه لانها فاقدة القدرة على الكلام يستأنف عمار حديثه من جديد
عمار:تعالى معانا يا مااما احنا محتاجين بعض اووى علشان نقدر ننسى بعض وندواى االام بعض وجروحنا
تلفت وجهها فى اتجاه بعيدا عنه وتسقط منها دمعه حارة
عمار:خلاص براحتك مش عايز اضيقك اكتر من كده
بس على الاقل هتسمحيلى اجى ازورك
تلفت وجهها وتبتسم اليه ففهم من ابتسامتها انها موافقة على زيارته لها
دسوقى:انا جبت الشنط يا بيه
عمار:طب تمام زى ما اتفقت معاك بقى يا دسوقى ماشى
ثم اخرج من جيبه ورقة
عمار(يناولها له):الورقة دى فيها العنوان دار المسنين الى هتودى مااما فيه ماشى وهما هناك هيستقبلوك وهيظبطوا كل حاجة
انا متفق معاهم على كل حاجة
دسوقى:حاضر يا بيه
عمار:كان نفسى انا الى اوصل حضرتك بس مش عارف انتى ليه رافضة
لم تفعل اى ردة فعل ففهم عمار انها مازالت مصممة على قرارها
عمار:طب ممكن اوصلك حتى للعربية ولا دى كمان هترفضى
ابتسمت اليه ومسكت يده ووضعتها على كرسيها
نظرت الى كل ارجاء الفيلا كأنها تودعها
عمار:ها يلا
اومأت له رأسها فأدار لها الكرسى ليخرجا
_”خلاص قررتى تمشى “
وضعت يدها على يد عمار ليقف فوقف وادار الكرسى فى مقابل مصدر الصوت التى سمعته وكانت سارة
بعدما التفتا كليهما ونظر الى سارة الواقفة امامهما هتفت سارة بانهيار قائلة:ما انا بنتك برضه زى عمر ولا عمر بس هو الى ابنك ولما مات وسابك خلاص كرهتى الحياة وعايزة تعيشى لوحدك وتبعدى عنى ولا اكون مش بنتك وانا مش عارفة
عمار(بغضب):سارة ايه الى بتقوليه ده
سارة(بحرقة):الى بقوله ده من النار الى جوايا اسألها ليه عايزة تسبنى وتبعد مش انا بنتها برضه زى ما عمر ابنها. وانت .صحيح هى مرات ابوك بس ومش امك بس هى الى ربتك وعملتك زى ما تكون ابنها بالظبط وحبتك بنفس مقدار حبها ليه ولعمر الله يرحمه ليه عايزة تسيبك انت كمان وتبعد للدرجة دى انا وانت منفرقش عندها ابدا
نظرت لها كريمة نظرت لوم وعتاب على ماتقوله ابنتها مسكت يد عمار ووضعتها على الكرسى فعلم انها تريد ان تترك المكان
فنفذ لها رغبتها وترك المكان وخرجا
اما سارة هوت على اقرب مقعد قابلها وظلت تبكى بحرقة
لا تعلم على من تبكى على اخيها الذى رحل وغادر الحياة بأكملها
ام على فراق والدتها عنها وهى فى امس الحاجة اليها
ام على فراقها للمكان الذى تربت فيه وتحبه كثير
اما بالخارج ساعدها على الجلوس فى السيارة احتضنته بشدة لتودعه
عمار:خلى بالك من نفسك كويس ومتزعليش من كلام سارة
اومأت له راسها
هم عمار ليترك السيارة ولكن امسكت يده
عمار:عايزة تقولى حاجة صح اانا حاسس بكده
اومأت له رأسها
عمار:تاخدى الموبايل تكتبى فيه الى انتى عايزة تقوليه
اومأت له رأسها
فأخرج هاتفه واعطاه لها
كتبت ما كانت تريد ان تقوله لعمار ثم ناولته موبايله
عمار(بيقرأ الكلام):سامحونى غصب عنى انى اسيبكوا
متخليش سارة تزعل منى وخلى بالك من اختك كويس
واوعى تضيع منك زى ما اخوك ضاع
واوعى تفكر فى يوم من االايام ان انا مش حبيتك زى ما تكون ابنى بالظبط الى ولدته
انت كنت عندى اغلى من انك ابن جوزى واخو ولادى والله العظيم
عمار:احنا مسمحينك والله ومتخافيش على سارة هتوصينى على اختى دا انا احطها جوا عيونى لو كان ينفع
وانا عارف انك حبتينى بجد زى اما اكون ابنك الى ولدتيه
قبلها من جبهتها وقبل يدها
عمار:مع السلامة
ثم ترك السيارة
عمار:يلا يا دسوقى اتوكل على الله
انطلقت السيارة التى بها اعز انسانة اليه وودعها بقوة كان يريد لو يهرول ورأها ويوقفها وينزل منها امه ويترجاها ان لا تتركه
ولكن اختفت السيارة من امامه فانزل يده التى كان يلوح بها ثم تنهد بحزن ودخل لفيلته
وجد اخته جالسة وهى تبكى
عمار:مش قولتلك مش عايز اشوف دموعك دى تانى
سارة(بانهيار):غصب عنى والله يا ابيه
اخدها بين احضانه
عمار:خلاص بقى علشان خاطرى طب ورحمة عمر وبابا لتبطلى عياط بقى
توقفت عن البكاء وظلت تشهق مثل الاطفال
عمار:لازم نسافر بقى دلوقتى لاننا لو اتأخرنا عن كده الليل هيجى
علينا وانا مش بعرف اسوق فى الضلمة
سارة:طب يلا
عمار:جاهزة نمشى خلاص دلوقتى
سارة:جاهرة
وقفت سارة تتأمل كل مكان فى ذلك المنزل الذى تعشقه فهناك فى هذا المكان كانت تلعب مع اخيها عمر وهناك فى مكان اخر كانوا يجلسون سويا لتناول الطعام وهناك فى هذا المكان كان اخواتها االاثنين عمار وعمر يلعبون سويا
هناك تشاجرت مع عمر
وهناك جاء اليها واعتذر منها وضمها الى صدره
وهناك كانت تجلس على رجل ابيها لتمرح معه
وهناك كان عمار يجلس معاها ليرسم لها رسومات المدرسة
وهناك كان عمر يجلس معاها ليساعدها على حل واجب الرياضيات
عمار:يلا يا سارة متصعبيهاش اكتر ما هى صعبه
سارة:ليه نمشى ونسيب البيت ده البيت الى اتربنا وعيشنا فيه الى مليان ذكريات حلوة وجميلة لينا
عمار:بس الذكريا السيئة بقت اكتر من الذكريات الحلوة علشان كده لازم نمشى علشان ننسى كل الى حصل
سارة:حتى لو روحنا اخر العالم مش هنقدر ننسى ابدا
عمار:هنحاول على الاقل يا سارة
سارة:يمكن
عمار:يلا بينا بقى
اومأت له رأسها دون ان تنطق بأى كلمة
خرجت مع اخيها وهو ممسك بيدها فتح لها باب سيارته ودخلت جلست بداخلها بجواره فى المقعد الامامى
متولى:هتوحشنا اووى يا بيه
عمار(بابتسامة مصطنعه):وانت اكتر يا راجل يا طيب
متولى:هترجع تانى يا بيه
عمار:محدش بيقدر يسيب البيت الى اتربى فيه لغاية اخر العمر اكيد
هيجلى يوم احن وارجع تانى بس مش دلوقتى
متولى:ابقى اسأل علينا يا بيه
عمار:حاضر خلى بالك من الفيلة اوعى تسبها انت هتفضل هنا عالطول وانا هبعتلك راتب كل شهر ان شاء الله
متولى:ماشى يا بيه
عمار:يلا سلام عليكم
متولى:مع السلامة يا بيه
ثم دلف ليجلس على الناحية الاخرى خلف مقود السيارة بجانب اخته
ولكن حانت منه التفاتة الى منزله
عمار(محدثا المنزل):هرجعلك تانى بس لما انسى
ثم ارتدى نظارته الشمسيه لكى لا ترى اخته دموعه التى على وشك الهبوط ودخل سيارته ثم جلس
سارة(وهى تنظر امامها):هيوحشنى بحر اسكندرية اوووى
عمار:هتلاقى فى القاهر الى مش ينسيكى بحر اسكندرية وبس لا هينسكى الاسكندرية كلها
ابتسمت بسخرية على كلام اخيها فتعرف انه يقول كلاما نافيا تماما لما بداخله
ثم انطلق عمار الى القاهرة ليبدأ حياة جديدة هناك لعله ينسى ما حدث
………………………………………….. ……………………………

اما هناك فى القاهرة وبداخل فيلة هناك رجل يتكلم بكل غضب رافعا صوته بأقصى درجة ممكنة لديه
_يعنى دا اخر كلام عندك يا دكتورة
-ايوة يا بابا انا مستحيل ارجع اشتغل فى المستشفى دى تانى
– ماشى يا ندى
ثم نظر لامرأة تجلس على احدى الارائك
– عقلى بنتك يا ليلى وقوليلها تسمع الكلام اصل اخليها تسمعه غصب عنها
ليلى:بقولك ايه انا ماليش دعوة …موضوع الشغل ده بينك وبين بنتك مدخلنيش فيه يا ياسين
ياسين:بقى كده… تلاقيكى انتى الى مكبرها فى دماغها ومش عايزاها ترجع الشغل يا ليلى
ندى:ماما مكبرتش حاجة فى دماغى وانا مش طفلة علشان ماما تأثر عليه
ياسين:بصى يا ندى انا مش بحب الكلام الكتير …خلاصة الموضوع ادامك اسبوعين يا ندى بالكتير وقسما عظما لو مرجعتيش الشغل ماهيحصل طيب
ثم خرج وترك الفيلة
اجهشت ندى بالبكاء وارتمت فى حضن امها
ندى:ارجوكى يا ماما اعملى اى حاجة انا مش عايزة ارجع المستشفى دى تانى
ليلى:اهدى يا بنتى استغفر الله العظيم طب بس قوليلى ليه مش عايزة ترجعى تشتغلى تانى فيها
ندى:مقدرش يا ماما… والله ما اقدر اروح المستشفى دى تانى وهو مش موجود فيها… انا حتى مقدرش اتخيل انها بدونه مقدرش افتح الاوضة بتاعته والاقى مريض تانى غيره فيها…
كل مكان فى المستشفى بيفكرنى بيه… انا لو روحتها تانى هتعذب اووى… انا محتاجة ابعد عنها ومش اروحها تانى علشان ارتاح وانسى هو ليه مش عايز يحترم قرارى زى ما انا احترمت قراره وبعدت عن اول انسان حبيته خليه بقى يسبنى فى حالى حرام عليه بقى .
توقفت ندى عن الكلام فلم تستطع اكمال حديثها ظلت تبكى وينتفض جسدها ضمتها والدتها بشدة الى صدرها
وظلت تمسح على شعرها وهى تحاول ان تهدأها ثم قالت:خلاص يا ندى اهدى بقى علشان خاطرى
ندى(بنبرة طفولية):مش هاروح المستشفى تانى يا ماما صح
ليلى:مش هتروحيها يا حبيبة ماما والله تانى خلاص ولا هسمحله انه يدخل فى حياتك تانى ويعذبك كفاية اووى كده
خرجت ندى من حضن امها ثم نظرت اليها وقالت:انا بحبك اووى يا ماما ..ربنا يخليكى ليه
مسحت ليلى دموع ابنتها بيدها وهى تقول:وانا كمان بحبك ..يلا بقى اطلعى اغسلى وشك وريحى فى اوضتك شوية على ما الغدا يجهز
ندى:حاضر
صعدت ندى الى غرفتها تنهدت ليلى وهى حزينة على حالة ابنتها رفعت يدها الى السماء وقالت:يارب ريح قلب بنتى ارجوك واسعدها وفرحها بقى

“اكيد الدعوة دى من نصيب ندى يعنى انا ماليش دعوة كده زيها”
ابتسمت ليلى ابتسامة بسيطة على اسلوب ابنة اخاها ثم قالت:جاية بدرى يعنى النهاردة
جلست مى على الاريكة امام عمتها ثم رفعت رجليها على التربيزة التى امامها
مى:معلشى بقى يا عمتى اصل رجليه وجعنى اووى
ضحكت ليلى ثم قالت:ماشى يا حضرة الظابطة خدى راحتك ..بس مقولتليش جاية بدرى ليه النهاردة
مى:مكنش عندى شغل كتير النهاردة
ليلى: ربنا معاكى يا حبيبتى
مى:امين امال ندى فين
ليلى:فوق
مى:غريبة ومش قاعده معاكى ليه
ليلى:لسه طالعه حالا
مى:على فكرة حاسة ان فى حاجة شكلك مش طبيعية
ليلى:ياسين كان هنا من شوية
مى:وطبعا كان جاى علشان موضوع الشغل
ليلى:هو فى غيره
مى:يوووووووووه هو مش بيزهق مش قالتله مش هتشتغل خلاص يحترم بقى قراره
ليلى:ومن امته وهو بيحترم اى قرار ندى بتاخده
مى:بنتك هى الى عودته على كده دخلها كلية الطب غصب عنها وبعدها عن اوى انسان حبيته غصب عنها برضه وهى بتقوله سمعا وطاعه وبس
ليلى:مالهوش لازوم الكلام ده يا مى قومى اطلعلها احسن وهديها
مى:حاضر يا عمتى
صعدت مى الى اعلى طرقت على باب غرفة ندى ولكن لم تجيبها فقد كانت ندى تبكى بشدة ولم تستطتع التحدث ففتحت الغرفة ودخلت ثم وقفت بجانب السرير النائمة عليه ندى وهى تبكى بشدة
مى:يعنى هتستفيدى ايه من العياط ده يا ندى
ندى:مش لاقية حاجة غيره اعملها
مى:يا بنتى ما عادى ماهو كل مرة يجى ويجعر ويقوله كلمتين ويخفى ومش بيعمل حاجة بعدها
ندى:بس المرة دى كان اشد دا اقسم ان لو مرجعتش مش هيحصل طيب
مى:لا بدام فيها قسم يبقى الكلام بقى كبير
ندى:انا مستحيل ارجع المستشفى دى تانى لو حتى هيقتلنى
مى(بتفكير):ماتقولى لعمو عزيز هو بيعزك اوووى وكمان صاحب ابوكى…. وهو وبابا بيقدروا يأثروا عليه بس بلاش ابويا اصله معاه فى الموضوع انا مش عارفة هو ابوكى ده عامل لابويا عمل.. اتجوز على اخته وطلقها وبرضه لسه اصحاب وبابا بيحبه جدا
ندى: متنسيش برضه انا بابا وباباكى ولاد عم قبل كل شىء
مى:بس برضه الى عمله فى عمتى يخليه ينسى حتى انهم ولاد عم
ندى:وايه الى حصل يعنى يا مى ما فى ياما ناس كتيرة متجوزين وبينفصلوا عن بعض
مى:دول بيكونوا مش قدروا يتفقوا مع بعض فبيضطروا يطلقوا… مش اتجوز عليها
ندى:مش ده موضوعنا وعلى فكرة مالهوش لزوم تفضلى تفكرينى بالموضوع ده انا فاكرة وعارفة كويس ان ابويا اتجوز على امى ولما امى عرفت واعترضت طلقها واتخلى عنها
مى(بتأسف):انا اسفة يا ندى مش قصدى بجد اجرحك بالكلام
ندى:حصل خير يا مى
مى:يعنى بجد مش زعلانة منى
ندى:مش زعلانة يا ستى بس ياريت متفكرنيش بالموضوع ده تانى
مى:حاضر اخر مرة
ندى: صحيح انتى جاية بدرى ليه النهاردة
مى:ماكنش عندى شغل كتير انا كنت بس راحة استلم ملف القضية الجديدة ادعيلى بقى انجح فيها اللواء قالى لو نجحت فيها هيكون فى ترقية
ندى:ربنا يعملك الى فيه الخير ويحققلك كل الى بتتمنيه
مى:يارب انا هاروح اوضتى بقى هاخد شاور وانام شوية
ندى:ماشى روحى
مى:انسى بقى ومتزعليش نفسك
ندى:ان شاء الله
تركتها مى وذهبت لغرفتها اما ندى فقامت من على فراشها ووقفت فى شرفة غرفتها
فوجدت سيارة احد ما قادمة وبمجرد ان رأتها ابتسمت
ندى:جيت فى وقتك يا عمو عزيز
………………………………………….. ………………………
_هو احنا هنروح لحد فى القاهرة يا ابيه
عمار:اه هنروح لخالى هناك
سارة:خالك الى كنت دايما بتروحله كل اجازة
عمار: اه انا ماليش الا هو اصلا
سارة:بس خالك ده عمره ما جه زارنا ابدا
عمار:كان بينه وبين بابا خلاف علشان كده عمره ما جه زارنا ابدا
سارة:وايه سبب الخلاف ده
عمار:لما ماما ماتت خالى بعدها سافر ولما جه من السفر وجه يزورنا كان ساعتها بابا اتجوز ماما كريمة ساعتها خالى اعترض انى اعيش مع مرات اب وكان عايز ياخدنى يربنى بس بابا اعترض طبعا وحصل ما بينهم خلاف كبير وقتها
سارة:اممممم علشان كده كان بابا دايما يعترض ان عمر يجى معاك لما كنت بتروح تزوره
عمار :ايوة بابا كان مفكر ان خالى بيكره ماما كريمة وانتوا بالتالى
سارة:طب احنا هنقعد عنده ولا ايه
عمار:لا طبعا احنا بس هنروح نسلم عليه لانه بجد واحشنى اوووى وبدام انا كده كده هكون فى القاهرة فهروح اشوفه وبعدها هنروح نقعد فى اى اوتيل على ما استلم الشغل واجر شقة كويسة نقعد فيها
سارة:شغل ايه
عمار:اه صحيح انا مقولتش لحد على موضوع الشغل ده يا ستى الشركة الى كنت بشتغل فيها فى تركيا ليها فرع هنا فى القاهرة فبعتولى من فترة كده ان اروح اشتغل ودا الى شجعنى اكتر اننا نسافر القاهرة
سارة:ربنا يوفقك
عمار:يارب
سارة:هو خالك عارف اننا رايحين ليه
عمار:ايوة طبعا كلمته بليل وقولتله

………………………………………….. …………………………
-مالك يا ليلى حاسس انك مضيقة
ليلى:ياسين يا عزيز
عزيز:ماله بس
ليلى:عايز ندى ترجع الشغل غصب عنها
عزيز:طب ما ندى تسمع الكلام وترجع وخلاص
ليلى:بس هى مش عايزة ترجع الشغل تانى
عزيز:علشان الموضوع اياااااااه برضه
ليلى:ايوة
عزيز:طب والعمل
ليلى:اقنع ياسين وقوله يسبها على راحتها
عزيز:ماشى بس بشرط
ليلى:شرط يا عزيز
عزيز: اعرفى بس هو ايه الشرط
ليلى:ايه
عزيز:نتجوز بقى احنا اجلنا الموضوع ده بما فيه الكفاية
ليلى:مش لما اطمن على ندى الاول واجوزها
“يبقى مش هتتجوزا ابداااااااااااااا”
قالتها ندى الواقفة على اخر درجات السلم
ليلى:ليه يعنى
ندى(وهى بتمشى لعندهم):اصل بنتك هتعنز ان شاء الله
عزيز:ليه بقى ان شاء الله دا انتى قمر والف واحد يتمناكى
بس انتى وافقى بس
ندى:انا بقول ازيك احسن يا عمو
عزيز:الحمد لله انتى الى عاملة ايه
ندى:تمام الحمد لله
عزيز:ها بقى يا ليلى اهى ندى قاعده معانا اهيه قولى بقى قولتى ايه
ليلى:مش وقته يا عزيز
ندى:لا وقته يا ماما انتى وعمو مقررين تتجوزوا من زمان وكل شوية تأخروا الموضوع معتش يحتمل تأخير اكبر من كده
عزيز:والله يا ندى انتى بتقولى كلام زى الفل
ليلى:يعنى اتفقتوا عليه انتوا الاتنين
ندى:خلاص بقى يا ماما كفاية تأجيل اكتر من كده
عزيز:انا برضه بقول كده
ندى:قولى يا عمو انت مستعد يكون كتب الكتاب امته
عزيز:بكرة
ضحكت ليلى وقالت:عزيز بكرة ايه لا طبعا مينفعش
ندى:انا بقول يوم واحد فى الشهر الجديد
عزيز:الله اكبر اهو دا الكلام
ليلى:انتى مجنونة يا ندى اول الشهر ازاى دا معتش الى خمس ايام
عزيز:وفيها ايه انتى ناسية اننا محضرين كل حاجة ولا ايه
ندى:خلاص بقى يا ماما خلينا نفرح بقى من زمان مفرحناش
ليلى:هقولكوا ايه بقى خلاص ماشى
عزيز:واخيراااااااااااااااااااا
ندى:الف الف مبروك يا عمو انت وماما
عزيز\ليلى:الله يبارك فيكى يا ندى

………………………………………….. …………..
بداخل احدى الشركات الخاصة بتصنيع الادوية الموجودة بمحافظة القاهرة يمشى شاب فى اوائل العقد الثانى من عمره وكأنه يقول (يا ارض اتهدى ما عليكى قدى)
فهو اقل ما يقال عليه شاب فاسد يرتدى سلسلة برقبته وقميص نصفه مفتوح وبنطلون يكاد ان يسقط منه
وعندما يصل الى مكتب السكرتيرة يجلس على الكرسى الذى امام مكتبها واضعا قدما فوق قدم
“كل يوم بتحلوى عن اليوم الى قبله يا سحر”
سحر:ههههههه اه من بكشك يا مراد
مراد:اخص عليكى كده هتزعلينى انا برضه بكاش دا الكلام ده من داخل اعماق قلبى
تضحك سحر وتقول:ايوة ما اانا عارفة
مراد:قوليلى بقى اسر جوه
سحر:ايوة
مراد:ماشى يا سحورتى ادخله انا بقى
سحر:اتفضل
مراد:احبك وانتى بتحترمينى كده
سحر:اه منك فظيع بشكل
مراد:بس بذمتك مش عسل برضه
سحر:ايوة طبعا عسل ونفسى اجوزك بنتى
مراد:لا ياختى متشكر
سحر:طب ادخل بقى لاخوك علشان انا عندى شغل
مراد:ماشى يا سحورتى افضلى كده قلبك قاسى عليه
سحر:هتدخل بقى وتسبنى اشوف شغلى ولاااااا
مراد:لالالالالا خلاص داخل يا ساتر عليكى الواحد مبيعرفش يهظر معاكى ابدا
تركها مراد ومشى بعض الخطوات وطرق على باب مكتب اخيه ثم فتح الباب واخرج رأسه من زاوية منه
مراد:ممكن ادخل يا دكتور اسر
اسر:طلعت من بدرى يا بنى
يفتح مراد الباب كاملا ويدخل
مراد:بقى كده
اسر:يلا معلش عدى علينا بكرة بس بدرى شوية وهعطيلك الى فيه النصيب
مراد:لأ بقيت تعرف تألش اهو
اسر:هو فى حد عنده اخ زيك وميعرفش يألش برضه
مراد:تصدق عندك حق برضه
اسر:هاااااااا
مراد:من الاخر عايزة مفاتيح عربيتك والفيزا بتاعتك
اسر:هو بابا اخدهم منك تانى
مراد:ايوة يا سيدى علشان اتأخرت امبارح بليل اووى اخدهم منى علشان يعاقبنى
اسر:هههههههه تستاهل
مراد:ماتخليك عسل بقى وتجيبهم
اسر:يعنى اانا هقدر اقولك لأ هعطيهم ليك طبعا بس بقولك مش عايز بابا يعرف
مراد:عيب سرك فى بير
اسر:مخروووووووووووووووووم
مراد:لأ اتصلح متقلقش
اسر(بيناول مراد المفاتيح والفيزا):اتفضل يا سيدى
مراد:بقولك ايه متأكد ان الفيزا دى فيها فلوس ولا هتكسفنى انا عازم الموزة
اسر:لا متقلقش فيها مبلغ عمره ما اتحط فى بتاعتك
مراد:يلا يا عم حظوظ بقى تلاقى عمك محمود مظبطك
اسر:هههههههههه خلص كليتك وتعالا اشتغل معانا وهو هيظبطك برضه
مراد:طب بذمتك مهندس معمارى زى يشتغل ايه فى شركة ادوية
اسر:يا سيدى هندورلك على اى شغلانة ان شاء الله لو نمشى عمو عبده الفراش وتيجى بداله
مراد:مش هرد عليك علشان انت اخويا الكبير وانا محترم
اسر:ماشى يا محترم
مراد:يلا انا همشى بقى هتأخرنى على البت
اسر:بقولك ايه خودنى معاك بدل ما اخد تاكسى
مراد:انت مروح ولا ايه
اسر:لا رايح اشوف ندى اصلها وحشتنى
مراد(بخبث):هى برضه الى وحشتك
اسر:يا سيدى واانا هنكرليه وهى كمان وحشتنى اوووى
مراد:انا مش عارف انت بتحب فى البت دى ايه
اسر:بحب فيها كل حاجة
مراد:يا بنى دى بمنظرها دا بتفكرنى بواحد صاحبى
اسر:هعمل نفسى ما سمعتش الى بتقوله ده لانى مليون مرة قولتلك متتكلمش عنها بالاسلوب ده
مراد:ماشى يا عم انا اسف
اسر:طب يلا نمشى
مراد:يلا

………………………………………….. ……………..
– خلاص يا ندى متقلقيش انا هتكلم معاه وهقنعه
– ندى:بجد يا عمو
– عزيز:ايوة يا ستى بجد
– ندى:بجد متشكرة اوووى
– عزيز:بس عايزك بقى توعدينى انك تنسى الموضوع ايااه ده
– ندى(بحزن):بحاول والله يا عمو
– عزيز:ندى مش بتحاول ندى لما تحط حاجة فى دماغها بتعملها على طول من غير ما تحاول
– ندى:الموضوع مش سهل اووى كده علشان يتنسى بالسهولة دى
– عزيز:انا عارف وعلشان كده هسيبك المرة دى تحاولى بس المحاولة هتنجح وهتنسى الموضوع ده نهائيا ماشى
– ندى:ان شاء الله
– عزيز:طب و هتقعدى كده من غير شغل
– ندى:لا بفكر افتح عيادة واقتصر عليها بس المشكلة لسه ملقتش مكان
– عزيز:خلاص يا ستى انتى لقيتى المكان خلاص
– ندى:بجد
– عزيز:ايوة شقتى القديمة انا مش عايزها كنت بفكر اصلا ابيعها او اجرها اهو انتى صاحبة النصيب
– ندى:كويس هأجرها بقى من حضرتك
– عزيز:الشقة خلاص اعتبريها بتاعتك وانسى حكاية التأجير دى
– ندى:ازاى بس يا عمو لا طبعا
– عزيز:شكلك نسيتى ان الدكتور عزيز بيقول الكلمة مرة واحدة بس
– ندى:بس
– عزيز:مبسش خلاص انا قولتها كلمة وخلاص بعد ما نتجوز انا ومامتك ان شاء الله هعطيكى المفاتيح وتبدأى تجهزى فيها بقى اصل انا عارف ان لو اعطتها ليكى دلوقتى هتنشغلى فيها وهتنسينى
– ندى:عندك حق خلاص انا موافقة
– “مش هتبطلوا رغى بقى وتيجوا يلا علشان الغدا جهز”
– عزيز:امرك يا مولاتى
– ليلى(بخجل):عزيز
– ندى(بتحاول تدارى ضحكتها):هطلع انادى البت الخوم نوم دى الى فوق
– “حلفت عليكى ما انتى طالعة انا نزلت اهه”
– ندى:تتحسدى صحيتى كده لوحدك
– مى:اصل رائحة طعام عمتى ايقظتنى من النوم
– عزيز:دا مش ايقظتك من النوم وبس دى نستك كمان تقوليلى ازيك حتى
– مى:اسفة والله يا عمو الكلام اخدنا ونسيت
– عزيز:ولا يهمك يا ستى
– ندى:يلا بقى يا جماعه الاكل هيبرد
التفوا جميعا حول السفرة وبدأوا يتناولوا الطعام
ندى:مى مش خلاص حددنا ميعاد كتب الكتاب
مى:كتب كتاب مين
ندى:انتى هبلة يا بت كتب كتاب عمو عزيز وماما
مى(بصدمة):ايه
ليلى:ايه يا مى مالك اتصدمتى كده ليه
مى:لا ابدا ياا عمتى اتفاجأت بس مش اكتر
ندى:المهم يا ستى كتب الكتاب اول الشهر
مى:امممممم كويس
ليلى:وهو بيتقال كويس برضه
خبطت ندى مى فى دراعها وقالت لها بصوت واطى:قولى الف مبروك
مى(بحزن):الف مبروك
عزيز:الله يبارك فيكى يا مى عقبالك
مى:ان شاء الله
رن جرس الفيلة وفتحت الخادمة ودخل احد ما
“انا برضه قولت ان حماتى بتحبنى”
ندى:هو فى حد اصلا يقدر ميحبكش
اسر:حبيبة قلبى انتى يا نودى
مى(فى سرها):ايه القرف ده كانت ناقصاك انت كمان
اسر:ازيك يا عمو عزيز
عزيز:تمام يا حبيبى
اسر:عاملة ايه يا طنط
ليلى:تمام يا حبيب قلبى
اسر:ازيك يا مى
مى(بتنظر فى طبقها):اهلا وسهلا
ليلى:اقعد يا اسر اتغدى معانا
اسر:الصراحة مش هقدر ارفض لانى جعان
ندى:طب اقعد يلا
جلس اسر على كرسى بجانب مى فقامت مى بنفور على الفور
مى:انا شبعت
اسر:هو انا جيت سديت نفسك ولا ايه
مى(بقرف):لا عادى .انا طالعه اوضتى عن اذنكوا
صعدت مى الى غرفتها واسر يتأملها بحزن والالم يزداد داخل قلبه
ندى:معلش يا اسر متزعلش
اسر:لا عادى انا اتعودت منها على كده
عزيز(محاولا تخفيف الوضع):بقولكوا ايه يلا نكمل اكل احسن اصل يبرد وميبقاش ليه طعم
شرعوا جميعا فى استكمال طعامهم الا واحدا منهم ظل يلعب فى الطعام الذى بطبقه وهو شاردا ويراوده سؤال واحد
لماذا تعامله بهذه الطريقة وهو يعشقهااااااااااا؟
اذا أتممت القراءه علق بما يحلو لك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق