الرئيسة

أجواء العيد من زمن فات

بقلم فاطمة السيد
العيد فالماضي كان أكثر جمالًا ودفئًا وكان من أكثر الأشياء التي تشعرنا ببهجة و فرحة تملئ القلوب يتم الترتيب له من منتصف شهر رمضان حيث تزيين البيوت وشراء ملابس العيد وتجمع جميع نساء الأسرة في بيت الجدة الكبير، يجلسون جميعًا في نفس المكان على الأرض، ويقومون بصنع الكحك ،حيث كانت الأمهات تعجن العجين وتقسمّه لكرات، فيما تنفرد الفتيات الصغيرات بتشكيل الكحك، ورصه في الصواني، وإعطائه للجدة لخبزه ،حيث كانت الجدات تجلس أمام الفرن لتسوية الكحك أو اعطاؤه
للأطفال للذهاب بالكحك الموضوع على الصاجات لأقرب فرن بالشارع، لخبزه والعودة به مرة أخرى للمنزل
وكانت الناس أكثر ألفة ومحبة كانوا يلتقون بعضهم بعضًا في الشوارع للمعايدة، وتبادل التهاني بقدوم العيد، فكان كل شخص يلتقي بجيرانه ،أصدقائه وزملائه، ويقف معهم ويتبادل عبارات التهنئة بابتسامة وود وحب
وكان الرجال الكبار يحملون في جيوبهم الحلوى أثناء ذهابهم لصلاة العيد، وعندما يفرغوا من الصلاة يستقبلهم الأطفال في طريق عودتهم للمنزل بالسلام والتهنئة، فيقومون باعطائهم العيدات وتوزيع الحلوى عليهم لإسعادهم
وشراء الألعاب البسيطة لتسلية الأطفال حيث كان الأطفال في الماضي ينتظرون العيد لشراء الألعاب واللعب بها، فكان الكبار يقومون بشراء ألعاب بسيطة للأطفال وإهدائها لهم في الأعياد كالعربات والمسدسات وغيرها من الألعاب الجميلة التي كانت وسيلة كبيرة في إسعاد الأطفال الذين كانوا يتمتعون بالبساطة قبل تطور الزمن وظهور الإنترنت والألعاب الإلكترونية
العيد قديمًا كان لا يمكن أن يكون عيدًا إلا إذا اجتمعت جميع أفراد الأسرة في اليوم الأول وتناول الطعام معًا
أو تتجمع أفراد الأسرة للتنزه بإحدى الحدائق العامة وإفتراش الأرض لتناول الأطعمة والاحتفال بالعيد والتحدث والضحك من قلوبهم كان للعيد معنى حقيقي
أما الآن أصبحنا أكثر تباعداً وأصبحنا في أفتقاد لمتعة استقبال العيد وحنين لهذه الأيام البسيطة الجميلة ،
افتقدنا التجمعات العائلية، والزيارات بين الأصدقاء، وتبادل التهاني التي أصبحت مقتصرة علي وسائل التواصل الإجتماعي و الرسائل النصية
لم يعد مفهوم التجمع الأسري وصنع كحك العيد شائعًا كالسابق، لم يعد لمعظم النساء الوقت أو القدرة على صنع كحك العيد في المنزل، أو النزول لشراء ملابس العيد من المحلات، وخصوصاً عندما انتشر الشراء عبر الإنترنت، فأصبحت معظم النساء تشتري ملابس العيد من خلاله
و شراء الكحك الجاهز من المحلات أو طلبه عن طريق الإنترنت
الأطفال في الماضي كانوا ينتظرون العيد للتجمع أمام المنازل واللعب في الشارع، والخروج مع الأسرة لزيارة الأهل والعائلة وتبادل التهاني
أما الآن أصبح الأطفال أكثر تطلعًا، لا يريدون الذهاب لمنازل، بل يريدون الذهاب للمدن الترفيهية والملاهي ولعب الألعاب والتقاط الصور وتنزيلها على وسائل التواصل الإجتماعي ،يريدون الخروج وتناول الأطعمة الجاهزة والسريعة في أيام العيد
كلما تقدم بنا الزمن نتذكر الماضي الجميل ونغوص في بحار الذكريات ونتمني عودة هذا الزمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق