كتب / درى موسى
تعجبت كثيرا حين قرأت أن رئيسة وزراء بورما «أون سان سو تشي»، التي يحتضنها أوباما في صورة، ويقبلها في صورة أخرى، والتي تقود حملة الإبادة الوحشية والمذابح البشعة ضد مسلمي الروهينجا، قد حصلت على جائزة سخاروف لحرية الفكر سنة 1990 (وهي جائزة يمنحها البرلمان الأوربي للأشخاص الذين كرسوا حياتهم للدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الفكر). وبعدها بسنة واحدة (1991) فازت بجائزة نوبل للسلام تقديرًا لدعمها للنضال غير المستند إلى العنف، فضلاً عن الميدالية الذهبية للكونجرس الأمريكي (وهي أرفع تقدير مدني في الولايات المتحدة) سنة 2017، أي أثناء إدارتها لتلك المذابح! .. هذه العجوز الشمطاء (الحقوقية، وداعية السلام واللاعنف وحرية الفكر) استنكرت أن تحاورها مذيعة مسلمة من هيئة الإذاعة البريطانية في أكتوبر سنة 2013، بعد أن طالبتها المذيعة فقط بإدانة المشاعر المعادية للإسلام وموجة المذابح الموجهة ضد المسلمين في ميانمار!
هكذا يدار العالم .. وهكذا تمنح الجوائز .. وهكذا يتم التكريم .. كلمة السر: اقتلوا المسلمين .. أبيدوهم .. نكلوا بهم، فالإنسانية بريئة منهم، وقيمها تعلو فوق حقوقهم .. دماؤهم حلال، أموالهم حلال، أعراضهم حلال! .. أما الوصف الجاهز والمريح لهم فهو الإرهاب والتمرد وإثارة الفتن والقلاقل!
هل علمتم لماذا يقتلون؟ .. ولماذا يعيش المسلمون أذلاء حتى في أوطانهم؟ .. ولماذا يصمت العالم؟ .. تبًا لهذا العالم، ولقيمه المزدوجة، ولجوائزه!