الاسلامياتمنوعات

كيف يتعامل المسلم الجديد مع علماء الإسلام ؟

 

كتب : محمد سعيد أبوالنصر
حينما يكون الإنسان غير مسلم سواء كان من أهل الكتاب ،أو لا ديانة له، ثم شاء الله هدايته أو هدايتها ،ودخل في الإسلام فإنه يحاول بكل ما أوتى من قوة أن يعرف هذا الدين الجديد يحاول أن يفهم أحكامه وقواعده .ويا ترى من الذي يعلمه ويشرح له هذا الدين ؟ والجواب إنهم علماء وشيوخ هذا الدين !!
إذن فما هو واجب المسلم الجديد نحو الشيوخ والعلماء .
المسلم أو المسلمة الجديد ،إذا أسلم أو أسلمت فإنه ينال العلم ويحصله عن طريق الشيوخ والعلماء حتى يتمكن من فهم الإسلام .
فكيف يتعامل مع هؤلاء الشيوخ والعلماء ؟
1-التواضع والإجلال للشيوخ:
ينبغي على المسلم أو المسلمة الجديدة أو الحديثة أن يتواضع للعلماء فإن العلم لا ينال إلا بالتواضع، وعليه أن ينظر كيف كان طلاب العلم الديني وطالبو المعرفة الإسلامية يتعاملون مع شيوخهم حتى ولو كانوا من هم علوا ونسبا وقيمة. وفي هذا نقرأ ما فعله سيدنا ابن عباس -رضي الله عنهما- مع جلالته وقرابته للمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم حينما أخذ بركاب سيدنا زيد بن ثابت -رضي الله عنه- لكونه شيخه، وقال: «هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا». فقبل زيدٌ يده، وقال: «هكذا أُمرنا أن نفعل بآل بيت نبينا صلى الله عليه وآله وسلم»
وقد يكون هذا المسلم الجديد صاحب عز اقتصادي وشأن اجتماعي ومنصب سياسي فعليه أن يُنحي ذلك جانبا وأن يعلم أن تحصيل المعرفة الدينية لا دخل له بالوضع الاجتماعي ولا بالمنصب السياسي، ولا بمعارفه في بعض العلوم ،لأن أصحاب هذه المعارف قد يظنون أنهم في غنى عن دراسة الدين ومعرفة أحكامه التي يحتاج إليها المسلم الجديد ،والصواب أن هذه المعارف رصيد إنساني للمعرفة ككل، لكنْ تظل الحاجة إلى معرفة ودراسة أحكام الإسلام واجبة. والمسلم الجديد عليه أن يُنحي كبر النفس وعز الملك عن طلبه للمعرفة الإسلامية وتحصيله ما لا تنبني عليه الأحكام الشرعية إلَّا بمعرفته .
قال الإمام الشَّافعي -رحمه الله تعالى -: «لا يطلُبُ أَحدٌ هذا العلم بِالمُلكِ وعِزِّ النَّفسِ فيفلح ، ولكن من طلبهُ بِذُلِّ النَّفسِ وضيقِ العيشِ وخدمةِ العُلماءِ أَفلحَ».
وقال أَيضًا: «لا يُدْرَكُ الْعِلْمُ إلاَّ بِالصَّبْرِ عَلَى الذُّلِّ».
وقال أَيضًا: «كُنتُ أَصفحُ الورقة بين يدي مالكٍ -رحمه الله- صفحًا رفيقًا هيبةً لهُ. لئلا يسمع وقعها».
وقال الرَّبيعُ -رحمه الله تعالى-: «وَالله ما اجترأتُ أن أشرب الماء والشَّافعيُّ ينظُرُ إلَيَّ هيبةً لهُ»
وعن كعب الأحبار قال: «ثلاثة نجد في الكتاب يحق علينا أن نكرمهم، وأن نُشَرِّفهم، وأن نوسّع عليهم في المجالس، ذو السِّن، وذو السلطان لسلطانه، وحامل الكتاب».
قال أبو عبد الله يحيى بن عبد الملك الموصلي: «رأيت مالك بن أنس غير مرة، وكان بأصحابه من الإعظام له، والتوقير له، وإذا رفع أحد صوته صاحوا به. وكان إلى الأدمة ما هو»
وعن عبد الرحمن بن حَرْمَلَة الأسْلَمي قال: «ما كان إنسان يجترىء على سعيد بن المسيب يسأله عن شيء حتى يستأذِنَه كما يُسْتأذن الأمير»
وإذا خاطب المسلم الجديد العالم فعليه التأدب بأن يقول له: «أيها العالم، أيها الشيخ ، ونحو ذلك».
وكان ابن شهاب يقول: «جالستُ سعيد بن المسيب ست سنين، تَحُاكُّ رُكبتِي ركبتَه، لا أقدر منه على حديث، إلا أَني أقول: قالوا اليوم كذا، وقالوا اليوم كذا، فيتكلم».
وقال ابن الخياط يمدح مالك بن أنس:
يَدَعُ الجوابَ فلا يُراجَع هَيْبَةً … والسائلون نَواكسُ الأذْقَان
نُور الوقار وعِزُّ سلطانِ التُّقَى … فهو المَهِيب وليس ذا سُلطان
قال إسحاق الشهيدي: «كنتُ أرى يحيى القطًّان يصلي العصر، ثم يستندُ إلى أصل مَنارَة مسجده، فيقف بين يديه، عليُّ بن المَديني، والشَّاذَكُوني، وعَمرو بن علي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعِين وغيرُهم، يسألونه عن الحديث -وهم قيام على أرجلهم- إلى أن تَحينَ صلاةُ المغرب. لا يقولُ لواحدٍ منهم: أجلس، ولا يجلسون هَيْبَةً وإعظاماً»

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق