بقلم :محمد الشرقاوى
إنها ترعة المحمودية التى دفن حولها آلاف الفلاحين الذين ماتوا من الجوع و التعب أثناء اجبارهم على حفر الترعة بالسخرة – و مع ذلك فانها أعادت الحياة الى مدينة الأسكندرية التاريخية و أحيائها القديمة بعد ما عاشت الأسكندرية مدة من الزمن شبه مهجورة الا فى جزء من ساحلها ( منطقة بحرى بين قايتباى و الميناء الغربى ) أعادت ترعة المحمودية الحياة الى المدينة التاريخية مرة أخرى و ساهمت بعد ذلك فى ظهور أحيائها الجديدة ، بعد ما أوصلت ماء النيل و أنعشت التجارة و من ثم حركة المال و بالتالى انشاء بورصة القطن بمينا البصل و بورصة النقد بالمنشية .
كل ذلك و غيره كانت ترعة المحمودية سببًا فى وجوده و لكن لا ننسى الذين ماتوا حولها من القهر – و تلك من عجائب القدر أول ترعة يتم حفرها في عهد محمد على عام 1807 لتكون شرياناً يصل النيل للإسكندرية ويسمح بمرور المراكب التجارية بين الإسكندرية لنهر النيل. أرسل محمد على معدات الحفر من فؤوس ومقاطف ورجال ليحفروا عند كل قرية تمر عليها الترعة التى انتهى العمل منها في العام 1820 مارةً بثلاثة مراكز بمحافظة البحيرة وهى المحمودية وأبو حمص وكفر الدوار.
