تعليم

كل شيئ بالأمل إلا النجاح بالعمل ..

كل شيئ بالأمل إلا النجاح بالعمل ..
عام دراسي سعيد،
دكتور عبدالتواب سيد عيسي

دكتور بقسم التعليم العالي والتعلم المستمر كلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة .

الأمل دليل الثقة بالنفس، وجموح العقل نحو قمة التميز، والأمل والتفاؤل واحد وكلاهما يبعث في النفس السرور ويضيء الأيام ويوقد همة المرء وعزيمته.
والإنسان المتفائل بمقدوره أن يضيف لنفسه أو لمجتمعه كثيراً من الإبداعات والانجازات بينما يسطر التشاؤم بكل قوة على جبين صاحبه الضعف والخوف والشعور بالإحباط والركون المخيف للفشل .
وطبائع البشر متنوعة ما بين متفائل ومتشائم. كلً حسب تقبله للحياة وإدراكة لمعانيها.
الأمل والتطلع عند الإنسان تتحقق عندما يكون وقوداً للحركة، وطاقة للسعي، وعندما يخلق حالة الاندفاع نحو العمل، وبنفس القدر يكون مؤثراً في حياة الإنسان وفاعلاً في واقعه.
أما إذا تحول الأمل والتطلع إلي تمنيات فارغة، وتخيلات ساذجة، يكتفي الإنسان بالتلذذ باجترار صورها في مخيلته، والأنس بتكرارها على مسرح ذهنه، ولا يكون لذلك أي تأثير على واقعه، ولن يلامس شيئاً من أوضاع حياته ،
فمجرد التمني لشئ دون السعي نحوه لا يعطيك ذرة من الحق في الوصول إليه بقول الله تعالي : ( أم للأنسان ما تمني) ذلك أن السعي وحده هو طريق الانجاز ، يقول الله تعالي ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعي. وأن سعيه سوف يرى. ثم يجزاه الجزاء الأوفي) .

إن سعي الإنسان هو الذي يصنع واقعه في هذه الحياة، وإن عمله ونشاطه هو الذي يحدد درجة مستواه الحياتي. وإذا ما رأينا الناس تتفاوت مستوياتهم ، كأفراد وكأمم ومجتمعات، فهناك من يصنف ضمن فلك العالم المتقدم، وهناك من يرزخ تحت وطأة التخلف، فلابد أن نبحث عن هذا التفاوت في المجال السلوكي العملي …
فالنجاح والفشل والتقدم والتأخر، ليس نتيجة لتفاوت مستوي التطلعات والآمال، ولا هو آثر حتمي للمعتقدات والأفكار المجردة ،وإنما هو إفراز طبيعي لمستوي العمل والسعي والنشاط. وختم الحق قوله تعالي ( ولكل درجات مما مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون) . ( ولكل درجات مما عملوا) .

إن البعض من الناس، بسبب الجهل، أو بدافع الكسل، يتواني عن العمل والحركة تشكيكاً منه في جدوي العمل وتأثيرة، حيث يصاب بحالة من الإحباط والعزوف عن الفاعلية ، بل يزرع ويغرس الاحباط لهذا وذاك، لهؤلاء يتوجه القرآن الكريم مؤكداً خطأ تصوراتهم ومقرراً حتمية تأثير أي ذرة من العمل يقوم به الإنسان في هذه الحياة خيراً كان أو شراً .
( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره . ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره) ، على كل معلم او الأسرة أن تغرس في نفوس أبنائهم الأمل ، سواء في البيئة الأسرية او المدرسية ، بغرس الأمل في نفوس أبنائهم واعطائهم الأمثلة والنماذج المشرفة في المجتمع المحيط بهم، يجب على كل معلم أو الأسرة أن تراعي حلم وأمل كل تلميذ، فمثلاً تجد تلميذ يأمل أن يكون ضابط ، وتميذ آخر يسعي أن يكون مهندس، وهذا طبيب وذاك معلم، ثم يقوم المعلم بعد ذلك بترتيب هؤلاء التلاميذ وفقا إلي أمانيهم وأحلامهم جنبا إلي جنب في مقعد واحد أوصف واحد، ثم يقوم أو تقوم الأسرة باعطاء لقب لكل تلميذ وفقا لأماله وتطلعاته المستقبلية بكتابة وتسجيل أمنيته علي المادة، وذلك من خلال الاشطة الخاصة بهم سواء المنزلية او الفصلية، ويكون دور المعلم أو الأسرة التشجيع والعمل حتي يصل إلي تطلعاته، ولايكتفي المعلم بدورة في ذلك، بل الدورالختمامي والتقويم والمتابعة، من خلال عملية الثواب والعقاب، ويكون عقاب التلميذ سحب لقبه منه وترتيبة في مقعد بعيد عنهم. حتي نحصل علي النجاح والتفوق من خلال آمال وتطلعات كل تلميذ……
الأمل، رغبة وإصراروعمل، مثلث المجد ومقومات النجاح. بدءاً من الأمل والتفاؤل والثقة التامة بالله تعالي مروراً بالإصرار التام على تحقيق الحلم مع بذل كل ممكن من الطاقات والجهود إلى أن تظهر على الساحة شخصية جديدة مميزة متألقة متفائلة.
ويقول أحد الشعراء ( إبراهيم طوقان) :
كفكف دموعك ليس ينفعك البكاء ولا العويل ، وانهض ولا تشك الزمان فما شكا إلا كسول
واسلك بهمتك السبيل ولا تقل كيف السبيل ؟ ما ضلً ذو أمل سعى يوماً وحكمته الدليل .
كلا ولا خاب امرؤ يوماً ومقصده نبيل ، فكفكف دموعك ، وشقر عن ساعديك، و املاً حياتك تفاؤلاً وأملاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق