حورات

الشرائح الإلكترونية

 حوار د.روعة محسن الدندن مع الدكتور مصطفى توفيق

القليل من يدرك الفرق بين العلم والتعليم ولهذا أصبحنا نبحث عن العلماء في زماننا وحتى لو كنت عالما بحق فلن تجد من يهتم بك في مجتمع يحارب العلم من خلال مناهجه وكوادره والأساليب القديمة التي لم تعد تجدي أو ترتقي لتطور الغربي
فلا انتاج عربي في الساحة العربية أمام الغرب
مستوردون لكل شيء ودول لا يمكنها أن تكتفي ذاتيا
تدهورت الأوضاع الإجتماعية والثقافية والإقتصادية وحتى نالت من المنظومة التعليمية والصحية فأصبحنا دول تعاني من الدمار بكل ماتحمله الكلمة
وفي الجهة الأخرى تطور يسبقنا بسنوات وربما قرون أيضا
من خلال التطور السريع للتكنولوجيا والأسلحة وغير ذلك بكثير
ولنقف الآن على أبواب الرقائق الإلكترونية أو الشرائح الإلكترونية التي تمكننا من الإستغناء عن الأجهزة المنزلية والبطاقات المصرفية وحتى المفاتيح الخاصة بمنازلنا وسيارتنا وصولا لرقائق تعليمية تغنينا عن المدارس والمعلمين
فهل ذلك لخدمة البشرية أم لإستعبادها
ملف مهم جدا أحاول أن أفتحه مع ضيفي
د/مصطفى توفيق
رئيس الإتحاد الدولي للصحافة والإعلام و الإتصال
حاصل على شهادة جامعية بكلية ستراد كلايد بالمملكة المتحدة في المجال الصحافي
حاصل على شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال الصحافة و الإعلام من معهد باراديم للدراسات المتقدمة
أصدرت سنة 2018 كتابا تحت عنوان محطات النضال المجيد لنقابة الصحافيين المغاربة المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل
أصدرت سنة 2019 كتاب تحت عنوان مقالات رأي
أصدرت سنة 2019 كتاب تحت سقف التنازلات…الحكم الذاتي
أصدرت سنة 2016 ثلاثة عشر كتابا باللغة الإنجليزية منقولة من أخبار بي بي سي البريطانية
منخرط بمنظمة مراسلون بلا حدود سنة 2018
كاتب مقالات بمختلف الجرائد الإلكترونية الوطنية و الدولية
و طالب معرفة
حوار مع روعة الدندن

دعني أولا أرحب بك رئيس الإتحاد الدولي للصحافة والإعلام والإتصال الدكتور مصطفى توفيق ضمن سلسلة حوارات روعة
وأشكرك على قبول دعوتي للحوار في قضية هامة وهي الرقائق الإلكترونية البشرية وأبدأ معك الحوار

١- الرقائق الإلكترونية هل هي منظومة جديدة للسيطرة على العالم أو هي فعلا تطور للتخلص من بعض المعاناة؟

وأنا بدوري أستاذتي الفاضلة أشكرك على هذا الحوار البالغ الأهمية، و لقد سبق و أن تابعت في مناسبات كثيرة حواراتك الهادفة مع ضيوفك المحترمين.
و بما أن سؤالكم يتمحور حول الرقائق الإلكترونية، فلا بأس هنا أن أشير أن هذا الموضوع هو موضوع الساعة، إنه شيء جديد وغير مألوف، وكلنا نعلم أن العالم يتغير، حيث أن كل اختراع حديث يساهم لا محالة في تغيير منظومة بأكملها، وتطوير ما كان الإنسان معتاد على استعماله من مفاهيم وأدوات.
فمنذ القدم والإنسان يفكر في إنتاج أدوات جديدة تساعده على تحسين حياته، و يطمح ثم يبذل قصارى جهده لاكتساب الراحة و التغلب على الصعاب و مشاكل الحياة .
فلو بدأنا الحديث منذ اختراع الأدوات الحجرية و إشعال النار و اختراع الحاسوب إلى رقاقة غوغل، فليس ذلك من أجل السيطرة على العالم فحسب، بل من التخلص أيضا من المعاناة التي يعيشها الإنسان منذ ظهوره على وجه الأرض.

٢-هل يمكن أن تكون تلك الرقائق بديلا عن العقل وتصبح العقول الكترونية مبرمجة تابعة لأجهزة الكترونية؟

لا أعتقد أستاذتي الفاضلة أن الرقائق، أو ما نسميه بالشرائح الإلكترونية ستكون بديلا عن العقل، بل تزرع في الأدمغة البشرية حيث تبدأ المعرفة الرقمية انطلاقا من الحواس إلى المعرفة.
تصوري لو طرحنا سؤالا على شخص لم يسبق له أن دخل المدرسة وسألناه عن مفهوم الأنثروبولوجية أو النظرية النسبية …الخ ، فلا يمكن له أن يجيب، و لكن نفس الشخص يمكن أن يجيب بدقة بعد غرس رقاقة غوغل في دماغه، بمعنى أنه أصبح قادرا على الإجابة على جميع الأسئلة المعقدة التي يعجز حتى المثقف اليوم على الإجابة عليها خصوصا إن كانت بعيدة عن اختصاصه.
الدماغ الطبيعي الذي يولد به الإنسان سيظل من طبيعة الحال طبيعيا، و يمكن أن يتغيرتماشيا مع الزمان و المكان، أما إذا زرعت فيه رقاقة غوغل سوف يتغير في وظيفته الطبيعية، و يصبح دماغا رقميا يتكيف و يتبرمج و يخضع لتأثير الرقاقة وما تحتويه من معلومات رقمية.

٣- ما مدى تأثيرها على الحياة البشرية والعالم؟

التأثير واضح جدا، وأعتقد استاذتي الفاضلة أن كل إنسان موجود فوق الأرض يتناغم مع العالم، فالعالم الخارجي نتقاسمه جميعا، و أعتقد أن العالم الداخلي الذي يشعر به صاحبه يمكن الآن أن يتقاسم بعد زرع رقاقة غوغل.

٤- هل يمكن للرقائق الإلكترونية أن تطور ذاتها من خلال المعلومات التي يتم تخزينها في تلك الرقائق؟

في اعتقادي أن الرقائق الإلكترونية سوف تتطور بشكل لافت مثل العقل البشري و ليست بديلا له، و هذا بالضبط ما نسميه بالذكاء الاصطناعي.

٥- كيف يمكن تطبيق تلك الرقائق داخل أجسادنا لسيطرة علينا
ونقتنع أنها البديل عن المدارس والجامعات والمشافي
فما دور العقل البشري هنا؟

نعم قد تكون هذه التكنولوجية المتطورة، و هذه الرقائق التي تزرع داخل أجسادنا و في أدمغتنا هي البديل عن التعليم التقليدي، و ليست بديلا عن العقل البشري ، فلا نحتاج الآن إلى مدرسة مكتظة بالتلاميذ و إلى أستاذ يشرح لنا دروسا أو محاضر يفسر لنا نظرية أينشتاين أو فلسفة سبينوزا

٦- وداعا لسرقات ووداعا للبطاقات المالية ووداعا للمفاتيح والبطاقات الشخصية
فهل هي تعني وداعا للبشرية والإنسانية وللسيطرة الإلكترونية لمنظومة عالمية؟

وأنا بدوري أقول لك سيدتي الفاضلة وداعا للمدارس، و الكليات، و المعاهد، وداعا للتعليم التقليدي، وفي الختام و بصريح العبارة أقول “العالم يتغير، ويتغير ثم يتغير”

٧- العرب المستوردين لكل ما ينتجه الغرب فهل سنكون حقل التجارب لهم للرقائق الإلكترونية

أستاذتي الفاضلة، أود هنا أن أذكرك بحقيقة مرة لما كنت أقرأ حوار دار بين عربي و غربي، حيث كان العربي غارقا في تمجيد بعض المفكرين والكتاب العرب و يقول: ” نحن العرب، عندنا المقفع و الكندي وابن سينا والفارابي وإبن خلدون …الخ” و فجأة رد عليه الغربي قائلا لآ داعي للبكاء على الأطلال فماذا عندكم الأن؟ ؟ و لم يجد جوابا، و أعتقد أن هذا بالضبط ما طرحه المفكر المغربي عبد الله العروي حينما قال لماذا تأخر العرب و تقدم الغرب؟

٨- برأيك دكتور مصطفى توفيق أن تلك الرقائق ستكون نقلة نوعية لتطور العلم والمعرفة العربية وتخلق جيلا عبقريا
أم ستكون كارثة لتنهي الجميع تحت مسمى التطور الإلكتروني؟

أعتقد ذلك سيدتي الفاضلة، فلا داعي اليوم للإستغراب في تقنية الذكاء الاصطناعي، التي ستسهم لا محالة في تغيير حياة الناس، و تغيير طريقة تعلمهم التي اعتادوا عليها في المدارس وفي بيوت أجدادهم منذ قرون.
إني أتحدث اليوم عن رقاقة غوغل التي ستغلق أبواب المدارس و المعاهد و الكليات في أنحاء العالم، و بهذا الذكاء الاصطناعي يمكن القول، وداعا للتعليم التقليدي بعد زرع رقاقة غوغل في الدماغ البشري.
المعرفة الرقمية الدقيقة بجميع لغات العالم، أصبحت الآن وأكثر.من أي وقت مضى في متناول الجميع، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو اللون أو الدين.
حينما يصبح الانسان قادرا على الإجابة بدقة على جميع الأسئلة التي تطرح عليه، فمعنى هذا أنه أصبح قادرا على الاختراع والابتكار.
كثير من المفكرين والعباقرة أبدعوا واخترعوا أشياء لم تكن تخطر على بال أحد، فليس هذا معناه أنهم واثقون من أبحاثهم فحسب، بل لأنهم قادرون على الإجابة على تلك الأسئلة التي تقودهم إلى شعلة الاختراع والابتكار.
أما بالنسبة للكوارث أو الآثار السلبية لزرع رقاقة غوغل في الدماغ البشري، فهذا يجعلني باستمرار أطرح نفس السؤال على نفسي و أقول: هل فعلا ستكون هناك كارثة إذا تم زرع شرائح إلكترونية في أدمغة البشر؟ إلا أنني أقول لا أعتقد ذلك

٩- ما الهدف الحقيقي برأيك من تلك الرقائق الإلكترونية التي يفكر الغرب في ترويجها وزراعتها داخل الجسم البشري؟

فبعد كل اختراع أو اكتشاف تأتي مرحلة الدعاية و الترويج من طرف المنتج او الشركة، و ما يهم الشركة المنتجة هو الربح و الترويج لمنتوجاتها ، وهنا يأتي دور الإعلام ليؤدي وظيفته لنقل الحقيقة إلى العالم

١٠- هل نحن مقبولين على مافيا الكترونية عالمية؟

ربما هناك بعض القراصنة الذين يتواجدون في بعض الدول العربية وكذلك في بعض دول الغربية ، حيث أنهم يمولون من طرف مافيات النظام الإلكتروني، واعتقد أن القوانين الدولية لهم بالمرصاد، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال، السكوت على عدم ملاحقة كل من ينشط في هذا الاتجاه الخطير، الذي يمكن أن نطلق عليه إسم الفوضى الإلكترونية

شكرا لك دكتور على الحوار ولوقتكم الذي منحوه لنا
وإلى لقاء جديد وضيف جديد
تحياتنا لكم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق