حورات

زمن الفن الجميل..حوار مع.شيخ المخرجين حلمي خالد

 والمحاورة روعة محسن الدندن…سوريا

أنشئ أول مسرح في عام500ق. م وكانت مقاعده من الحجارة وهي المسارح الإغريقية وأول مراحل للمسرحية كانت مرحلة الترجمة والنقل وتزامن مجيء أول فرقة تمثيلية سورية لمصر مع قيام الأديب الشيخ يعقوب روفائيل الذي عرف بإسم (سانو) أبو النظارة بإنشاء أول مسرح عربي في القاهرة سنة 1870م وتطورت المسرحيات على يد أبو خليل القباني الذي أدخل الغناء والرقص ورواياته مستلهمة من التاريخ العربي كألف ليلة وليلة وعندما اشتدت عليه الحملات بسبب ما يقدمه هاجر للقاهرة وتطور المسرح على يد الفنانيين وأصبح لدينا المسرحية الرمزية والتاريخية والغنائية التي بلغت ذروتها على يد الشيخ سلامة وحجازي ثم سيد درويش لنصل لمرحلة الجمود للإبداع المسرحي الهادف
وضيفي اليوم من الشقيقة مصر وهو
حلمي خالد مخرج مسرحي
قام بإخراج ٣٤ مسرحية لكبار الكتاب من أوائل السبعينات عدد العروض ١٤١ عرضا مسرحيا
نظرا لإعادة العرض أكثر من مرة آخر مسرحياته السبنسة تأليف سعد الدين وهبة والملوك يدخلون القرية تأليف على سالم وآخر ماحصلت عليه بعد ٨ شهادات تقدير الوسام الذهبي من اتحاد الكتاب والمثقفين العرب وهو مسجل بمنظمة اليونسكو
كما تم منحه شهادة شكر وتقدير من اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
وقد أطلق عليه جمهوره بالإسكندرية لقب شيخ المخرجين لإن هذا العدد من مسرحياته يفوق أي مخرج سواء كان بالإسكندرية أو القاهرة من حيث الكم والكيف
تخرج من عنده فنانين مثل مظهر أبو النجا مصطفى رزق عايدة فهمي وهي كانت مديرة للمسرح الكوميدي بالقاهرة وغيرهم ممن يحتلون المناصب والأدوار الرئيسية بالقاهرة
أهلا وسهلا بك مخرجنا الراقي في حوارات روعة
وشكرا لك مخرجنا على قبول دعوتي للحوار

وتحياتي لك في المقدمة فإنها رائعة بالفعل كما أن الأسلوب الراقي الذي منحه الله إليك يضفي على المقدمة وكأنها سيمفونية رائعة ولك جزيل الشكر

1ـ المسرح مدرسة الشعوب وغايته لاتقتصر على الإمتاع وإنما تكون هادفة للثقافة والفكر وأساسه النص الأدبي
أين المسرح من النص الأدبي الآن؟

النص الأدبي مهمته الأولى هي تطهير النفس البشرية والإمتاع هي وسيلة للمتابعة ليخرج المتلقى في النهاية وقد تجدد تفكيره إلى الأفضل كما الحال في نصوص كبار الكتاب أمثال سعد الدين وهبة — على سالم — أنيس منصور وغيرهم من كبار الكتاب للأسف انحصر الوضع الآن وأصبح التأليف العشوائي هو الذي يعرض الآن وليس لدى هذا التأليف أي هدف وبناء على ذلك ذهب الجمهور الراقي الذي كان يحضر من كل مكان لمشاهدة عروض لكبار الكتاب وانحصر هذا الجمهور في الأهل والأقارب والأصدقاء بعد الإلحاح عليهم للتصفيق لذويهم على المسرح هذا هو المسرح الآن للأسف الشديد

2ـ المسرح العبثي كما يطلق عليه الفرنسيين وكان نتيجة للظروف السياسية في ثلاثينيات القرن الماضي واعتبر تجديدا لشكل المسرحية ومضمونها فهل ما يحدث الآن للمسرح هو لنفس السبب برأيك؟
المسرح العبثي أو مسرح اللا معقول هو نتيجة ظروف سياسية تتطور بالتدريج إلى أن تصبح فى مسارها الصحيح فمثلا بعد نكسة ١٩٦٧ ظهرت مسرح الغرفة ومسرح القهوة وأصبحت الفرق تعمل نصوص ذات الفصل الواحد في كل مكان وكان الهدف هو توصيل الكلمة إلى المتلقى وبدأ هذا فى الإنقراض ولكن تأثير هذا بدأ بعد ذلك بعد تجاهل نصوص كبار الكتاب والإتجاه إلى كتابة النصوص العشوائية وبتسميتها بالجديد في المسرح رغم أنها لا تحوي أى شيء هادف

3ـ نحن نعيش بفترة فقر للإبداع والنصوص الهادفة والإعلام الهادف
ما مدى تأثير التطور التكنولوجي على مايحدث للمسرح؟

للأسف التأثير التكنولوجي استغلوه أنصاف الموهوبين في الدعاية لأنفسهم والألقاب الرنانة وتوزيع شهادات التقدير على بعضهم البعض دون أي حدث أو عرض ناجح كما أن كثرة القنوات أصبحت تساعد هذه الفئة وتجعلهم يعتقدون أن ما يقدمونه هو قمة النجاح وفي النهاية نكتشف كل مايحدث لا قيمة له وليس ما يقارن بأي شيء وبالتالي انقراض المسرح الراقي

4ـ بعد المسرحيات الغنائية والتي ظهرت على يد القباني أصبحت المسرحيات التاريخية شبه منقرضة لماذا ؟

فى هذا الزمن انقرض المسرح الغنائي واستبدل بمسرح يوجد به استعراضات تافهة لا تمت إلى الموضوع المعروض بأي صلة وإن وجدت بعض الأغاني فإنها لا تطابق المعروض أيضا فإن كانت بطلة المسرحية مطربة جعل لها مخرج الفرق الخاصة نصف المسرحية أغاني وإن كانت راقصة جعل أيضا معظمها رقص وهذا ينطبق على الفرق الخاصة والتجارية

5ـ عمالقة الفن المسرحي هجروا المسرح هل السبب بالاكتفاء بالمجد الذي وصلوا إليه أم ارتفاع الآجور أم اعلان صريح على موت الفن الجميل من خلال المسرح؟

معظم عمالقة المسرح تركوا فنهم عندما بدأت الأوضاع في التدهور وخاصة الفنان إن كان له تاريخ فهو يحافظ على تاريخه ولا يستطيع أن يجازف به حتى لو أنه محتاج إليه وهذا هو الفنان الحقيقي الذي يحافظ على تاريخه

6ـ خيال الظل والحكواتي وغيرهما أصبحا تراث شعبي الآن مع العلم أنها كانت هادفة وذات مضمون أخلاقي وفكري
ولجميع الأعمار وتهتم بالطفل بشكل خاص
وحتى مسرح الطفولة بات نادرا وغير موضع اهتمام للأدباء أم أصحاب العبثية هم السبب أيضا؟

خيال الظل والحكواتي قدموا للمسرح أفكار جديدة ولكنها لم تنتهى نهائيا لأنها موجودة ومتأصلة في حياتنا وهذه من روائع أجمل زمن وهو الزمن الجميل
لم يعد الإهتمام بمسرح الطفل على ما كان عليه وذلك سببه أيضا أنصاف الموهوبين الذين جعلوا المسرح في منتصف الطريق غير قابل للصعود وبسرعة البرق قابل للهبوط ويساعدهم في ذلك من بيدهم القرار للمصالح الشخصية غير عابئين لأي مستوى وصل إليه المسرح ويكفي بالنسبة لهم كتابة التقارير عن النشاط الموجود دون النظر إلى المستوى الهابط

7ـ بعد ماحدث للمسرح والفن بشكل عام هل يمكن أن تحدث معجزة من خلال ثورة الإصلاح الفكري للشعوب العربية؟

الأمل موجود عندما تستقر الأوضاع والبحث بطريقة حقيقية عن المبدعين في التأليف المسرح وهم موجودين في القرى والنجوع ولكن لا يعرفون الطريق للوصول إلى أصحاب القرار أما عن التأليف الحالي فهو للمحيطون بهم وممن يعرفون من أين تؤكل الكتف

8ـ إذا مايحدث كما قلت هو نتيجة الظروف وهذا حدث عابر كما تعتقد؟وعند وجود النص الهادف والعمل الجيد سنجد عودة لكبار المخرجين ونفض غبار الركود واحياء المسرح من جديد ليعود الفن الجميل؟

كبار المخرجين موجودون إلا من رحم ربي ونصوص كبار الكتاب موجودة ولكن من بيدهم القرار لديهم ما يطونه الشرائح الموجودة بقصور الثقافة للإستفادة المادية ولا يريدون المخرج الذي ليس له إلا انجاح عمله وتقديم عمل مشرف انظري إلى مسرح مصر وهو اسم على غير مسمى نظرا لما يقدمونه من أشياء تثير الغثيان هذا هو المطلوب لأصحاب المصالح مسرح لا يصل حتى إلى منتصف الطريق

9ـماسبب غياب أسماءالمخرجين والفنانين والمبدعين الكبار عن التكريمات والإهتمام بشخصيات ليس لها الرصيد الكافي أو المميز على ساحات المؤتمرات الثقافية أو الإبداعية والمهرجانات أيضا؟

السبب فى غياب المخرجين المبدعين هم أنصاف الموهوبين الذين يلتفون حول من بيدهم القرار فهم الذين يأخذون كل ما يريدونه أما من يحترم نفسه فلا يقترب من هذه الفئة وخاصة من كان لديه رصيد فني يجعله في غني عن كل هذا

10ـشيخ المخرجين حلمي خالد وغيره من أصحاب الفن الجميل ماذا سيقول لأصحاب القرار والمصالح والمتسلقين للمجد على ركام الإنحطاط والذي مصيره للزوال؟

أقول لأصحاب القرار والمصالح مصر بخير ولديها مبدعين في كل المجالات واتجهوا إلى نصوص كبار الكتاب ليستقيم المسرح المصري كما كان وابتعدوا عن التأليف العشوائي الذين يقومون به أفراد الشللية نحن نتكلم عن الزمن الجميل فماذا سيقول عنا الجيل القادم ونحن ليس لدينا أي شيء جميل

وأنا أشكرك مخرجنا الرائع لهذا الحوار ولكم الأولوية دائما في الإبداع أصحاب الفن الجميل والراقي
وبصماتكم الخالدة لأجيال وأجيال وشكرا لمنحني شرف الحوار معك شيخ المخرجين حلمي خالد
وأطال الله بعمرك وكما أرجو أن أرى لك عملا جديدا ليعيدنا للفن الراقي والجميل
سعدت بالحوار معك أستاذنا
وإلى اللقاء مع ضيف جديد وحوار جديد ضمن حوارات روعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق