اقتصاد وبورصة

أسباب إمتصاص القوى البيعية لمكاسب البورصة المصرية والخطوات اللازمة للحد من ذلك .

بقلم د.محمد عبد العزيز كاتب وباحث اقتصادي ومتخصص في الشئون الأفريقية

يختلف سوق الاوراق المالية المصري بشكل كبير عن باقى البورصات العالمية حيث تعتبر نسبة تملك وتعامل المستثمرين الأجانب محدودة نسبة إلى حجم تملك المصريين فى البورصة المصرية وقد تم إعفاء كافة المتعاملين في البورصة المصرية من ضريبة الأرباح الرأسمالية منذ مارس الماضي كخطوة إستباقية للحد من تداعيات كورونا على الاقتصاد المصري والبورصة المصرية مما كان له الأثر في إستقرارا أداء البورصة المصرية مقارنة ببقية البورصات العالمية إلا أن ظهور نتائج الأعمال النصف سنوية للشركات المقيدة بالبورصة المصرية دفع العديد من الأفراد سواء مصريين أو أجانب إلى البيع لجني المكاسب المتحققة من إرتفاع قيم بعض أسهم الشركات المسجلة في البورصة المصرية وذلك للاستفادة من المكاسب قبل عودة الضريبة على الأرباح الرأسمالية ولتحقيق أكبر قدر من المكاسب وسط مخاوف عالمية من تجدد تداعيات كورونا في نهاية العام الجاري في حالة ظهور موجة ثانية من كورونا بالإضافة إلى رغبة الأفراد بشكل خاص سواء مصريين أو أجانب في تحقيق أية أرباح خلال هذا العام قبل نهايته بسبب الخسائر في معظم البورصات العالمية ، ومن الجدير بالذكر أن ما تشهده مصر من تهديد لأمنها القومي في ليبيا وتهديد لأمنها المائي في إثيوبيا قد يدفع الأفراد خاصة من الأجانب إلى البيع أكثر من الشراء . وفي ختام عمليات التداول في البورصة المصرية بالأمس تراجع مؤشر EGX30 بنسبة ١.٥٣% عند مستوى ١٠٢٨١ نقطة وتراجع رأس المال السوقي خلال جلسة أمس بنحو ٦.٠٤ مليار جنيه ليغلق عند ٥٦٨.٨ مليار جنيه وإتجهت تعاملات المستثمرين الأجانب للبيع بصافي ٩.٧ مليون جنيه فيما إتجه المصريون والعرب للشراء بصافي ١.٣٩ مليون جنيه و ٨.٣ مليون جنيه على التوالي بينما إرتفعت مؤشرات البورصة المصرية في التعاملات الصباحية من جلسة اليوم بدعم مشتريات المصريين والعرب واستحوذت المؤسسات على ٤٦.٢٥% من إجمالي تعاملات اليوم بينما استحوذ الأفراد على ٥٣.٧٥% من إجمالي تعاملات اليوم وأرتفع المؤشر الرئيسي EGX30 بنسبة ٠.٩٧% في ختام تعاملات اليوم . ويمكن العرض لأهم الخطوات التي قد تساعد في إمتصاص القوى البيعية بمكاسب البورصة المصرية كما يلي :- . زيادة برامج التوعية من البورصة المصرية وشركات الأوراق الماليه بضرورة البيع عند الحاجة للسيولة فقط . . التوعية بالاستثمار طويل الأجل في أسهم وقطاعات استطاعت أن تحقق نموا في ظل أزمة كورونا مثل شركات المطاحن والأدوية والاتصالات . . إذا أراد البعض البيع للاستفادة من المكاسب فيجب توجيهه ليقوم بإعادة استثمار تلك المكاسب في الشركات والقطاعات الاكثر آمنا في ظل كورونا . . ضرورة نشر تقارير رسمية للبورصة المصرية ذاتها حول قيمة الأسهم العادلة للشركات المسجلة بالبورصة إلى جانب المؤشرات والنصائح من شركات التداول لزيادة الوعي لدى المستثمرين خاصة الأفراد منهم . . ضرورة توحيد سياسات وجهود وتقييمات الشركات وصناديق الاستثمار لأن تعارض جهود وتقييمات تلك الشركات والصناديق يشجع الأفراد على البيع السريع فور تحقق بعض المكاسب . . إستمرار دعم البنوك المصرية للبورصة المصرية لتشجيع صغار المستثمرين من الأفراد على الإستثمار في ذات القطاعات التي تستثمر فيها البنوك المصرية . . ضرورة إلزام البورصة المصرية للشركات المسجلة في البورصة بالمزيد من الدراسات لإيضاح حجم تأثر كل شركة سلبا أو إيجابا في ظل أزمة كورونا وكيف تخطط كل شركة وماذا تتوقع كل شركة حتى نهاية العام الجاري .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق