كتب احمد حسين
هناك بعض الأمهات لا يستحقون لقب أم، لأن هذا اللقب لا يمكن إطلاقه على المرأة التي تلد فقط ولكن على المرأة التي تربي وترعي بقلبها وبعينيها أبنائها حتى يصبحوا رجال وتستمر تخاف عليهم إلى أن تغادر الحياة، إلا أن البعض الآخر من النساء أخرجوا كلمة أمومة من قاموس حياتهم تماماً.
ومثل ذلك امرأة اُنتزعت الرحمة من قلبها قامت بإلقاء نفسها وطفليها الذين لم تتعدى أعمارهم ست سنوات بترعة الإبراهيمية.. لم تنظر إلى بكاء وصيحات أبنائها الصغار.. كانوا يسيرون بتلقائياتهم الطفولية في ظل أمهم ولا يعلمون أنها تسوقوهم إلى مكان حتفهم.. كما أن قلبها لم يستجيب لصيحات استغاثتهم من الغرق إلى أن ابتلعت المياه جثثهم لتخرج أرواحهم إلى خالقها.ومن جانبها انتشلت قوات الإنقاذ النهري بالمنيا جثث ربة منزل وطفليها من مياه ترعة الإبراهيمية بعد غرقهم كما كشفت التحريات أن السبب وراء الغرق خلافات أسرية.
وكان اللواء محمود خليل، مدير أمن المنيا قد تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة سمالوط غرب، يفيد العثور على جثة سيدة وطفلين فى مياه ترعة الإبراهيمية فأسرع بتشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة ومعرفة العلاقة التي تربط بين الجثث الثلاثة.وبالفعل أفادت التحريات الأولية أن السيدة “فاطمة. س. ع” 25 سنة، ربة منزل ومقيمة بسمالوط، قامت بإلقاء نفسها وطفليها “ا. م” 6 سنوات، وشقيقه “آ. م” 5 سنوات، في مجرى ترعة الإبراهيمية، بسبب خلافات أسرية وقعت داخل جدران بيت واحد ومن الوارد أنها تتكرر داخل جميع المنازل المصرية ولكنها لا تصل إلى حد الموت. وبالفعل نجحت فرق الإنقاذ النهري، من انتشال جثث الضحايا الثلاثة من أمام مدينة بني مزار، كما تحرر محضر بالواقعة ومن جانبها تولت النيابة العامة التصرف، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لكشف غموض وملابسات الواقعة ومعرفة تفاصيل أكثر عنها.
