من الجاني

بقلم / كريمةالشقري .نسمع كثيراً هذه الأيام عن قضايا نصب وسرقة وإغتصاب وتحرش وتعاطي مخدرات وشذوذ وإلحاد ومعظم المتهمين فيها شباب سواء كانوا أولاد أو بنات.
ولكن في الواقع ليس الشاب أو الشابة المتهم الحقيقي، إنما المتهم الحقيقي أو الجاني بمعنى أصح هو الأب الذي لم يكن مثل أعلى وقدوة حسنة لإبنه . الأب الذي
لم يعلم إبنه الحلال والحرام. الأب الذي لم يأخذ إبنه للصلاة يوم الجمعة. الأب الذي قال لإبنه قل لفلان،، بابا مش موجود،،.الأب الذي أخذ رشوة وأطعم أولاده حرام .الأب الذي تحدث مع الجد بطريقة سيئة أمام الإبن. الأب الذي لم يسأل عن أصحاب إبنه. الأب الذي لم يعرف مصدر أي مال مع إبنه.الأب الذي لم يصاحب إبنه ويعرف كيف يفكر.الأب الذي أعطى مال كثير لإبنه دون أن يحاسبه. الأب الذي انشغل بالنت .وليس
الأب فقط هوالمتهم ولكن شريكته في الجريمة هي الأم. الأم التي لم تكن القدوة الطيبة والمثل الطاهر النقي لإبنتها. الأم التي لم تعلم إبنتها الحلال والحرام. الأم التي لم تخوف إبنتها من الله. الأم التي لم ترها إبنتها تصلي.الأم التي رأتها إبنتها بالملابس الضيقة والعارية أمام الناس وفي الشارع دون حياء.الأم التي أنشغلت عن بيتها بالنوادي والحديث في الهاتف بالساعات والنميمة. الأم التي أخرجت سر بيتها أمام إبنتها. الأم التي لم تصن زوجها في غيابه. الأم التي رأتها إبنتها تتحدث مع رجل غريب في الهاتف في غياب زوجها. الأم التي أهملت خدمة بيتها وزوجها وأولادها. الأم التي لم تعنف إبنتها بسبب ضيق ملابسها ومكياجها الصارخ. الأم التي لم تحتمل ظروف زوجهاوتعلمت منها إبنتهاعدم الرضا. وأسباب كثيرةأخرى تجعل الأب والأم هما المتهم الأول في إنحراف الإبن والإبنة وجعلهم ضحية وليسوا جناة.
الأب والأم هما البنية الأساسية لنشأة شاب صالح لنفسه ولمجتمعه وشابة صالحة لنفسها ولمجتمعها ينفعان البلد ولايدمرانها. ولو كان الأمر بيدي لأصدرت قانون يحاكم أي أب أو أم أقترف إبنهما أو إبنتهما جريمة ما. ربوا أبنائكم يرحمكم الله .
.