مقالات

رحله وراء العالم الخفى والمشعوذين

كتب: أحمد حسين
دراسة اعدها المركز القومى للبحوث الجنائية، كشفت أن المصريين ينفقون ما يقرب من 10 مليارات جنيه سنويا على فك السحر والعلاج من الجان، كما اظهرت الدراسة ان هناك دجال لكل 240 مواطن، كما أن هناك 200 ألف شخص فى مصر يدعون العلاج من الأمراض بواسطة تحضير الجان.
الدجل والشعوذة اعمال قديمة قدم الأزل وحيل الدجالين والمشعوذين لا نهاية لها بل تتجدد وتتطور كل يوم، في الماضي كان الدجال يستدرج ضحاياه من خلال بعض النسوة الخبيرات فى الإقناع بقدرات الشيخ الخارقة وعلمه وكراماته التي لا حدود لها وعلاقته بالجن وتحضير الارواح وقدرته علي فك السحر وعمل الأحجبة وطرد الجن من المنازل ومن جسم الإنسان، وحل جميع المشاكل الزوجية للرجال والنساء مقابل مبالغ مالية، وان لديه الخلاص لكل مشاكلهم، أصبح الآن يستقطب ضحاياه عبر مواقع التواصل الاجتماعى مثل فيس بوك وتويتر وتطبيق واتس آب ومما لا شك فيه أن مواقع التواصل الأجتماعى من أشهر وسائل التسويق لأى سلعة، وأسرع وسيلة للوصول لأكبر عدد من الناس، كذلك هناك قنوات” بير سلم” لا هوية لها تقوم بعمل إعلانات ودعاية لهؤلاء النصابين،كما تغيرت عملية الدفع فلم تعد مثلما كانت عليه عدا ونقدا وإنما أصبحت بوسائل أكثر تطورا مثل تحويل رصيد لرقم اعده الدجال مسبقا، جهلاء احترفوا النصب وجمعوا أمولا طائلة عن طريق استغلال أمية بعض السيدات ومن اكثر الحيل انتشارا التي يجمع بها الدجال الناس حوله الزعم على تزويج الفتيات وجلب الحبيب خلال ساعات وتحقيق رغبة الباحثين عن الإنجاب،إضافة الي اخريات يرغبن في هداية الازواج , وغيرها من اعمال السحر، ويعد اغلب الضحايا من اهالي الريف نظرا لطيبتهم الزائدة التي تجعلهم هدفا سهلا لأولئك الدجالين، وتقول السيدة “هـ.م” بعد تغير معاملة زوجها، ذهبت لشيخ يدعى “محمد”، أحد الدجالين المعروفين بالمنطقة والذى أوهمها بأن زوجها على علاقة غرامية بإحدى جيرانهم، مضيفة “كدت أفقد صوابى وطلبت منه إيقاف هذه العلاقة وعمل أى شىء يجعل زوجى يكرهها، فطلب منى مبالغ طائلة، وفى كل مقابلة كان يطلب منى مبلغ أكثر من المرة السابقة بحجة أن الاسياد لهم طلبات كثيرة ومسلتزمات البخور والعطور الزيتية، وتابعت: “فى النهاية طلب منى 5 آلاف جنيه لشراء خروف؛ لعمل تعويذة لاسترجاع زوجى، والنصاب قال لى إن العمل مدفون داخل مقبرة، وحينما أخبرته أننى لا أملك هذا المبلغ، طلب منى أن أعطيه مصوغاتى وإلا سيرتد السحر على، لكننى وعدته أن أُدبر له المبلغ، ولكن ربنا سترها معايا وتم القبض عليه قبل ما ينصب عليا فى الفلوس. وفي محافظة بني سويف بمركز ناصر يدعي “محمد.ك ” قدرته على فك جميع أنواع السحر السفلى وأعمال الربط، والعلاج الروحانى، وزواج العوانس، مقابل 1000 جنيه فى الجلسة الواحدة، إلا أن مماطلته لضحاياه بدعوى أن طريق الشفاء وحل المشكلات يحتاج وقتًا، جعل الضحايا يشكٌون فى عدم تمكنه من تنفيذ ما وعدهم به، وقام عدد من المترددين عليه بإبلاغ الشرطة، واتهموه بالنصب.
في النهاية اقول أن غياب الوعي الدينى وفقر الثقافة لدى بعض السيدات هو المحرك الاساسي لعمليات النصب والاحتيال التى يمارسها الدجالين والمشعوذين.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق