مصر

مكان من زمن فات “مسجد جوهر اللالا”

بقلم غادة المصري
بنتمي الامير جوهر اللالا الي المماليك الجراكسة و تعود اصولة الي ادغال الحبشة اشتراه الامير عمر بن بهادر طفلا من اسواق مكة و حينما عاد الي القاهرة اهداه لاخته زوجة الامير احمد بن جلبان الحاجب و قامت بتربيته ثم اعتقته و اصبح اسمه جوهر الجلباني صار يذكرة الجميع بالسيرة الحميدة يبالغ في التأنق والجمال في ملبسه، محبا للنظام وضبط الأمور بدقة بالغة، وفوق هذا النظام الصارم كان محبوبا من العامة، إذ كان صاحب مروءة وشهامة، لا يمانع في قضاء حوائج الناس عند السلطان وكبار رجال الدولة
أراد جوهر أن يبني الكُتّاب والمدرسة بحث عن أرضا قريبة من القلعة فاستقر على ربوة عالية من الكتلة المنفصلة عن جبل المقطم ، ورغم عدم انتظام شكل الأرض إلا أن المهندس المصري استطاع أن يحصل منها على مسجد يضم أربعة إيوانات، إلى جانب كُتّاب ومدرسة، وقبة يرقد تحتها جوهر اللالا
و تقع مدرسة و مسجد الامير جوهر اللالا علي بعد امتار من مسجد قايتباي الرماح في درب اللبانة باقرب من ميدان القلعة و تم الانشاء عام 1429 م و “اللالا”كلمة فارسية تعني مربي ابناء السلطان في عصر السلطان برسباي
ووضع شروطا للانضمام للتعليم في كتاب المدرسة منها ألا يكون الايتام قد بلغوا الحلم و من بلغ منهم يستبدل بيتيم غيرة,
والباب الرئيسي للمسجد مغلق حالياً استبدل به باب صغير في جانب المسجد، ويغطي الصحن سقف خشبي تتوسطه شخشيخة، وإيوان القبلة مستطيل، وكسيت جدرانه بوزرات من الرخام و المئذنة تعلو الواجهة الرئيسية للمدرسة
و كانت نهاية جوهر اللا لا محزنة اذ بعد وفاة برسباي جاء ابنه العزيز يوسف لكن الامير جقمق عزلة و نكل السلطان الجديد بكل المقربين من السلطان المعزول وكان منهم «جوهر اللالا» الذي صودرت أمواله وألزمه بدفع مبلغ 30 ألف دينار ، فباع جوهر ما يملك حتى يستطيع أن يفتدي نفسه. وعاش بقية أيامه حزينا يكابد تعسف جقمق حتى توفي سريعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق