مصر

اليتيم وأبويه علي قيد الحياة

بقلم فاطمة السيد
اليتيم ليس من مات أبويه ولكن اليتيم من تخلي عنه أبويه وهم على قيد الحياة ،فكم من أفلام ومسلسلات شاهدنا فيها من تترك طفل رضيع بجوار باب مسجد لتتخلص منه ويأخذ لقب لقيط أو مجهول النسب ،فالطبيعي عند مجئ مولود إلي الدنيا يستقبلونه بفرحة ويحاط برعاية والديه ،أما في إطار العلاقات خارج الزواج كوعد زائف بالزواج ،اغتصاب أو الزواج العرفي وغيرها من المسميات يستقبل المولود بحزن وخصوصاً عندما ينكر أحد الأطراف نسب الطفل واعتباره غير مرغوب فيه ،فتشعر الأم أنها في ورطة ،فتلجأ إلي التخلص من الطفل بأي طريقة كالقتل أو إلقاءه داخل صندوق القمامة ،داخل كرتونة بجوار سيارة أو عند مدخل عمارة
أم وأب تخلوا عنه وهربوا ليبدوأ حياة جديدة يعاملهم الجميع باحترام مع أنهم المجرمون الحقيقيون تاركين وراءهم ضحية لا ذنب له ،يواجه الدنيا بمفرده يقتله البرد أو تنهشه الكلاب الضالة أو ليعيش بوصمة عار تلاحقه منذ نعومة أظفاره حتي أخر حياته ،يظل منبوذ يعاني من نظرات الناس له ،فمنهم من يعيشون في دور الإيواء ومنهم من يستخدمونهم في التسول وغيرها من الأعمال ،ليعيش حياة تعيسة وظروف قاسية في جميع مراحل حياته ،لم يختار ماضيه ولا حاضره ومستقبله فقط ورث ذنب لم يقترفه ليكبر ويبدأ السؤال عن أبويه أو يسألونه الناس عنهم
أطفال سلبتهم الحياة حقوقهم فيها حرمتهم من معيشة كريمة ،وجعلتهم يعيشون في افتقار للجو الأسري والشعور بالحرمان ،عدم الأمان النقص وعدم الثقة في النفس
يجدون صعوبة كبيرة في التأقلم مع الآخرين ،وأحياناً التعامل الخاطئ معهم يجعل شخصياتهم أكثر عدوانية فبأي ذنب يلاقي هؤلاء الأطفال هذا المصير
فالسابق كان يكتب هؤلاء الأطفال في شهادات ميلادهم لقطاء أما الآن أصبح يكتب لهم اسم رباعي أفتراضي في شهادات ميلاد ملونة بلون مختلف لكي يعيشون حياة طبيعية كباقي الأطفال
والحل هو تقرب الأهالي من أبنائهم ومتابعة سلوكياتهم وتوعيتهم حتي لا ينخدعوا بإسم الحب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق