الأدب و الأدباءالرئيسةثقافة

عبير محمود تكتب “من التخلي تأتيك الصلابه “

كتب:عبير محمود
_* أريد أن نعود سويا ولن أخذلك مرة أخري، أعدك..
= تعدني !!
بماذا تعدني بأن من الممكن ألا تخذلني ؟
أمدرك أنت لما تقول؟
لقد وعدتني سابقا بالجنة إلي جانبك وماذا حدث؟ رسمت لي ألوان الطيف في عالم رمادي أحمق وزينته لي بأشياء براقه ، تمسكت بيدك ثقة عمياء ثم خذلتني وتركتني عالقه في منتصف الطريق بمفردي ، اختفت كل ألوان الطيف التي رأيتها من خلال عيناك ولم يتبقي لي سوا اللون الرمادي يحاوطني كشبح الموت ، هل كان يجدر بي العوده والبدء من جديد بمنتهي السهوله ؟
ام أظل عالقه في المنتصف أحيا علي بقايا ذكراك التي أحرقتها جميعا بداخلي ورميت رمادها في القاع الذي تستحقه ..
أحقا تريد العوده بعد كل ذلك ؟
إذن أجبني أين كنت حينما نزفت أنا بمفردي،
قولت لي كثيرا أنك بطلي الذي سيحارب العالم من أجلي وقولت لك مرارا وتكرارا إياك أن تخذل ثقتي بك ، وعدتني أن تكون سندي ومحملي في كل شئ لكن الحقيقه أنني لم أجد سندا لي سوا حائط حجرتي الذي تٓحمٓل كل صراعات وثورات وحروب رأسي، كان ينصت لي دائما ولم يشتكي ، تحمل صرخاتي وبكائي في أحلك اللحظات ، ألم يقولوا دائما هذا المثل الأحمق (ظل الرجل أفضل من ظل الحائط) ، لقد كذبوا جميعا، لقد خذلني الرجل وبشده ولم يقف إلي جانبي سوا الحائط بكل ثبات دون أن يشتكي أو يثور أو يتهدم فوقي ، لقد علمني الحائط أن لا استند مرة أخري سوا علي شئ صلب ثابت من أعماقه ،وعلمتني أنت أن لا أستند أبدا سوا علي ذاتي ولقد أصبحت صلبه لا أجيد الإستناد علي أحد سوا ذاتي الحديديه ، والآن ارحل وابتعد بحيث لا يراك ناظري مرة أخري أو سأبعثر كبريائك الآن بحيث لا تستطيع رفع رأسك مرة أخري..

نعم إنه التخلي الذي يقودك للصلابه، عندما يتخلي الآخرون عنك في أشد لحظات الاحتياج لهم،
يصنع منك شخص آخر لم تتوقع أبداً أن تكونه، ستتعلم الحرص وأن لاتثق كثيراً، ستقدس العزله والهدوء والانسحاب من التزاحم برقي، ستتعلم فن اختيار الأشخاص وقرائتهم من الوهله الأولي، ستعرف جيدا معني الحب لكن لن تعيشه إلا بصعوبه بالغه، وأخيرا ستتعلم أن تكون أنت كما أنت دائما بدون تصنع أو مجاملات وليتقبلك من يؤمن بأن روحك تستحق مكاناً أفضل من هذا العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق