مقالات

ماسبيرو يجب أن يقود الفضائيات وليس العكس

بقلم د.محمد عبد العزيز – كاتب وباحث اقتصادي ومتخصص في الشئون الأفريقية

بكيت صباح اليوم بعد قراءة كلمات الإعلامية الكبيرة الأستاذة هالة أبو علم على صفحتها بأحد مواقع التواصل الاجتماعي خاصة وأن سيادتها قامة وقيمة إعلامية ومن المهتمين والمهمومين بمستقبل الإعلام المرئي والمسموع في مصر خاصة في مؤسسة ماسبيرو الوطنية العريقة وخلاصة المرارة التي أصابتني من تألم أبناء ماسبيرو لما يحدث تحت ما يسمى بالتطوير أنه كان يجب أن يتم توفير الإمكانيات لأبناء ماسبيرو لكي يقودوا الإعلام المصري نحو الاتجاه الصحيح لكي تعود البوصلة في ماسبيرو وفي الفضائيات الخاصة نحو إتجاه وطني ومهني سليم ولا يجب أن يأتي التطوير ممن ليسوا من أبناء ماسبيرو ويحسبون نفسهم أبناء ماسبيرو لمجرد أنه تليفزيون الشعب المصري وهم بذلك يقوموا بالاستخفاف بالتاريخ الوطني والمهني ودور ورسالة ماسبيرو لعشرات السنين ، إن جميع أبناء ماسبيرو قامة وقيمة وعندما كنت اتدرب على الإلقاء أو الإعداد والتقديم على أيدي من يعملون في الفضائيات الخاصة ومن يعملون في ماسبيرو كنت اشعر بالفرق واضحا لصالح أبناء ماسبيرو .
.ملحوظة. أنا من العاملين في الفضائيات الخاصة لكني أحب ماسبيرو ولا أفضل أن أنسب نفسي له رغم أن هذا شرف لا استحقه لان ماسبيرو قامة وقيمة وتاريخ ودور ورسالة وهذه الأمور نفتقدها في معظم الفضائيات وارى أن من ينسب نفسه لماسبيرو وهو ليس من أبنائه فهو يسرق تاريخ الشعب المصري بادعاء أن التليفزيون المصري ملك للشعب وهو آخر من يتكلم عن الشعب ، للاسف مفهوم تطوير الميديا أصبح مرتبط بمدى شهرة المذيع وكم الاعلانات التي يمكن أن تأتي لمجرد ذكر إسمه وكم المشاهدات وكم الليكات والتعليقات وكلها أمور مصطنعة يمكن التحكم فيها بعدة وسائل ولا تعبر عن النجاح الحقيقي فيمكن أن تأتي الشهرة لمن يقوم بعرض موضوعات لجذب الإنتباه وليس للمعلومة وتأتي الاعلانات لصاحب الشهرة وتأتي المشاهدات والتعليقات من خلال كتائب خاصة على وسائل التواصل تقوم بالترويج لهذا أو لذاك ، وبذلك يكون من الطبيعي أنه إذا كان الهدف من المحتوى أن يكون لمجرد الفرقعة الصحفية وليس لتوصيل معلومة مفيدة فإننا حينئذ يجب أن نستعين برؤساء تحرير الصحف في تقديم البرامج التليفزيونية وليس المخضرمين من قامات في الإعداد والتقديم الإذاعي والتلفزيوني ، لست من أبناء ماسبيرو ويشرفني أن أكون عامل بسيط فيه لكني لا أجرؤ أن أدعي أنه ملكي أو أنني من أبناء ماسبيرو لمجرد أنني واحد من أبناء الشعب وهذا تليفزيون الشعب لأن ذلك استخفاف بتاريخ ودور مؤسسة وطنية عريقة وعدم وعي بدور تلك المؤسسة وأهميتها للوطن والاعلام الرسمي والخاص أيضا وعدم وعي بكيفية التطوير الصحيحة وذلك سوف يؤدي للفشل حتما في القريب العاجل ، كنت اتمنى أن يكون هناك خطة لجعل ماسبيرو هيئة وطنية رسمية تعمل في إطار مهني مع استحداث بعض القنوات للعمل بمظلة العمل الأهلي ولدينا تاريخ طويل في العمل الأهلي في مصر في الإذاعات أو المدارس والجامعات وكان ذلك في الماضي القريب ، لماذا لا يتم الاستعانة بخبراء ماسبيرو وخبراء هيئة الإذاعة البريطانية على سبيل المثال في تطوير وإعادة هيكلة ماسبيرو دون نزع رسالة ودور وتاريخ ماسبيرو من ماسبيرو لأننا بذلك نقوم بنزع الروح من الجسد بادعاء أن الجسد لم يعد صالحا وهذا غير صحيح فالجسد يحتاج لبعض الرعاية والفيتامينات لتعود الأمور لمسارها الصحيح .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق