فن

أبطال وصناع “سيرة حب” في ضيافة المركز القومي للمسرح.

كتبت – عايدة محمود

أقام المركز القومي للمسرح برئاسة الفنان القدير ياسر صادق، ندوة ودراسة نقدية حول العرض المسرحي “سيرة حب” مساء أمس الاثنين 17 فبراير 2020، بمقر المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية، وذلك تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وإشراف قطاع الانتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال، وذلك بحضور المخرج عادل عبده رئيس البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية ومخرج العرض، حيث أدار الندوة الناقد المسرحي ياسر إبراهيم، وتحدث فيها الناقدة المسرحية عبلة الرويني والناقد الفني فوزي إبراهيم، والناقد بمجلة المصور محمد رمضان، والكاتب الصحفي محمود معروف، وبحضور أبطال العرض ” الفنان القدير إيهاب فهمي، الفنان القدير مجدي صبحي، المايسترو محمد أبو اليزيد، رحاب مطاوع، أحمد الدمرداش، شيكو، نهلة خليل، ناصر عبد الحفيظ، أحمد الشريف، عمرو أصلان، عماد عبد المجيد، المؤلف أيمن الحكيم، وبحضور الفنان صلاح لبيب مدير الفرقة الغنائية الاستعراضية، أحمد عبد المنعم مدير مكتب رئيس البيت، الأستاذة أمل حبيب، الفنانة يسرا وجيه، الفنان هاني النابلسي، الناقد جمال الفيشاوي،

في البداية تحدث الناقد الصحفي محمود معروف عن العديد من الذكريات والأحداث المرتبطة بالفنان بليغ حمدي وشخصيته. وأوضح بعض الملابسات حول مأساته وأكد براءته منها, مبينا أن الإعلام هو الذي اتهم بليغ وذبحه, لكن فن بليغ حمدي أنصفه بعد ذلك وأثبت براءته مثلما تحدثت الدراما عنه في مسرحية سيرة حب.

ثم تحدث الشاعر والكاتب الصحفي فوزي إبراهيم حيث قدم قراءة نقدية قائلا: سأبدأ بإحساس سيطر علي طوال العرض وهو أنه يوجد شبه ونقاط تلامس بين شخصية العرض المسرحي وبين شخصية بليغ حمدي, أولها أن بليغ حمدي كان البسيط العميق وكان أحد عباقرة البساطة. وكان مدركا لعبقرية البساطة. وكان يرفض الاستعلاء باللغة في الغناء تحديدا وكثيرا ما حدث مشاكل بينه وبين شعراء كبار بينهم الأبنودي لأنه كان يستعيض عن جزالة اللغة بجزالة الحس. العرض كان هكذا فكانت اللغة فيه بسيطة جدا بينما كانت الرؤية البصرية بكل مكوناتها استعاضت وحملت اللغة البسيطة دلالات أكثر تأثيرا وأكثر نفاذا للمتلقي. ثانيا بليغ كان منفتحا على كل المدارس سواء على الغرب أو الشرق وعلى ليبيا والشام والخليج ولم يترك مدرسة موسيقية بأشكالها وإيقاعاتها. والعرض نفس الحكاية فلم يقف عند مدرسة بعينها في الصياغة الإخراجية, فأنا شممت المسرح الكلاسيكي وشممت المسرح البريختي الملحمي والمسرح الحديث والسينوغرافيا , ثالثا بليغ كانت ألحانه هي أكثر عنصر جاذب للجمهور وأكبر نقطة إبهار, والعرض مثل بليغ فالعرض جعل الغناء هو أكبر عنصر جاذب للجمهور وأكبر نقطة إبهار يليه الاستعراض ثم التمثيل وباقي مكونات العرض. رابعا بليغ كان يعشق المواهب الجديدة ويقف بجوارها, والعرض قام بنفس المنطق فقدم مجموعة من الأصوات أكاد أجزم أن بليغ لو كان موجودا لفرح بها جدا.
ثم تحدث فوزي إبراهيم عن عناصر النص بالتفصيل مؤكدا على جماليات النص وتمكن المؤلف والمخرج لتكوين الربط الدرامي للنص , ثم تحدث عن اختيار الممثلين والمطربين وإجادتهم جميعا لأدوارهم وحسن أصوات المطربين.

أما الناقدة عبلة الرويني أبدت إعجابها الشديد بالعرض قائلة: مسرحية سيرة حب لها حضور مميز وأعتقد أنها حالة مسرحية استطاعت أن تحرك أحداث وتواريخ ومشاعر وذاكرة داخل كل منا. البداية في اختيار شخصية بليغ الفنان العذب المجدد موسيقيا الذي يعتبره الموسيقيون الشخصية المجددة بعد سيد درويش, فبليغ ترجم حبه لمصر في أغانيه العاطفية والوطنية والشعبية. أعتقد أن عنوان سيرة حب عنوان بليغ جدا لأنها سيرة حب للموسيقى وسيرة حب للوطن. وسيرة حب للمرأة والأصدقاء والناس والعرض .
ثم تحدثت عن تفاصيل العرض وأوضحت أن الغناء اضاف إلى العرض بشكل كبير وأن الأصوات مدربة ونجحت في توصيل ألحان بليغ للجمهور, وأن المطربين جميعا لهم حضور مميز, وابدت الناقدة عبلة الرويني إعجابها بأن الأغاني حية وليست مسجلة, وأوضحت أن الديكور تميز باستخدام الشاشة في عمق المسرح قائلة بأنها عملت على تعميق الفكرة والرؤية بما يشبه الحوار الدرامي مع النص أو الأغنية المقدمة خصوصا في مشاهد الحرب وخصوصا أن محمد الغرباوي مصمم الديكور جرد المسرح ولعب على استخدام الفراغات وبالتالي كان استخدام الوسائط البصرية جيد وجزء من الرؤية التشكيلية للعرض.

وفي مداخلة الناقد محمد رمضان أشاد بأداء إيهاب فهمي في شخصية بليغ حمدي, كما أوضح ان الحوار السلس للمؤلف قد اعتمد على البساطة , وأنه قد تم توظيف الأغاني بشكل جيد داخل العرض. كما طالب بإتاحة الفرصة للعرض لفترة أكبر مع محاولة عقد بروتوكول مع جامعة القاهرة كي يتم عرض سيرة حب لطلبة الجامعة, وقال عن العرض بأنه له دور ثقافي تنويري نشط لذاكرة الأجيال القديمة ويثري الأجيال الجديدة في ظل أنه يمثل نموذج وقدوة مثل بليغ حمدي. كما أبدى رغبته في تقديم مسرح البالون للعديد من السير الذاتية مثلما قدم بليغ حمدي.
ثم تحدث الفنان ياسر صادق مرحبا بالحاضرين, وبفريق عمل المسرحية, وأوضح أن نص المسرحية إنما هو نص سيرة وليس به دراما ويفتقد للصراع وليس بفاقد للمسرح لأن هذا لون من ألوان المسرح فهناك مسرح للسيرة ومسرح ملحمي ومسرح سياسي استعراضي ومسرح مواجهة وهكذا , إن التعامل مع هذا النص صعب وإن تلاقي الإرادة مع إيهاب فهمي عاشق بليغ حمدي جعله قدم بليغ بشكل رائع, كما أنه دارس للموسيقى, وقال الفنان ياسر صادق إن عشق الروح يستوجب حضور الروح وهذا ما حدث مع إيهاب في عشقه لبليغ فحضرت بالفعل روحه واستحضر روح بليغ بشكل كبير. وأن حالة بليغ كانت مسيطرة عليه.
وفي حديثه عن النص المسرحي أوضح المؤلف أيمن الحكيم أنه حاول إعادة الاعتبار لبليغ حمدي حيث أنه قيمة كبيرة وأنه كان حريصا على تقديم سيرته الذاتية بشكل بسيط وإنساني , كما بين إن الدراما لديه بنيت على أساس مأساة غربة بليغ خارج مصر مع رغبته الشديدة في الرجوع إلى مصر . وأوضح أنه كان حريصا على تعريف الأجيال الجديدة ببليغ حمدي.
وبعد ذلك وجه المخرج عادل عبده الشكر لكل أسرة العرض موضحا أن بطل هذا العمل هو المايسترو محمد أبو اليزيد حيث أن هذا العمل غنائي راقص وليس استعراضي , حيث أن العمل الغنائي الراقص تكون فيه الرقصات مصاحبة للأغاني وليست مكملة للبناء الدرامي , وأن كل الرقصات في سيرة حب إنما هي معبرة عن معنى الأغنية, وأضاف قائلا : أنا في هذا العرض أغرب التغريب, مثلما كنت أغرب الاستعراض وأنا أحب أن أفعل ذلك حتى لا أكون مشابها لأحد وأنا لي مدرستي الخاصة التي أعمل بها منذ زمن. كما أنني دمجت بين الرقص الكلاسيكي والباليه في بعض الأغاني من قبل, أما في هذا العرض ففي الاستعراض الأول مزجت بين الرقص الأوريانتال والرقص الحديث والرقص الكلاسيكي والمزدوج. فيوجد أكثر من شكل , فكانت هناك أكثر من مدرسة.
كما تحدث بعد ذلك الفنان إيهاب فهمي الذي وجه أيضا الشكر لكل الحضور ولزملائه. ثم تكلم عن عشقه لشخصية بليغ وتكرار تمثيله لها, موضحا أنه بعد يومين من عرض حلقات العندليب التي جسد فيها شخصية بليغ حمدي فوجئ بمكالمة من الأستاذ عصام بصيلة يشيد بأدائه, وأضاف إن الفنان الكبير الراحل محمد رشدي قد عزمه على العشاء وقال له إنه لابد أن يقدم مسلسلا عن بليغ حمدي وأن يقوم إيهاب فهمي بشخصيته, وسانده وجدي الحكيم وعصام بصيلة ولكن توقف المشروع. وأضاف قائلا: عندما شرفت بالمخرج عادل عبده وترشيحه لي لهذه الشخصية لم افكر وقبلت العرض مباشرة وانا أعتبرها تجربة عمري, فبليغ بالنسبة لي كان حلم عمر, وفي آخر ليلة في موسم العرض قلت إن هذا العرض سيستمر سنوات طويلة وأعتقد ان هذا حلم وسوف يتحقق بإذن الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق