شعر

الحُب ▪︎▪︎《آيه》

أتُدرك ماذا يعني أن يأتي شخص على مقاس أمنياتك تماماً .. وبكل مقاييس الإنسانية ..
شخصيته .. ملامحه .. صوته .. هدوءه .. طريقته في الحديث معك وفي الإنصات إليك .. ثقافته .. ذوقه في القراءات … وبكل ما في حركة الحياة من حياة .. كأنه بمحتواك وأمنياتك هو أنت … !؟..
انها علاقة الأرواح التي تبوح بأسرار بارئها سبحانه وتعالى .. بقدسيتها وتفردها من نفحات الله رب العالمين .. نفخة من روحه .. تألَف من تألَفه فلا تملك عليها سلطاناً ولا بياناً .. تعاف من تعاف فلا تملك لها جُبراناً ولا إحسانا ..
لا تستأذننا قبل أن تهوى ولا تنطق بهوى عن الهوى ..
قوانينها مقضية وأحكامها نافذة .. وأمرها ليس من اختصاصنا ولا لنا فيه باع ولا رؤى .. ..
لها فلسفتها عندما تُحب وعندما تشتاق .. عالم خاص مفاتيحه بيد خالقه .. سبحانه الخلاّق …..
هبة من الله لبشر فيها تَميّزُهم ومنها اختلافهم وتمايزهم بوصفها جنود مجندة من تعارف منها وبها ائتلف ، ومن تناكر أو تباغض منها اختلف ..
هي لُب عقل وقلب الإنسان وخلاصة تكوينه وبوصلته لكل اتجاه …
وكما يُقال أن الحُبُّ قد سُمّي حُبّا لأنه لُباب الحياة ..
هو هكذا كما الحَبّ لُباب النبات .. .. !
وبما أن الحُبّ أسمى ما يحكم العلاقات بين بني البشر وأوج التواصل فيما بين قلوبهم ، فإن سموّهُ يرجع إلى خصوصية الروح ذاتها ويستمدها منها ، ولذا فإن أسمى علاقات الحب على الإطلاق هي التي ترقى إلى مستوى تلامس الأرواح بإرتقائها بعيداً عن مجسمات الجسد والمادة والغرائز والاعتبارات البشرية المرافقة لها بعيداً عن غزوات النزوات …
من ذاقه عرف .. ومن عرف وصل ، ومن وصل تواصل الى الوصال الذي لا يمكن أن يسمو إليه سوى المحبين بالروح .. لان الروح هي الباقية التي لاتزول ..
فوصف حالة التقاء الروح بخليلها لا يعادلها إحساس ولا تضاهيها مشاعر ولا يرتقي لسموها العلوي وصف بما يحيطها من هالة الغموض النافع والسحر الخاص الذي كانت ومازالت البشرية تحاول تحليلها وتحديد ماهيتها منذ أزمان الزمان ..
فلطالما دأب المفكرون والشعراء والكُتّاب والمغنون عبر العصور يحاولون سبر أغواره والاستزادة منه بالمعرفة والسمو به فوق سحابات غيوم الحياة التي قال عنها جبران خليل جبران ” قاتل الجسم مقتول بفعلته وقاتل الروح لا تدري به البشر “…!
إنه الحب بالروح .. حيث يشعر المحب بمكنون ذات حبيبه وبكل ما فيه دون ان ينطق او يرى بعين البصر ليقول …
بالله يا مُفتي الهوى قل لي .. إذا بلغ النصاب الشوق .. كيف زكاته ..!؟
تواصل لا مرئي لشعور محسوس بكل الأشياء المحيطة بأطرافه كأنه شخص واحد لا ينفصل .. كيان تجسده مشاعر راقية تسمو لأعلى كل المشاعر .. فترتقي بها إلى حيث اللامرئي .. لترى ما فوق ما لا يُرى لمن يرى ..!!..
… ” أقسمت بك يا الهي أن تجعلها نوراً في قلبي لا ينطفئ وتجعلني عوداً في ظهرها لا ينكسر فهي مني وأنا منها ، وكلانا سر وجود الآخر ..” …

عبارة كتبها اخناتون لزوجته نفرتيتي على جدران معابد تل العمارنة في مصر القديمة … تجسيد لحب الروح الذي يعيش للأبد .. من الأبد للأبد ..كتب عبدالله حسين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق