مقالات

بائعات … الهوي

كتب – عبدالله حسين

إن كل اللواتي عرفتهن بعدك كن بائعات هوى ، كن يبعن لي خدعة الحب بأزهد الأثمان. و في كل مرة كنت أؤمن بصدقهن رغم يقيني بعكس ذلك. كن يظنن كوني أبله يسقى خدعة الحب في كأس بلوري و يثمل مع كل قطرة… لكن وحدك تعلمين أني أذكى من ذلك بكثير ولا تنطلي علي حيل الهواة…. وحدك تعلمين أني كنت ولازلت أزعم أني خير من علم الحب و ميز بين الصادق والزائف منه، لازلت أؤمن أن الحب أن اضع روحي بين كفيك ولا أخشى الموت… لم تكن اي واحدة منهن لتفعل هذا لأن دورهن يقتصر على إسقائي وهم الحب. وفي كل مرة يكون دوري ذاك الأبله الذي يصدق الوهم والثمل به. لا لشيء إلا لأنني كنت أحاول نسيانك وحرقك بتصديق وهم أصنعه بإعانة منهن، لكنك في كل مرة تخرجين من تحت الرماد و توقدين لهيب الحقيقة ليحترق وهمي و كياني معه و أوقن من جديد أنك عصية على الحرق والنسيان…
إن كل اللواتي عرفتهن بعدك كن بائعات هوى…
أعلم أنها حقيقة مفزعة وتثير الكثير من الريبة والخيبة لكني لازلت كعادتي أعجز على تزيين الوقائع او تسمية الأمور بغير مسمياتها…
لم تكن اي وحدة منهن تشبهك في أي شيء، كن مختلفات بشكل كبير يجعلني أراهن بائعات هوى و مع هذا كنت أصدقهن حتى يتسنى لي إكمال ما تبقى لي من عمر دون الشعور بالندم و حتى أجد دافعا قويا للحياة…
كان تواجدي مع أي واحدة منهن أمر يصعب تفسيره ولازلت أعتبره معادلة يصعب حلها، لا لشيء إلا لأنه لم تكن بينهن اي واحدة تشبهك او حتى تقاربك في الشبه…
كنت أعجز عن التعري أمامهن بكامل صدقي وبشاعتي و كلما حاولت، نفرتني واحدة منهن و تخليت عن أخرى لذات الأسباب… كنت اوهم نفسي و أحاول النظر لهن على أنهن أنت فألقي عليهن قصائدي، لكن قلوبهن البليدة و أذانهن الداعرة توقظني من وهمي… لتتشكل لي حقيقتهن كبائعات هوى في أنهن لم تكن بينهن اي واحدة تشبهك او حتى تقاربك في الشبه…
إن كل اللواتي عرفتهن بعدك كن بائعات هوى…
فيهن من كانت تراودني عن نفسها بوهم الحب، و فيهن من تتعرى من ثوب العفة خالية من صدق المشاعر، و فيهن من تدعي الحب زيفا… كنت أعلم بحقيقتهن كلهن، لكني كنت أحاول تصديق وهمهن و الثمل بكاس الحب البلوري. لا لشيء حتى أحاول نسيانك وحرقك…
إن كل اللواتي عرفتهن بعدك كن بائعات هوى…
وحقيقة الأمر أني لم أعتبرهن كذلك لدعارة جسدهن أو تعريهن أمامي. بل إعتبرتهن كذلك لأنه لم تكن أي واحدة منهن لتشاركني حزني وخيباتي وهزائمي… كنت أعتبرهن كذلك لأنهن إمتهن بيع الحب و أخذن من التعري من ثوب العفة والمراودة عن أنفسهن وهن خاليات من المشاعر والحب مهنة يلاعبن بها كل مار من سبيلهن المعطر بعطر الدعارة ٍ..

إن كل اللواتي عرفتهن بعدك كن بائعات هوى…
ولم تكن لأي واحدة منهن ان تشبهك او حتى تقاربك الشبه.
كنت كالغريق المتشبث بأخر قشة للنجاة، فكنت أصدق وهمهن و أدعي الثمالة لا لشيء إلا لأنني كنت أحاول نسيانك وحرقك بتصديق وهم أصنعه بإعانة منهن، لكنك في كل مرة تخرجين من تحت الرماد و توقدين لهيب الحقيقة ليحترق وهمي و كياني معه و أوقن من جديد وللمرة مليون أنك عصية على الحرق والنسيان…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق