بيان هام عن السماحة داخل المملكة الهاشمية

كتب نزيةعتيق

عن الموقوفين الستة عشر عدا الوزير الأسبق باسم إبراهيم عوض الله والشريف حسين يوم الخميس الماضي للحيثيات والآلية التي ذكرت ، التي تجسد الرؤية الملكية السامية، بإيجابية العفو عند المقدرة، والحرص الملكي على تكريس نهج التسامح والكرم الهاشمي، وإن الأردنيين إعتادوا عبر عقود على سماحة الهاشميين، وميلهم الى العفو عن المسيئين ومنحهم فرصا جديدة، جاء ذلك، ليؤكد أن لا خوف على وطن يحكمه الهاشميون.
ان العفو الملكي ليس غريبا عن الهاشميين ومكارمهم، الممتدة طوال تاريخ الدولة الأردنية الهاشمية، وأن تلك المكارم الظاهرة للعيان بخاصة للذين أساءوا اليهم، مدونة في تاريخنا الأردني ويستشهد بها الجميع.
كلنا نتذكر يوم أن قام الراحل المغفور له -بإذن الله- جلالةالملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه بإخراج المهندس ليث شبيلات من السجن وبسيارته الخاصة، وزاد أيضاً كذلك فعل الحسين- رحمه الله- مع كثيرين حاولوا الإنقلاب على الحكم، بأن عفا وصفح عنهم، حتى أن كثيرين منهم تبوأوا مناصب عليا في الدولة الأردنية .
وأن ما حدث ليس بغريب عن جلالة الملك عبد الله الثاني وهو الأب والأخ لأبناء الأسرة الأردنية كافة، مضيفاً أن العفو شيمة الكبار، وأن ما حدث يستوجب من الأردنيين وفي مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية، وفي ظل ما يحاك للأردن من مؤامرات ، الحفاظ والتمسك بالقيادة الهاشمية الحكيمة، التي ما عرفت نهج البطش والتنكيل وسفك الدماء، ورد الإساءة بالإساءة، في يوم من الأيام، ما يستوجب أيضاً التفاف الجميع حولها لما فيه مصلحة الجميع وخير الأردن، ومسيرته نحو الإصلاح المنشود، الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني أدام الله مجده بكل عزيمة وثقة وإصرار.
وإن المكرمة الملكية بالعفو عن الموقوفين على خلفية قضية الفتنة، تجسد سمة الهاشميين في العفو والتصافح والتسامح والوئام والعفو والصفح وتلك مكارم الأخلاق والفضيله للهاشميين، وإرث موصول كابرا عن كابر ، وأن ذلك يمثل رسالة للأردنيين كافة بأن الهاشميين وكما عهدناهم على المدى يبرهنون حرصهم على تلاحم الأسرة الأردنية الهاشمية الكبيرة، وتماسكها وعدم السماح لأي شائبة أن تعكر صفوها مهما بلغت المغالاة حداً في الأفعال، مؤكدين أيضا أن التسامح سجية من سجايا الهاشميين على مدى التاريخ، مشيراً إلى أن الضابط بينهم والشعب الأردني الهاشمي، يتمثل في نبل الأخلاق، وإن جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه بهذه المكرمة الجديدة، يرسخ معاني القيم الأردنية الأصيلة، ببرهنته أنه مهما تعالت المغالاة والإساءة، يكون الصفح والتسامح سمة الكرام، الذين ما انفكوا يؤكدون على العلاقة الحميمة مع أبناء شعبهم، وبذلك فإن جلالته يقدم في كل يوم نموذجاً مختلفاً عما تشهده بلدان اجتاحتها رياح الربيع العربي، مؤكداً أن علاقة الهاشميين بالشعب الأردني ليست علاقة أسرة حاكمة، وإنما هي علاقة ضمير ووجدان لكل الأردنيين، وهو جسد بهذا الموقف مكانة رب الأسرة والمظلة لأبناء الشعب الأردني الأردني كافة، مهما تشتت بهم السبل، وأن ذلك يعد بمثابة رسالة لكل أبناء الوطن، وبالتحديد لمن تأخذهم أساليب الغلو والإساءة والتطرف، بأن الأردن سيبقى في ظل القيادة الهاشمية ملاذا آمنا، وإطارا جامعاً لأبناء الشعب الأردني كافة ولجميع أحرار العالم الشرفاء ، وأن الإصلاح المنشود لا يمكن أن يكون إلا في إطار المسيرة الأردنية البيضاء التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني بثقة وإقتدار، منذ تقلده سلطاته الدستورية في فبراير عام 1999.
إن الاردنيين اعتادوا عبر عقود على سماحة الهاشميين، وميلهم الى العفو عن المسيئين ومنحهم فرصا جديدة، وأن المبادرة السامية تعكس هذا النهج وتؤكد على السياسة المتسامحة التي تقبل بكافة الآراء حتى عندما تخرج هذه الآراء عن ثوابت الدولة، وتشذ عن طرق التعبير السليمة، مع التركيز إلى اهمية العفو الملكي في هذ الوقت الذي تمر به البلد في ظروف حساسة وتحديات جيوسياسة وصحية وإقتصادية وإجتماعية، ومرحلة اصلاحية يلج من خلالها الأردن الى منطقة جديدة في فضاء الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية.
وندعو كافة الأردنيين والقوى السياسية الأردنية والعربية والدولية إلى إستثمار روح التسامح التي ينتهجها النظام الهاشمي، لدعم مشروع الإصلاح الذي تبناه جلالة الملك دون الخروج عن ثوابت الدولة او استخدام الطرق غير المشروعة في التعبير عن الرأي.
واعتبر العفو الهاشمي خطوة معتادة توقعها الآردنيون نظرا لما اشتهر به ملوك بني هاشم من ميل للعفو والتسامح والتجاوز عن عثرات المخطئين.
وأن هذه مناسبة ليراجع كل صاحب فكر شاذ نفسه، فمن عفا عنهم جلالة الملك يوم أمس كانوا سيصبحون في عداد الاموات لو كانوا يعيشون في ظل نظام آخر.
وختاما أستطيع ان أؤكد أن الجو السياسي في الاردن يدعم قرارات جلالة الملك ويقف خلفها بقوة، لذلك فإن نهج التسامح والعفو لا بد أن يغلف المشهد الوطني في المرحلة المقبلة على المستويات السياسية والإجتماعية ونحوها ليسود الوئام بدلا عن الخصام والعداوة والبغضاء والشحناء، الأمر الذي يتطلب من القوى السياسية الأردنية سواء من وصفت بالمعارضة او الموالاة يتوجب عليها الارتقاء الى مستوى الفكر والفعل الهاشمي، للعبور بالبلاد نحو افضل مراتب التقدم والديمقراطية، وفي ترسيخ ركائز وحدتنا ونسيجنا الوطني، وفي هذا المقام فإننا نعبر عن جزيل شكرنا وعظيم امتناننا لجلالة الملك عبدالله الثاني لإدخاله الفرحة الى قلوب العديد من الأسر الأردنية، بافراجه عن عدد من الموقوفين، تمهيدا لإسقاط الحق العام عنهم وعدم الرغبة بمجازاتهم بالمقتضى القانوني المنصوص عليه. فالحمد والثناء الى الباري عز وجل، ان جعل عِترة آل هاشم الغر الميامين، سدنة هذا البلد ورمزه، لتعزيز مسيرة النهضة والتقدم، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، ليبقى الأردن يرفل بأثواب العز والكرامة والكبرياء.
بتوقيع إبن الوطن الأردني الهاشمي المستشار عبد الناصر نصار.