مسؤول و لكن

قال الرسول صلي الله عليه و سلم “كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته” فالمسؤولية هنا فردية او اجتماعية هي نظرية اخلاقية تقوم علي ان الكيان سواء فرد او منظمة يتحمل المسؤولية امام المجتمع باكمله للحفاظ علي التوازن بين الجانب الاقتصادي و البيئي و الاجتماعي

و لتعزيز واقع المسؤولية الاجتماعية التي تبدأ بالفرد و مراعاته لاسرته الي الموظف في الشركة او الحكومة و تصل الي حد المنظمات و الدول

فالمدرس في المدرسة مسؤول علي مراعاة ضميرة امام المجتمع و تلاميذه و امام الله اولا و اخيرا لان الفرد ايا كان مركزه مكلف بمراعاة ضميرة و مكانته ايضا

و لا سيما في كيانات كثيرة في الدولة هناك الكثير من الموظفين اداريين و تنفيذيين مسؤولون بصفة مباشرة او غير مباشرة في مراعاة اعمالهم تجاه الكيان المتواجدون فيه و نتناول هنا بعض من لهم حصانات و يستغلونها اسوأ استغلال للتباهي او التكبر او استغلال النفوذ و الرشاوي و لا يبدوا اي اعتبار للمسؤولية الاجتماعية و المجتمع

مجرد ان الشخص يكتسب وظيفة و اسم جلس علي كرسي لم يأبه لأي من متطلبات العمل الجادة التي تستلزم التركيز و ابداء الرأي الصائب و التوجهات السليمة الا بالجهد القليل و عدم الاكتراث

فنجد في بعض الاماكن التي نجدها من حولنا من اهمال في الشوارع و تعدي بعض المحال علي الارصفة و عدم نظافة الشوارع و الاهمال في الترتيب و التنظيم كل هذا مسؤول عنه المحليات و كل منطقة لها مسؤول و لكن هناك بعض المناطق تتكلم عن مدي الاهمال فيها و انتشار الجرائم

بل نجد هذا ايضا في عدم الرقابة علي بعض المتاجر التي ترفع الاسعار بطرق جنونية دون رادع قوي او الزام او في وسائل الاعلام و انتشار الافلام الخليعة او الاعلانات او اي من محتويات السوشيال ميديا فدور الرقابة هنا مهم في الحد من انتشار تلك المهازل فهي ايضا في نطاق المسؤولية الاجتماعية من الجهات المختصة بها

لانه عندما لم يأتي الموظف او المسؤل عن شيء ما في مكان ما سواء مدرسة او مستشفي اوبنك او مبني حكومي من الدوائر الحكومية المتعددة بمهامه جيدا فلن ينجح الكيان ككل و بالتالي التاثير علي الكيان العام

هناك العديد من المشروعات البناءة التي تقام في الدولة و التي ترفع من شأنها و لكن يجب علي الجميع علي من يشغل مكانا له مقاليد امور التغيير الي الافضل و ليس الركود او الاعتماد فقط علي شخص بمفردة فالاتكال لا يجدي بشيء سوي التأخر و انتشار المساوئ التي بدورها تثير الغضب