.
بقلم / أيمن صيام .
.
لاشك أن من دواعي السرور والشرف أن يتم تكريم الأمهات المثاليات كل عام من الجهات والمؤسسات العامة والخاصة المختلفة بالدولة ليعد هذا إقرار ضمني بما يستحقونه من تكريم ، ولكن يبدو أن مفهوم التكريم لدى حزب مصر بلدي يختلف تماماً عن مفهوم كل المصريين ويبدو أن معايير إختيار الأم المثالية لديهم يختلف عن غيرهم بكثير ، فقد قام الحزب سالف الذكر بتكريم الأم المثالية داخل نادي أصحاب الجياد بالأسكندرية الشهير بنادي الصفوة في مشهد عبثي ومنافي للعقل والمنطق ولا يخرج عن إطار التباهي والإستعراض والوجاهة ، وقد وقع من حساباتهم الأم المثالية المكافحة التي تسكن في القرى والنجوع وما أكثرهم في مجتمعنا كما وقع من حساباتهم أمهات الشهداء من الجيش والشرطة الذين أفنوا حياتهم من أجل أن يعيش هؤلاء ، فقد لاحظ الجميع في الشارع السكندري أن حفلات وتكريمات حزب مصر بلدي تهدف أولا وأخيراً إلى توطيد علاقته ببعض الرموز في المجتمع السكندري من أجل أهداف شخصية بحتة تخدم مصالح أمينه العام وغيره ممن يعملون في التجارة .
فقد أبتعد الحزب كل البعد عن مشاركة الدولة بشكل أساسي وفعال في مسيرة التنمية والإصلاح التي يقودها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، ومن الملاحظ أيضاً أن هذا الحزب في إنفصال تام عن الشباب والشارع المصري ولا يوجد إلتحام بينه وبين المواطنين ولا يسعى للعمل على حل مشاكلهم مع الجهات التنفيذية المختلفة فقد تفرغوا تماماً لكتابة البوستات ركيكة اللغة على صفحتهم الشخصية وإلتقاط الصور التذكارية وإبراز الدور الوهمي للحزب وقياداته في خدمة المجتمع ، بالإضافة إلى ضخ أموال طائلة لا حصر لها في إقامة الحفلات وطباعة شهادات التكريم من أجل المجاملات والتي كان من المفترض والأولى التبرع بها لصندوق تحيا مصر أو عمل مشروعات صغيرة لمساعدة الأسر الفقيرة أو المساهمة في مساعدة غير القادرين على الزواج من أبنائنا وبناتنا وغير ذلك من الخدمات التي يحتاجها المجتمع المصري .
وقد يتسبب سوء الأداء في بعض الأحزاب في أن يرسخ لفكرة إقتناع المواطن بأنها أحزاب كرتونية بالفعل . . . لكي الله يا مصر .
