كتب / محمد السمان
مشهد مأسوي وكارثي خلفه انفجار سيارة مفخخة بمحيط معهد الأورام بالمنيل، في ساعة متأخرة من مساء أمس، ترك في أذهان شهود العيان حدث لن تمحوه ذاكرتهم، فالموت قريب جدًا ونجاتهم ليس بالأمر الهين، والأشد مأساة رؤيتهم لأجساد ضحايا تطير في الهواء وأخرى تلتهما النيران.
تقول شقيقة أحد المرضى بالمعهد “م.ا” 25 عاما، إنها شاهدت الموت بعينها بسبب الاهتزاز الشديد الذي تعرض له المبنى، وسقوط الأسانسير وانقطاع التيار الكهربائي، فضلا عن صرخات واستغاثات المرضى عقب الانفجار.
وأضافت أن المواطنين الذين تصادف وجودهم في مكان الحادث، حاولوا إنقاذ بعض المصابين الذين تناثرت على أجسادهم النيران وآثار الانفجار، فهربت من هول خوفها، تقول: “وأنا بجري شفت بعيني ناس يتقع على الأرض والنيران تحرق أجسادهم”.
أعاد شاهد عيان آخر رواية المشهد من بدايته، فيقول إن سيارة ملاكي تسير عكس الاتجاه بشارع كورنيش النيل أمام معهد الأورام، اصطدمت بالمواجهة مع سيارة ميكروباص، فحدثت مشادة بين قائديها، وفي أثناء تحرك أحد أفراد أمن المعهد لفض المشادة، حدثت لحظة الانفجار.
يوضح شاهد عيان ثالث سبب عدد الضحايا الكبير الذي خلفه الانفجار، فيقول إن السيارة المنفجرة تعطلت وسط موكب لزفة عروسان، وبعد مشادة قائدها مع سائق سيارة أجرة، هرع إلى ناحية الكورنيش لتحدث موجة انفجارية كبيرة حطمت كل شيء قريب منها، وتحول المكان إلى نار مشتعلة، ليسرع جميع الناجين لمساعدة الضحايا.
وتقول العجوز “مليكة.م” صاحبة الـ59 عاما وتعمل ممرضة بالمعهد، إنها علمت بالحادث بعد وصولها إلى منزلها، فعادت لتشاهد تحطم المعهد وتفحم محيطه، مشيرة إلى أنها علمت بوفاة فردين من أمن المعهد، توجهوا إلى السيارة التى كانت تسير عكس الاتجاه.
وكشفت معاينة النيابة لجثث الضحايا عن تفحم 6 جثامين من المتوفيين بالكامل وظهور آثار دماء وحروق بأجسام الجثث الأخرى، كما ظهرت جروح وإصابات قطعية نتيجة الارتطام بالأرض والمباني والانفجار الذى خلف وقوع الحادث وتبين وجود أشلاء لبعض الجثث لم يستعلم عن هويتها.
وتحفظت النيابة على جميع الجثث وكلفت بانتداب فريق من الأطباء لإجراء التشريح الطبي لهم وإعداد تقرير وافٍ بالصفة التشريحية لبيان سبب الوفاة.
وذكر بيان وزارة الداخلية أن الفحص الفني أشار إلى أن السيارة المتسببة في الحادث كان بداخلها كمية من المتفجرات أدى التصادم إلى انفجارها.
