الرئيسة

حدث في مثل هذا اليوم

جمع وإعداد عبدالواحد شكرى

غزوة بدر ..
١٧ رمضان في العام الثاني من الهجرة — ١٣ مارس ٦٢٤م ..
أول درس للمسلمين في الجهاد ..
وقعت غزوة بدر بين المسلمين بقيادة الرسول محمد عليه الصلاة و السلام ، و قبيلة قريش و من حالفها من العرب بقيادة عمرو بن هشام المخزومي القرشي ..

و قد سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر التي وقعت المعركة فيها ، و بدر هي بئرٌ مشهورةٌ تقع بين مكة و المدينة ، كما سميت أيضاً “يوم الفرقان” لأن الله فرق بها بين الحق و الباطل ..

تعود أسباب اندلاع غزوة بدر إلى أن قريشاً كانت تعامل المسلمين بقسوة و وحشية منعدمة النظير مما حدا بالمسلمين إلى الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ، لكن قريشاً لم تكُف اليد عن إيذاء المسلمين بل لجأت إلى مصادرة أموالهم و نهب ممتلكاته ، و استمرت في مواقفها التعسفية هذه تجاه المسلمين حتى علم النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بان القافلة التجارية الكبرى لقريش المحملة بمختلف البضائع و الأموال , و التي تقدر قيمتها بخمسين ألف دينار و المحملة على ألف بعير سوف تمرّ بالقرب من المدينة و هي في طريق عودتها إلى مكة المكرمة قادمة من الشام ، عندها قرر النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) أن يقابلهم بالمثل و يسعى من أجل استرداد شيء مما نهبه كفار قريش من المسلمين و ذلك عن طريق مصادرة أموال قريش بالإغارة على قافلتهم و مصادرتها ..
لكن أبو سفيان الذي كان يترأس القافلة التجارية لما عرف نية المسلمين غيّر طريقه و أرسل إلى قريش من يخبرهم بذلك و طلب منهم المدد و العون ، فهرعت قريش لنصرته و الدفاع عن أموالهم بكامل العدة و العتاد الحربي ، و هكذا فقد تمكن أبو سفيان من الفرار بالقافلة إلى مكة و نجا بنفسه و الأموال التي كانت معه ، لكن مقاتلو قريش عزموا على قتال المسلمين فكانت غزوة بدر الكبرى ..

كان عددُ المسلمين في غزوة بدر ثلاثمئة و بضعة عشر رجلاً ، معهم فَرَسان و سبعون جملاً ، و كان تعدادُ جيش قريش ألفَ رجلٍ معهم مئتا فرس ، أي كانوا يشكِّلون ثلاثة أضعاف جيش المسلمين من حيث العدد تقريباً ..

و في يوم الجمعة السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة التقى الجيشان في بدر ، و قد بدأت المعركة بالمبارزة ، فقد خرج ثلاثة من المشركين و طلبوا المبارزة و هم : عتبة بن ربيعة و ابنه الوليد و أخوه شيبة بن ربيعة ، فخرج إليهم من المسلمين : عبيدة بن الحارث و علي ابن أبي طالب و حمزة بن عبد المطلب رضي اللّه عنهم ، فبارز عبيدة الوليد ، و بارز حمزة عتبة فقتله ، و بارز علي شيبة فقتله ، أما عبيدة و الوليد فقد ضرب كل منهما الآخر ، ثم اجتمع حمزة و علي على الوليد فقتلاه و حملا عبيدة إلى معسكر المسلمين ، ثم التحم الجيشان وأمدّ اللّه المسلمين بالملائكة وكتب لهم النصر ، قال تعالى : { و َلَقدْ نَصَرَكُمْ الله ببَدْر و أنتُمْ أذِلَّةٌ فَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

كان من نتائج غزوة بدر أن قويت شوكة المسلمين، و أصبحوا مرهوبين
في المدينة وما جاورها ، كما خلفت غزوة بدر تأثيرات إيجابية في نفوس المسلمين ، إذ رفعت من معنوياتهم و زادت في إيمانهم ، كما غيّرت وجهة نظر الأعداء إذ صاروا بعدها ينظرون إلى المسلمين أنهم قدرة لا يستهان بها ..

أما نتائج الغزوة بالنسبة لقريش فكانت خسارة فادحة ، فقد قُتل فيها أبو جهل عمرو بن هشام و أمية بن خلف و عتبة بن ربيعة و غيرهم من زعماء قريش الذين كانوا من أشد القرشيين شجاعةً و قوةً و بأسًا ، و لم تكن غزوة بدر خسارة حربية لقريش فحسب ، بل خسارة معنوية أيضا ً، ذلك أن المدينة لم تعد تهدد تجارتها فقط ، بل أصبحت تهدد أيضاً سيادتها ونفوذها في الحجاز كله ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق