مقالات

تربيــــــــــــــة الأبنــــــــــــــــــــــــاء دورنا في تعزيز الهوية

 
بقلم د – خالد السلامي
عزيزي القارئ، دعني أنطلق معك في رحلة تجاه تعزيز إحساس الهوية لدى أطفالنا، هذه الحاجة الأساسية التي تشكل أساساً لتطوير شخصيتهم وثقتهم بأنفسهم. فبمعنى آخر، إنها بذرة الثقة والإيجابية التي نزرعها في أعماقهم.
منذ أوائل حياتهم، يبدأ الطفل في بناء صورته لنفسه. ينمو هذا الإحساس بالهوية من خلال التفاعل مع أمه وأبيه ومحيطه. علينا أن نكون عوناً لهم في هذه الرحلة، لنمكّنهم من الشعور بالثقة والفخر بمن هم. لطالما كانت بدايات حياة الإنسان مليئة بالإشارات واللمسات التي تُبني هويته الخاصة. في أوائل حياتهم، يبدأ الأطفال في رسم خطوط هويتهم من خلال تلك اللحظات الرقيقة والتفاعلات التي تجمعهم بأمهم وأبيهم وبمحيطهم. لنكن جزءًا من هذه الرحلة الشيّقة، لنكن العون الذي يمنحهم القوة والأمان ليبنوا أسس هويتهم بثقة وفخر.
في تلك الأيام الأولى، يتغذى الطفل من تواصله المباشر مع والديه وعائلته. على الرغم من أنهم لا يستطيعون التحدث بكلمات، إلا أنهم يتفاعلون بلغة خاصة من حنان وحركات واستجابات. لهم تلك القدرة على التفاعل مع الحب والرعاية التي تمنحهم الثقة في تجربة الحياة. دورنا كأمهات وآباء هو أن نكون جاهزين لمساعدتهم في هذه الرحلة. دورنا أن نمنحهم الثقة والدعم والحب اللازمين ليشعروا بالأمان والقبول. فنحن نسهم في بناء هذا الإحساس بالهوية الذي سيصبح أساساً قوياً لتطوير شخصيتهم. لنكن مرافقين لهم في هذا المسير، لنكون أذنيهم التي تسمع وقلوبهم التي تفهم. من خلال تفاعلاتنا وحبنا واهتمامنا، نساعدهم على تكوين صورة إيجابية لأنفسهم. دعونا نعزز من قدراتهم على تحقيق ما يرغبون فيه ونبني لهم الثقة ليواجهوا التحديات بكل ثقة.
فلنكن عوناً لهم في هذه الرحلة لبناء هويتهم. دعونا نمنحهم الأدوات والدعم الذي يحتاجونه ليشعروا بالفخر بمن هم ويتطوروا بثقة في مسار تكوين شخصيتهم. دعونا ننمي فيهم ثقتهم بأنفسهم، لنعمل جنبًا إلى جنب على بناء إحساس الفرادة والجدارة في قلوب أطفالنا. إنها مهمة تستحق كل الجهد، حيث ينبغي لأطفالنا أن يدركوا أنهم فرادٌ مميزون، كلٌّ منهم يملك مواهبه وإمكانياته الفريدة. عندما يشعرون بأنهم يتمتعون بمهارات تميّزهم عن الآخرين، ينمو لديهم الاعتزاز بأنفسهم بطريقة طبيعية. يتحول هذا الاعتزاز إلى مصدر للثقة القوية التي تمكنهم من مواجهة التحديات بشجاعة. لنكن سويًا عونًا لهم لاكتشاف مهاراتهم واكتشاف تلك الإمكانيات الكامنة داخلهم. دعونا نركز على نقاط قوتهم ونشجّعهم على تطويرها بكل فخر. إن تقديم تحفيز وتشجيع لهم يساعدهم على تطوير قدراتهم بشكل أفضل. فلنتعهّد بأن نقدّم لهم الدعم والتوجيه الذي يحتاجونه ليكبروا ويزدهروا بثقةٍ في إمكانياتهم. فمن خلال بناء هذا الإحساس بالفرادة والجدارة، نساعدهم على أن يصبحوا أشخاصاً قويين يسعون لتحقيق أحلامهم ومواجهة التحديات بكل يقين.
إن تربية الأطفال هي مهمة عظيمة ومسؤولية كبيرة، فنحن نلعب دورًا أساسيًا في تشكيل مستقبلهم. ومن أهم الأشياء التي يمكننا القيام بها لمساعدة أطفالنا على النجاح هو منحهم الحب غير المشروط والتغذية الإيجابية. الحب غير المشروط يعني أن نحب أطفالنا بغض النظر عن أخطائهم أو إخفاقاتهم، إنه يعني أن نتقبلهم كما هم. والتغذية الإيجابية هي عبارة عن الكلمات والتصرفات التي تعبر عن الحب والتقدير والدعم، وهي تساعد الأطفال على بناء الثقة بالنفس واحترام الذات. عندما نقدم لطفلنا الحب غير المشروط والتغذية الإيجابية، فإننا نرسل إليه رسالة مفادها أنه محبوب ومقبول ومقدر، وهذا يساعده على أن ينمو إلى شخص سوي وسعيد. عبروا عن حبكم لهم بكلمات وعبارات إيجابية. اقضوا وقتًا معهم وكونوا متحمسين لاهتماماتهم. احترموا مشاعرهم وأفكارهم. ساعدوهم على تحقيق أهدافهم. كونوا قدوة جيدة لهم. تذكروا أن الحب والتغذية الإيجابية هما أساس تربية الأطفال الناجحة.
عندما نكون لهم عوناً وداعمين، نعزّز من روحهم ونشجّعهم على تقدير أنفسهم بما هم عليه. تقديم الاهتمام والتشجيع يكون كالغذاء الروحي الذي يحتاجونه ليشعروا بأنهم يستحقون التقدير والاحترام. ليكن حضورنا مليء بالإيجابية والتشجيع، ليشعروا بأنهم قيمون ومهمون بغض النظر عن الظروف. إنّ مساندتنا لهم تكون بمثابة الدعم الذي يمكنهم من التفكير بإيجابية وبثقة بقدراتهم. فلنكن نافذةً من الإيجابية والتشجيع، لنمكنهم من بناء تصوّر إيجابي لأنفسهم. لنبني معًا شخصياتهم بقوة وتفاؤل، ونقدم لهم الحب والتغذية الإيجابية التي تحتاجها أرواحهم للنمو والازدهار.
المستشار الدكتور خالد السلامي -، سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة ورئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021 وعضو الامانه العامه للمركز الأوروبي لحقوق الإنسان والتعاون الدولي وعضو التحالف الدولي للمحامين والمستشاريين الدوليين .عضو الامانه العامه للمركز العربي الاوربي لحقوق الإنسان والتعاون الدولي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق