الرئيسةمقالات

لماذا ترفض دول الخليج وأوروبا إنقاذ لبنان من الإنهيار الإقتصادي والسياسي؟!

أين يتجه لبنان ؟
الإجابه إلى كارثة! لماذا ؟
ببساطه لأن الأوضاع الأقتصاديه هناك وصلت إلى ما دون الصفر فنحن نتحدث عن دولة عجزت عن سداد ديونها في مارس الماضي وعمله انخفضت قيمتها بشكل مرعب من 1500 ليرة مقابل الدولار الواحد الى 4000 ليرة مقابل الدولار الواحد وهذا معناه انخفاض كبير في دخول الناس وعمل ذلك على إزدياد تضخم و ارتفاع الاسعار و غلاء معيشة الناس و ارتفاع نسبة البطالة حتى أصبحت متفشية.

ما علاج هذه الأوضاع؟
على المدى البعيد ” إعاده إصلاح الإقتصاد اللبناني”
لبنان ليس به اى قطاعات صناعية إنتاجيه تذكر “لاصناعه ولا زراعه ، كل إقتصادها اقتصاد خدمات “بنوك سياحه عقارات” و هذه الأنشطة تتبخر وتتلاشى قيمتها في وجود الحروب والأزمات والنكبات التي تسود المنطقه.

لكن لو أراد اللبنانيون إصلاح إقتصادهم وهذه الإرادة ليست موجوده بالمناسبة وذلك يحتاج إلى سنوات كثيره وإلى قبلة حياه في البداية ” مساعدات توقفهم على قدمهم” ثم نتحدث عن إصلاحات جذرية أيضا..

من يقوم بهذه المساعدات والقروض؟
المؤسسات الماليه والبنوك الخ.. او دول تقدم مساعدات مثل ” الخليج واوروبا ” في حاله لبنان لا توجد أي جهه مقبلة على تقديم المساعدات والقروض لها في هذه المرحلة لأن لبنان متعثرة عن سداد ديونها السابقة ، فلا يوجد بنك يستطيع أن يقنع مساهميه أن يقرض لبنان العاجزة عن سداد ديونها بالأساس .

فلذلك تأمل لبنان أن تكون هناك دول تساعدها كما ساعدتها من قبل مثل “اوروبا والخليج” لكن هذه الدول ساعدت لبنان كثيرا قبل ذلك لكن في الوقت الحالي هذه الدول أصبحت متعثرة اقتصاديا بسبب الركود الذي ضرب العالم بسبب كورونا ، كما ان دول الخليج متعثرة بشده بسبب انهيار أسعار النفط ، لذلك قدرتها على الاقراض صعبة جدا بعد ان تحولت إلى دول مدينة كما أنه لا يوجد حافز سياسي ايضا لانقاذ لبنان.
لماذا ؟
فدول الخليج التي كانت قبل ذلك تدعم لبنان من أجل مصلحة وأمن الخليج ولكن مع الاوضاع السياسيه الاخيرة في لبنان التي هي باختصار شديد حدثت بسبب” سيطرة حزب الله وحلفائه على السلطة في لبنان وهذا ما يرفضه الخليج !
لأن إيران العدو الأول للسعودية لذلك فلا يوجد حافز سياسي لمساعدة لبنان إن كانوا يستطيعون المساعدة بالأساس ، ونفس الشيء ينطبق على الدول الاوروبية الغارقة بسبب كورونا، لذلك نقول أن لبنان واقع في مشكلة كبيره جدا هذه المشكلة الاخيره جعلت المظاهرات تستمر في الشوارع من اكتوبر عام 2019 وحتى الان رافعين شعار” كلن يعني كلن ” يعني كل النظام السياسي الذي يحكم البلاد منذ عام 1990 وحتى الان ، مما يعني ببساطة أنهم يريدون إسقاط النظام في لبنان ..

فهل يستطيعون اسقاط النظام؟
الاجابة ببساطة شديدة “لا ” لا يستطيعون في الأمد المنظور بمعنى انه لا في الشهور ولا السنوات القادمه بالمعطيات الحالية.
ما هي المعطيات الحالية
قبل الاجابة على هذا السؤال نسال انفسنا سؤال اخر وهو :
كيف تسقط الانظمة أو تتغير؟
الأنظمة تتغير عن طريق الشارع في حالتين

الحاله الاولى أو السيناريو الاول:
عند الإجماع الكاسح الشامل لكل فئات الشعب في هذه الحاله ستؤدي الى سقوط النظام الحاكم ، لكن هذا السيناريو من الصعب جدا أن يتحقق في لبنان بل في كل دول العالم و يزداد صعوبة أكثر بكثير في لبنان الدولة الطائفية، لان في لبنان طوائف عديدة ومن الصعب جدا ان تُجمِع كل فئاتها علي رفض النظام فنحن نتحدث عن دوله منقسمة منذ إستقلالها عام 1943 بل منذ أن كانت تابعة للدوله العثمانية ثم الإحتلال الفرنسي ، فهي مقسمة طائفيا فقد لا يعرف غير اللبنانيين أن الدوله اللبنانيه تعترف بوجود 18 طائفه مختلفه بشكل رسمي منها 14 طائفه مسيحيه ، وبالتالي هذه الطوائف لها زعماء ومصالح ونُخب حاكمة لها ، وبالتالي لبنان ليست كلها على قلب رجل واحد ولكي يحدث إجماع كامل في بلد طائفي متجذر فيه الطائفية صعب جدا ومستحيل لأن المصالح ستتضارب..

السيناريو الثاني لتغيير الانظمة
وهي أن تخرج فيها نسبة كبيره من الناس ليساندهم الجيش ، كما حدث في المنطقة العربيه ، فكل ثورة او انتفاضة تساندها القوات المسلحه تنجح في تغيير النظام وحدث ذلك ورأيناه في السودان مع البشير وفي مصر مع خلع مبارك وعزل مرسي ، فالقوات المسلحه دورها حاسم جدا ومصيري ولها الدور الأكبر ، ولكن في لبنان الوضع مختلف فالجيش ليس له القوة الكافية على عكس الجيش في مصر والجزائر والسودان ! لماذا ؟
لأن معظم الطوائف في لبنان لها قوات مسلحه ( حزب الله او سنة او مسيحيين).

إذن فما السيناريو المطروح الان
السيناريو الأول وهو السيناريو المتفائل
بمعنى أن يُدرك النظام الحاكم في لبنان وتدرك القوي السياسيه الخطر وتتنازل عن بعض امتيازاتها حتى لا تنفجر الامور ، وفي هذا السيناريو سيتم ارضاء المتظاهرين أو يتم قمعهم إن خرجوا للشوارع ومن هنا سيسعي المجتمع الدولي لتقديم القروض والاصلاحات للبنان ..

السيناريو الثاني وهو السيناريو المتأزم
و في هذا السيناريو ستتفاقم الامور وستزيد المظاهرات وستستمر و سيعجز الجيش اللبناني عن احتواء المظاهرات ، وفي هذه الحاله سيتدخل حزب الله لإحتواء الوضع و ذلك سيؤدي إلى حرب أهلية.

أما السؤال الأخير
هل يوجد اي شيء إيجابي في لبنان؟
نعم ! شيء واحد فقط
الدوله اللبنانيه كما نعرف دوله فاشله بامتياز لان بها (اقتصادين وجيشين و18 طائفه رسميه ) خلاف الطوائف الغير معترف بها لكن الشيء الإيجابي ان كل هذه الطوائف والانقسامات تقول ان هناك إرهاصات للتغيير الان وهذه الايجابيه من خلال مطالبه الجميع بتعديل فكره الطائفيه ، وهذا الكلام لن يثمر عن شيء الأن لأن تغيير الانظمه يحتاج الى وقت كبير ، لكن في حد ذلك تعتبر الخطوه الاولى في التغيير ..

بقلم محمد الصياد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق