مصر
السيد الرئيس / عبدالفتاح السيسى – رئيس الجمهورية وزير الدخلية.
كتب.. عاطف انيس
يوم عظيم .. يعتز فيه رجال الشرطة بتشريف سيادتكم الإحتفال بيوم الخريجين / تباركون نبتهم وترعون
خطاهم / وقد شرفهم هذا الوطن بواجب خدمته وكلفهم بمسئولية أمنه / وعندما يوازنوا بين عظمة التشريف ومسئولية التكليف / يكون ذلك دوما دافعا لهم لبلوغ واقع الأداء ..مدارج الوفاء وواجب الولاء .
وبصادق عبارات التقدير .. يسعدنى وهيئة الشرطة مشاركة السادة الحضور الإحتفال بتخريج نخبة واعدة من رجال الشرطة / ليشاركوا زملائهم مواصلة العمل ليل نهار / من أجل ترسيخ دعائم الأمن والإستقرار.
كما أتوجه بكل التحية والإعزاز .. لأرواح شهدائنا الأبرار من رجال الشرطة الأبية والقوات المسلحة الباسلة/ فى ذكرى نصر أكتوبر المجيد / وأتقدم بكل التحية والشكر لمصابينا
الأبطال / الذين قدموا التضحيات لرفعة هذا الوطن الغالى.
السيد الرئيس:
تمضى مصر فى عهدكم وفق خارطة / رسمت الطريق نحو مسار التنمية والرخاء / وإعادة بناء الدولة التى كادت أن تعصف بها المؤامرات والدسائس / ولقد إنحاز شعب مصر لهذا الطريق / وإتخذه خيارا لا بديل عنه / بإرادة وطنية تجرف فى مجراها كل العثرات / وتجتاح كل محاولات التشتيت وإثارة الفرقة والخلاف / بين أفراد المجتمع ومكوناته.
وأن ما تجتازه سيادتكم من تحديات لمخططات الشر والهدم / والتى تحاك بالداخل والخارج / للقضاء على هذا الوطن وشعبه / هو بحق دحر للصعاب للعبور بمصرنا الحبيبة لبر الأمان.
من هذا المنطلق إضطلعت هيئة الشرطة بدورها الوطنى فى تأمين الجبهة الداخلية / والحفاظ على أمن وإستقرار الوطن / ومواكبة التطور غير المسبوق / الذى تشهده الدولة على كافة المستويات / حيث إرتكزت سياستها الأمنية المعاصرة / على تحقيق مفهوم الأمن الشامل
وتطوير كافة مقومات العمل الشرطى .
تنفيذاً لتوجيهات سيادتكم “بأن التطوير لا ينتج أثره / إلا بتطوير العنصر البشرى وإعادة تأهيله” فقد قامت وزارة الداخلية بتحديث كافة مفردات منظومة مواردها البشرية / من خلال الإعتماد على الأسلوب العلمى / فى إختيار وإعداد وتدريب الكوادر الأمنية / بمختلف فئاتها وتنوع درجاتها / والإرتقاء بالأداء لتحقيق القدرة على تحمل الأعباء ومواجهة التحديات .
ولعل ما نشاهده اليوم .. يؤكد أن وزارة الداخلية تسير على الدرب الصحيح بخطى ثابتة / حيث يقف أمام حضراتكم اليوم بين الخريجين / أول دفعة من الملتحقين بكلية الشرطة من الحاصلين على ليسانس الحقوق / والذين قضوا عامين للدراسة بكلية الشرطة / تم تزويدهم خلالهما بالعلوم الشرطية والمهارات الميدانية / التى تؤهلهم للإنضمام لزملائهم / لأداء الرسالة الأمنية / مع التركيز على تعميق الجوانب الإجتماعية للوظيفة الشرطية / وتوطيد علاقات المشاركة والتعاون المثمر مع الجمهور .
وإدراكاً بأن الأحداث المتلاحقة والمخاطر المتنوعة .. تتطلب من رجل الأمن ألا يكون نمطا جامدا / تقف معارفه وعلومه عند قدر ثابت / فقد تم إلحاق تلك النخبة / بدورات متقدمة فى اللغات الأجنبية / كما أتيحت لهم الفرصة / للإلتحاق بالدراسات العليا فى القانون / وذلك بهدف ترسيخ فكرمتكامل لديهم / يمتزج فيه العلم القانونى بمهارات العمل الشرطى / مع المستوى الثقافى المتميز والإدراك الواعى لتحديات العمل الأمنى.
الأمر الذى تكون محصلته .. إعداد أجيال من رجال الشرطة / مزودين بمهارات وقدرات وظيفية عصرية / تحقق التفاعل المدرك مع المجتمع ومشكلاته / وتعزيز قدراتها على مواجهة عالم الجريمة / الذى أصبح يعتمد على توظيف الإبتكارات التكنولوجية الحديثة / كأدوات تخدم أهدافه ومخططاته .
السادةُ الحضورْ:
تعبر مسيرة العمل الوطنى .. مرحلة دقيقة فى خطواتها عظيمة فى إهتماماتها / رحبة فى آمالها وطموحاتها / والشرطة فى قلب هذه الملحمة / تتلاحم وتتفاعل مع الأهداف الوطنية .
تتعامل مع المخاطر والتحديات / تزود بالغالى والنفيس لحسم المواجهة مع الجريمة والمجرم / لصالح أمن الوطن
والمواطن / عقيدتنا فى هذا راسخة .. بأن الأمن للإنسان قضية حياة ووجود / وللمجتمع ضرورة للتقدم والإزدهار.
هنا تحقق الإستراتيجية الأمنية.. تطورا نحو الأفضل
والأمثل / من خلال إستيعاب دروس الماضى / وقراءة معطيات الحاضر / ورصد آفاق المستقبل / فلا يمكن لأجهزة الأمن / أن تسقط من حسابها / ما يجرى حولها من أحداث ومتغيرات / سياسية وإقتصادية وإجتماعية / وتحولات إقليمية وعالمية / وما قد تفرزه من ظواهر إجرامية.
وتحرص الوزارة على ترتيب الأولويات .. وتقييم الإجراءات وإعادة صياغة منظومة العمل الأمنى / على أسس جادة وراسخة / تتسم بالتخطيط العلمى / وتوجيه الإمكانيات بأعلى المعدلات / وتأسيس بيئة وظيفية ملائمة لتحقيق الأمن / وتقديم الخدمات الأمنية الجماهيرية بجودة وإتقان / وذلك من خلال تحديث وتطوير المنشآت والمرافق الشرطية / وتزويدها بكافة الإمكانات المادية والتقنية اللازمة.
وتضع السياسة الأمنية ضمن أولوياتها تثبيت دعائم الأمن الوقائى .. حيث تم تطوير النظم التأمينية وأساليب الحماية / من حيث نوعية القوات والتسليح والإتصالات والنطاقات الأمنية بالمواقع الحيوية / وتنشيط وتعزيز الخدمات الثابتة والمتحركة / والمتابعة الدائمة والتقييم السليم والإستعانة بالأجهزة المتطورة لإحكام إجراءات التأمين .
وقد أخذت المواجهة مع الإرهاب / بعدا واسعا فى تشديد الحصار وفرض طوق من العزلة على العناصر الإرهابية / لتقويض حركتها وتقليص قدرتها على تلقى التمويل وتدبير السلاح والتحريض على الإثارة والشغب وتدمير مقدرات الدولة / فضلا عن الإستهداف الإستباقى لإحباط المخططات الآثمة فى مهدها / وضرب البؤر الإرهابية / وإجهاض التنظيمات الساعية إلى إحياء نشاطها الإجرامى / وذلك من خلال منظومة معلومات متكاملة وإجراءات مقننة .
السادة أولياء الأمور :
يسعدنى فى هذا اليوم.. أن أتقدم لحضراتكم بخالص التهنئة وأنتم تشاهدون أبنائكم / يضعون أقدامهم على طريق العطاء / بعد أن أدوا قسم وعهد الوفاء للأرض الطيبة / وميثاق الولاء للوطن الحبيب / وواجب الإنتماء لهيئة الشرطة.
أبنائى الخريجين :
إنه ليس من سبيل نحو تحقيق أهداف الإستراتيجية الأمنية
إلا الصدق فى الأداء / والإخلاص فى العطاء / والإلتزام بإعلاء سيادة القانون / والتفانى فى خدمة الوطن وحسن معاملة المواطن / إنطلاقا من جوهر دور الشرطة فى تحقيق أمن وسلامة المجتمع .
سيادة الرئيس :
فى حضوركم الكريم .. تؤكد هيئة الشرطة على مواصلة البذل والعطاء للتصدى لقوى الشر ولتوفير المناخ
الآمن / لتحقيق طموحات الشعب المصرى خلف قيادتكم الرشيدة / لبناء مصر الحضارة والتقدم / والتى تجنى ثماره الأجيال فى الحاضر والمستقبل.
أجيال تحفظ لسيادتكم التقدير والإعتزاز .. وأنت تضرب المثل والقدوة / وتحمل آمال وهموم الأمة / لا تفرط فى حق ولا تتراجع عن واجب / تسعى إلى السلام الشامل والعادل / وتنتصر لحقوق الشعوب / فى تجرد كامل / وصدق مع النفس وإلتزام أمام التاريخ .
حفظكم الله ورعاكم / وسدد بالحق كل خطاكم.
إنه نعم المولى ونعم النصير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،