مقالات

انفراد (لجريدة الحقيقة اليوم)بيوت تخرب.. أموال تهدر.. أعراض تنتهك..

تحقيق: احمد حسين

منذ القدم انشغلت النساء بعالم الدجل والشعوذة، بتفاصيله المختلفة بشكل هستيري، من جلب الحبيب او عمل حجاب لجلب الحظ،أو حتى للانتقام من الأعداء والربط، وغيرها من القصص العبثية التى لعبت فيها المرأة دور البطولة، فهناك سيدات تتنازل عن شرفها لأجل جلب الحبيب وأخريات تخون زوجها من أجل تفريقه عن عشيقته او زوجته الجديدة، فعلاقة النساء بالسحر علاقة من الصعب حصر أسبابها وفك عقدتها، والمتابع بدقة لقصص السحر والدجالين يكتشف العديد من القصص المرعبة التى يلعب فيها الحب والانتقام دور البطولة، ويكفى أن تنظر إلى صفوف الحاضرين فى جلسات إخراج الجن، لترى صفوف النساء التى قد لا تجد مكانا للجلوس والدخول لتقابل مولانا صاحب الكرامات.
.. نقدم لحضراتكم اليوم ” قصص حقيقية ” عن نساء تعرضت للنصب والابتزاز من الدجالين والمشعوذين في قضايا دفعتهن للتضحية بكل غالي ونفيس من تحويشة العمر فى أفضل الظروف، أو بالشرف، وأحيانا بحياتهم بأكملها.
تقول(دع.خ) من محافظة بني سويف مركز ببا بعد ذهابا لاحد الدجالين يدعي (ي،س)” لجأت له عشان فى مشاكل بينى وبين جوزى ولما حكيت له علي مشكلتى، طلب أروح له البيت فرفضت وقابلته فى مكان عام 5 مرات تقريبا، كل مرة كان بيدينى أعشاب بـ 3 آلاف جنيه ولما قلت له مافيش نتيجة قالى معمول لك عمل سفلى، ولازم أعمل علاقة معاكى عشان أفكه”. هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها وإنما تكاد تكون شائعة حيث يستغل الدجالين السحر الأسود ليكون بوابة لممارسات جنسية مع النساء، سواء بموافقتهن أو بعد إفقادهن الوعى. لم تلجأ هذه السيدة إلى الشرطة خوفا من الفضائح، والجدير بالذكر ان الدجال لا يستغل ضحاياه دائما عن طريق الإقناع، إنما وفى بعض الأحيان قد يغتصب الضحايا بالقوة أو بعد تغييبهن عن الوعى، كما حدث عام 2017 حين وقع دجال فى قبضة الداخلية بالسيدة زينب بعد بلاغ من سيدة بأنه اغتصب ابنة اختها، بعد أن أوهمها أنه قادر على علاجها وحل مشاكلها العائلية بالسحر الأسود، وحدثت الواقعة بعد أن استدرجها إلى وكره وقدم لها عصير به مادة مخدرة لتفيق بعد ساعات على الكارثة، ولا تتوقف جرائم الدجالين عند هذا الحد فقد تصل جرائمهم احيانا حد القتل من أجل الاستيلاء على الأموال كما حدث من قبل فى مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، حين قتل دجال سيدة بالسم بدعوى أنه كان يعالجها من المس واستولى على 100 ألف جنيه وحلى ذهبية كانت بحوزة الزوجة، وفى السنوات الأخيرة لم يعد الدجالون يكتفون بالضحايا الذين يطرقون أبواب اوكارهم، وإنما بدأوا في استدراج الضحايا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يروجون علي صفحات السحر والروحانيات لخدماتهم مجانا على من يشك أنه مسحور، وبمجرد أن تتواصل معه الضحية يبدأ استدراجها لإرسال صور عارية لها، أو فتح الكاميرا وهى عارية، بحجة علاجها وحتي يتمكن من سحب الجن أو العمل منها، وعلى مجموعات السحر والأعمال السفلية انتشرت التحذيرات من هذه الحيل الخادعة، وانتشرت أيضا صور محادثات مع نصابين يدعون قدرتهم على فك السحر، فكتب «اح ص» على واحدة من تلك المجموعات: “نصيحة لكل بنت بتفكر تعمل جلب، بلاش تفتحى الكاميرا مع أى شخص عشان يقرأ عليكى لأن دا من خبث الساحر، لو شافها جميلة بيعملها جلب ليه والقصة دى حصلت فعلا والبنت الآن فى توهان بين قلبها اللى متعلق بالشاب اللى بتحبه، وبين الساحر النجس اللى عملها جلب ليه وطالب منها أمور محرمة. أتمنى كل بنت تكون حريصة على نفسها ومفيش حاجة اسمها جلب بصور عارية أو طلاسم تكتب على الجسد”، ورغم كل هذه المخاطر التى تحيط بالموضوع، والتى تصل إلى الموت أحيانا، إلا أن تردد النساء علي المشعوذين لا يزال قائما، وتعتبر اغلب الامور التي تضطر المرأة للذهاب الي دجال هي مشكلات اجتماعية أو زوجية، مثل العنوسة، وصعوبة الحياة الزوجية، ومرورا بطلبات جلب الحبيب أو زيادة رغبته الجنسية تجاه صاحبة العمل، أو طلب اعمال تجعل الرجل مطيعا لها ولا يخالفها،إضافة الي طلبات تحضير أعمال للانتقام سواء من الاعداء او حتي من الشخص الذى خانها أو تزوج غيرها. وفي هذا السياق نعرض لكم قصة فتاة وشقيقتها تعرضوا للنصب والابتزاز الجنسي عن طريق الإنترنت، تقول “نادية.ط.ع” تبلغ من العمر 27 عاما واختها (مي.ط.ع) 25 عام، أنها تعرضت للنصب من قبل شخص يدعي “م.س” ويعمل سائق “توك توك” تعرفت عليه عن طريق الفيسبوك حيث ادعي انه عالم روحاني وخبير في امور السحر، قام بإيهامها ان عليها جن وهو الذي يمنع الشباب من التقدم لخطبتها هي واختها وادعي انه سوف يعالجهما وانه يقدر يطلع الجن، وبعد عدة جلسات علاج تكلفت 3 الآف جنية، قال ان العمل مش هيتفك الا لو مارس الجنس معها هي واختها، تقول ” عندها علمت انه دجال ونصاب” وأوضحت أنها عندما تحدثت معه بعدما اكتشفت أنه نصاب وطالبته بالأموال هددها بفضحهم ونشر صور عارية لهما حصل عليها من خلالهم، بدعوي أن هذا هو الحل لفك السحر.
ويري الاستاذ محمد حسين ( اخصائي نفسي ) أن توجه النساء نحو الدجالين واعمال السحر يرجع للتعليم والتنشئة الاجتماعية، معللا أن النساء هن الطرف الأضعف فى المجتمع، فإحساسهن بالضعف يدفعهن الي اللجوء للسحر والشعوذة، مضيفا لـ«لجريدة الحقيقة اليوم»: فى المجتمع نربى الطفل الذكر ليتحمل المسؤلية ويواجه الصعاب ومشاكل الحياة، بينما نربى الأنثى على الضعف والمحايلة لذا تتعلم البنت التحايل منذ بداية الطفولة ولا تتعلم المواجهة،لذلك تلجأ إلي السحرة والدجالين لتحقيق رغباتها أو الانتقام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق