منوعات

سلسله ثقف نفسك مع عظماء التاريخ

بقلم / شيماء محمد عبد الرحيم 

د/ زاكي الدين احمد حسين مؤسس مستشفي ابن سينا
انه الراحل البروفيسور زاكي الدين احمد حسين ابن كردفان الغرة وسيرته عامرة ومعروفة ليس على النطاق المحلي وانما العالمي ويعمل طبيبا جراحيا وتخرج من كليه طب جامعه الخرطوم بالسودان عام 1957
ورغم أنه كان يحمل نفس مؤهل أقرانه إلا أن الأساتذة البريطانيين رأوا فيه نبوغاً واستعداداً، لأن يقود تخصص الجراحة في السودان بعد تميزه في شهادة البكالوريوس
عرفه شعب السودان كجراح بارع، وعرفه الأطباء كما عرفته مهنة الطب بأنه مؤسس لجراحة الجهاز الهضمي، وأنه صاحب المبادرات في تطوير التخصصات الجراحية وإرساء قواعدها، ولعل أبرز ما قدمه للأمة السودانية تأسيس قسم للجهاز الهضمي في مستشفى الخرطوم بحري، الذي انتقل به إلى مستشفى الخرطوم قبل أن يؤسس مستشفى ابن سينا.
كان كبيراً في تعامله مع الأطباء، وتمتع باحترامهم وتقديرهم لما لمسوه منه من ترفعٍ عن الصغائر وسلوكٍ مهني راقٍ وأخلاقي عالٍ.
وله العديد من الانجازات فقد أسس جمعية الجراحين التي بدأها بنادي الجراحة وكان ذلك عام 1962 ثم بنفس روح الابتكار أسس جمعية اختصاصيي الجهاز الهضمي. وكانت الفكرة رائعة والإخراج مبتكرا، إذ خرج بها من قاعات الجامعات إلى الفنادق الكبيرة والاجتماع مساءً على عشاء العمل، مما حدا بعدد كبير من الأختصاصيين الاستجابة للندوات والمحاضرات العلمية
وتعد مستشفي ابن سينا اعظم واهم انجازاته والتي بدات قصتها حينما حان وقت ولاده زوجه السفير الياباني بالخرطوم وزوجته تكون ابنه امبراطور اليابان وذلك في منتصف السبعينات وبدايه الثمانينات حيث وجد السفير المستشفي في حاله مزريه حيث الحيطان المغطاه بالقاذورات ﻭﺍﻻﺭﺽ ﺍﻟﻤﺒﻘﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ
والتي لم يعد امامه سوا هذه المستشفي الاقرب له والاسرع لحاله زوجته المستعصيه وحينما قابل (د/الزاكي الدين ) طلب منه ايجاد حل سريع لتسكين الم زوجته حتي يغادر بها خارجه السودان كي تضع طفلها
فقال له بهدوء : عفوا لكن هذه السيده بقي لها ساعتين .. الجراحه او الموت
وما كان هناك سوي ان تخضع زوجته للجراحه وتمت العمليه بنجاح وبعدها قام السفير باخذ زوجته الي اضخم واكبر مستشفي في اليابان لاجراء الفحوصات للاطمئنان عليها
واذا بهم يسألونه من قام بهذه العمليه وما اسمه .. قال لهم : اجريت في السودان تحت اشراف طبيب يدعي زاكي الدين
فقالوا له انها معجزه
فأصرّوا على دعوة الطبيب السوداني المعجزة للتعرُّف عليه، وما هي إلا فترة وجيزة ويُؤتى بالطبيب بناءً على دعوة شخصية من الإمبراطور نفسه، ليسأله: ماذا تتمنى؟ وهنا حدث ما لم يكن في الحسبان، وصنع الطبيب الشاب المعجزة الحقيقية، فلم يطلب مالاً ولا جاهاً ولا إقامة دائمة هناك كان حبه لوطنه وشعبه أكبر، فطلب إقامة مستشفى للسودان مستشفى حديث متطور يضاهي مستشفيات اليابان. وكان له ما أراد، فبعد تسع سنوات وفي بداية الثمانينات الميلادية ظهر على أرض السودان (مستشفى ابن سينا) بمعدات حديثة ومتطورة، وتعهد بتجديده كل عام من اليابان.
وهكذا يتصرف عظماء العرب الذين يولون جلً اهتمامهم لامتهم لا لانفسهم … رحمك الله د/ زاكي الدين احمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق