هل النظرةالإيجابية للمملكة العربية السعودية بشأن استقرار أسعار أسواق النفط سوف تتحقق؟
صرّح الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية “أمين الناصر” يوم الجمعة الماضية فيحديث بنيويورك أن أسواق النفط على وشك الاقتراب من تحقيق التوزان بين قوى العرض والطلب وأرجع هذا إلى عاملين أساسيين هما الأول: تزايد معدلات الطلب في الآونة الأخيرة بنحو 4.5-5 مليون برميل يومي، والثاني: انخفاض المخزونات العالمية بشكل طفيف، وهذان مؤشران قويان يدل كلاهما على بداية الاقتراب من إعادة التوازن للأسواق وتحقيق استقرارها.
ومن خلال تقييم حديث الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو هل هذا يعني إحتمالية وصول سعر البرميل لمستوى70 دولار في
أسواق تداول السلع والعملات ايفوركس على المدى القريب، وبنهاية هذا العام هل من الممكن أن يصل سعر البرميل ل100 دولار، في الحقيقة من الصعب أن يتحقق ذلك وإذا حدث بالفعل لن يكون بهذه السرعة.
خطط واستراتيجية أرامكو لأسواق النفط
تابع الناصر حديثه قائلًا أن خطط وإستراتيجية شركة أرامكو تعتمد في نظريتها على المدى البعيد، وهذا يعني أن سياسة المملكة العربية السعودية النفطية تعتمد فقط على الخطط طويلة الأجل وما ستجنيه الشركة والعائلة المالكة والبلد ككل على المدى البعيد.
وأعرب مدير الجلسة في حدث نيويورك “دانيال برجين” عن دهشته البالغة من سياسة الأعمال التي تنتهجها شركة أرامكو، ورد علىالناصر قائلًا “إنكم ترون العالم من منظور مختلف معاكس للآخرين” حينها رد عليه الناصر “أننا دائمًا نتطلع إلى المستقبل البعيد وهذه هي سياستنا المعتمدة على طول النفس لهذا ترى أن سعر برميل النفط لدى المملكة هو الأدنى على الإطلاق في العالم”.
تأثير حديث أمين الناصر على أسواق النفط
في عالم التداول لم يكترث العديد من المستثمرين بحديث الناصر لأنه لم يُقدم أية معلومات جديدة مفيدةلأسواق النفط، كما ساعد منعدم التأثير على أسواق النفط هو إغلاق الأسواقبسبب عطلة في البلاد، ومن خلال تحليل حديث “أمين الناصر” نرى أن شركة أرامكو تعتمد في نظرتها على المدى الطويل حيث ترى استقرار الأسواق وارتفاع الأسعار من جديد وبالتالي فإن قراراتها التي تتخذها حاليًا بناءً على تلك التصورات، كما أن حديثه لم يشر بشكل جاد إلى التواقيت الحقيقية لارتفاع أسعار النفط.
مخاوف حيال خطر الإفلاس الذي يهدد الشركة الوطنية في فنزويلا
ومن جهة أخرى فإن الأخبار الواردة والمتعلقة بقطاع الطاقة تجعل حالة من القلق تصيب الأسواق، خاصة بعد الحديث عن تقديم شركة البترول الوطنية في فنزويلا “بيتروليوس فنزويلا“ أو “PDVSA” نحو 49.9{f0c59fa2ef2219d7cf4fb464f100243d0ea8d2655a95dbbea5919ba320398b18} من أسهمها في شركة “سيتجو” إلى شركة روسنيفت في روسيا “ROSN” وذلك كضمان لحصولها على قرض وتُعد تلك الصفقة مبهمة وغير عادية.
وبالتالي يعكس هذامدىالإنهيار الحالي لشركة البترول الوطنية في فنزويلا وشبح الإفلاس الذي يهددها، ولهذا فمن المحتمل قريبًا أن تحصل شركة روسنفت الروسية علي ملكية الأسهم في شركة سيتجو التي عرضتها فنزويلا كضمان للقرض، وتعمل شركة سيتجو في مجال تكرير وتوزيع النفط في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي فهذا يعطي فرصة كبيرة لروسيا للدخول رسميًا في عمليات توريد النفط في الولايات المتحدة، وبالرغم من ذلك فإنه من المحتمل أن يكون تأثيره ضعيفًا على معدلات الانتاج في الولايات المتحدة.
