بقلم الدكتورة نجلاء يوسف
وقالت ان أصبحت اكثر الشكاوى التى تتردد على لسان الآباء والامهات من الأبناء تتلخص فى كلمة ” ابنى عصبى – ابنى عنيف ”
اصبحت مشكلة ازدياد العنف والعصبية عند الاطفال من اصعب المشكلات حلا لعدة أسباب :-
أولا :- من القواعد العامة انه لايمكن لاب او ام ينتهج العنف والعصبية كأسلوب اجبر عليه من ضغوط الحياة ان يربى طفلا هادئا … فاقد الشئ لا يعطيه .
ثانيا :- كيف نتوقع من طفل تفتح امامه شاشات التلفاز والاخبار المبعثرة على الصفحات الالكترونية والمليئة بمشاهد العنف والدماء المهدرة فى كل مكان ان يصبح هادئا ونحن نزيد من توتره بما يقع بين يديه ويشاهد من عنف وقسوة لا يتحمل رؤيته انسان.
ثالثا:- الا تعتقدوا معى ان حتى سلوكنا تجاه ما نراه من مشاهد عنف اصبح يتصف باللامبالاه كأننا نوافق على هذا العنف.
رابعا :- الافراط فى تناول الطفل للاطعمة ذات مكسبات الطعم والرائحة والمواد الحافظة والسكريات التى تزيد من نشاط وتوتر الطفل واصبح من اساسيات يومه تناول الكولا والشيبس وغيره.
خامسا :- كثرة الشاشات الضوئية من تلفاز ولاب وايباد وموبيلات والالعاب الالكترونية والرسوم المتحركة المليئة بمشاهد العنف المضحك “كتوم وجيري” وهنا ضرر مزدوج للطفل … الاول شاشة ضوئية تزيد من تشتت انتباه الطفل وقلة ادراكه وكثرة المشاهدة تؤدى للادمان بجانب ضمور فى خلايا المخ وايضا الانسحاب الاجتماعى …. الثانى عنف مضحك يثبت فى ذهن الطفل ارتباط شرطى بين الضحك والعنف … وايضا لا يخفى عنا مشاهد البطولة الزائفة التى يحب الصغار تقليدها والتمثل بها
واختصارا للامر وبعيدا عن كثرة ذكر الاسباب المسببة للمشكلة دائما ما نبحث عن كيف اصل لحل هذه المشكلة ؟؟؟
أولا يجب ان نصل لحالة الهدوء النفسى اثناء تعاملى مع ابنى العصبى لأمتص غضبه واكون قدوة له …. ولنتذكر ابنى مرآة لى وهو انعكاس لصورتى داخلها
ثانيا الحوار ثم الحوار ثم الحوار …. فلنتفق سويا ان نتنفس ثم نتحاور يجب ان اعلم ابنى لغة الحوار البناء حتى يحافظ على كرامته وتعلمه ان له اهمية ولأرائه فنعلى بثقته بنفسه واحترامه لذاته فتنخفض توتراته وتقل عصبيته.
ثالثا هناك اشياء تزيد من توتر ابنى يجب منعها او الانسحاب منها تدريجيا او التقليل قدر الامكان منها مثل ” الاطعمة المعلبة التى بها مواد حافظة وايضا السكريات التلفاز الكارتون غير الهادف والاجهزة الالكترونية ”
رابعا اجعل طفلك سعيدا خاصة ساعة قبل النوم اجعل اخر كلمات يسمعها قبل نومه هو حبك واحترامك له اجعله ينام على صوت حان وكلمات ايجابية توصفه بصفات حسنة .
واخيرا لا تعتقدى ان انتقال الطفل من حالة العنف والعصبية الى حالة الهدوء ستأتى فجأة بل كل تغير فى الطفل يحتاج للصبر والمثابرة والاصرار والدعاء لله وحده …
دمتم سعداء ناجحين
