كتب / ساره سيد
بعد دراسة قرار رفع سعر رغيف الخبز حتي يصل الدعم لمستحقيه . . دار هذا الحوار الناري الخيالي والفنتازيا بين رغيف العيش والبهائم حتي تتضح ملامح الصورة أكثر فأكثر. رغيف العيش : طول عمري مطحون ياغلابة في بطونكم وأخرة المطامة بعتوني في سوق علف البهائم والحمير وعاملين غلابة علي إيه حتي الدعم تبعوه . . والله تستاهلوا. البهائم : أنا والله يارغيف ماطلبت عيش ولايحزنون هم الغلابة اللي بعضهم طمعين شوية وضعوني علي أسطح المنازل ليحرقني لهيب الشمس ودرجة الحرارة اللي وصلت للغليان ماكنش عندهم رحمة ليا أبدا فلم يرحمهم القدر فضرب ضربته اللي مست قوتهم وقوت عيالهم رغم أنهم دائما مايرددون زي البغبغانات “ياواكل قوتي ياناوي علي موتي” أهو كلام بيرددوه وخلاص وساعة الحضرة والميعاد يصبهم الصم والبكم. رغيف العيش : والله الغلابة مظلومين أوي مش كفاية أنهم بيأكلوا العيش الحاف وبعضهم مش لاقيه من أصله المهم إن الدعم المعجون فيا بيلف وينط في النهاية في كرش الحيتان الكبار آكلي الدعم ثم يعملوا أسود ووحوش ورجاله علي الغلابة وأطلقوا الحبل علي الغارب للحيتان المجرمين وبيحاكموا الضحايا يعني القاتل حر طليق يبعث في الأرض فساد بينما الضحايا في سجون الدعم المنهوب . . والله حرام. البهائم : والله عندك حق لايعلنون العصيان والتمرد إلا علي الغلابة المنهوب دعمهم بينما يحموا ويتستروا علي حيتان نهب الدعم الكبار بدلا مايحاكموهم يحاكموا الضحايا المنهوبين . . إيه الحكاية. رغيف العيش : بيني وبينك أنا بقيت حائر بين الغلابة والبهائم والحيتان الكبار . . فالمظلوم ساكت علي حقه لحد ما أصابه الخرس “لايري لايسمع لايتكلم” طيب أنا عمل له إيه أنا المهضوم اللي هأدافع عنه وأجيب له حقه طيب شوف اللي أنت بتقول عليهم غلابة دول بعضهم في الحارات والأزقة بيطلعوا علي بعضهم البعض بالشوم والعصي وزجاجات المياة الغازية والكلاب الوولف وكأنها حرب شوارع لأتفه الأسباب عاملين علي بعض رجاله ووحوش كاسرة بينما نعامة وحمل وديع علي اللي ناهبين قوتهم وقوت عيالهم هي دي الرجولة بزيادة هم دول ولاد البلد . . لا أنا معاهم ولاضدهم . . أنا بس برصد وأحلل تحليل شامل وواقعي لعل وعسي. البهائم : بس هأقولك حاجة في كل الأحوال الدعم المستحق للغلابة بيدك معدتي في الأخر . . فيا عزيزي كلهم حيتان . . بيصرفوا الدعم لمن لايستحق أو يستحق وفي الأخر الدعم في كرشي أنا . . وأنا والله مظلوم لاطلبت ممن يستحقه أو لايستحقه أنه يدكه في كرشي كعلف ولا كان يخطر علي بالي ولاحتي في الأحلام . . أقولك كلاهما أخطأ في حق نفسه الأول عندما حصل علي الدعم وحوله كعلف للبهائم والثاني كذلك بعدما لهفه . . بس الخطأ الأكبر يقع علي الرقابة طيب هي فين من دي كله ؟ . . وبتعمل إيه وفين دورها وإلي متي ستظل نائمة في العسل ؟ . . بدليل نهب الدعم وظل منهوبا حتي تم رفع سعر الرغيف وشعبة المخابز – اسم الله عليها – بتطالب كمان بتحرير سعره هي الناس دي عيشه في كوكب ثاني. رغيف العيش : شوف بقي رفعوا سعري أم لم يرفعوه . . أنا في كلا الحالتين منهوب منهوب ! . . فالفلاح إياه يحصل علي الدعم ويبيعه كعلف للحيوانات هيفرق إيه عن مافيا نهب الدعم ففي كلا الحالتين بأعتبر نفسي منهوب . . إذا لابد من محاكمة مسؤولي منظومة الدعم اللي هخربوها وقعدوا علي تلها . . ولاهم بس مش شاطرين اللي عليا حتي حولوني لملطشة مرة في إيد المواطن الذي يحصل علي الدعم فيحوله لعلف للحيوانات ومرة أخري في إيد عصابة الدعم طيب أنا أحتار أمري في الإثنين طيب أعمل إيه وأروح فين ؟ . . بس صدقني أنا عارف إنا فيه ناس أحوج ماتكون لرغيف العيش المدعوم اللي بتأكله حاف ومش لاقياه بسبب مافيا نهب الدعم الحكومي ولما هيرتفع سعره يمكن لاقدر الله يموتوا من الجوع بجد . . إذا لابد من محاكمة المتورطين في حماية مافيا نهب الدعم من أكبر راس لأصغر راس مهما كانت مناصبهم . . ثم بعدين نبقي ندور علي الناس ممن يستحقون الدعم ويحصلون عليه ويحولوه لعلف للحيوانات للبحث عن آليات تضمن عدم تكرار ذلك لأن أنا والله اللي بتحاكم مش هؤلاء ولا هؤلاء لدرجة إن أحدهم إتهم بعض المواطنين – بتحويلي – ولامؤاخذه – لمشروب البوظة المحرم . . كفاية هطق!.
