ما زال الانتصار المصري العربي في حرب أكتوبر يمثل لحظة فارقة في تاريخ المنطقة والعالم

كتب نزية عتيق
بعد أن حل الأمل مكان اليأس، والفرح بديلا عن الحزن، والنصر مكان الهزيمة. ورغم مرور 49 عاما على حرب أكتوبر 1973، فإن ذكراها لا تزال محفورة في الأذهان، بعد أن بذلت مصر كل الجهد من العرق والدماء لتحقيق هذا النصر.
1- ما قبل المعركة
بعد هزيمة يونيو/حزيران 1967 عمل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على إعادة تأسيس الجيش المصري على قواعد علمية واحترافية مهدت لنصر أكتوبر، ليكمل من بعد الرئيس الراحل أنور السادات المهمة ذاتها. وعلى مدار 7 سنوات قبيل الحرب ظل الجندي المصري على أهبة الاستعداد في تدريب واستعداد متواصل للحرب، على كافة الأسلحة العسكرية، مثل المشاة، والأسلحة الخفيفة، والصواريخ المضادة للدبابات، وقوات الصاعقة، ومدافع الهاون، والدبابات البرمائية، وغيرها.
2- حرب الاستنزاف
على مدار سنوات عدة خاض الجيش المصري حرب استنزاف في ملاحم عظيمة كبدت الجيش الإسرائيلي خسائر جمة، وقد تم تهجير 3 مدن، هى بورسعيد والإسماعيلية والسويس، استعدادا للحرب، وخلال هذه الفترة تمت إعادة تسليح وتنظيم وتدريب الجيش المصرى على الأسلحة الجديدة، كما جرى التخطيط لحرب أكتوبر 73 والتدريب على خطة الحرب حتى جاء اليوم السادس من أكتوبر لتبدأ الملحمة.
3- أسماء الحرب
حملت حرب السادس من أكتوبر عدة مسميات فمنها على سبيل المثال، كانت تسمى بحرب التحرير، وحرب أكتوبر، وحرب العاشر من رمضان، وكانت تسمى بحرب تشرين التحريرية في سوريا، بينما يطلق عليها في إسرائيل اسم حرب يوم الغفران (يوم كيبور).
4- أبرز قادة معركة أكتوبر
كان من أبرز قادة الحرب المشير أحمد إسماعيل وزير الدفاع وقت النصر، والفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان، واللواء حسني مبارك قائد الطيران، واللواء فؤاد نصار، مدير المخابرات الحربية، واللواء فؤاد ذكري قائد البحرية، واللواء محمد علي فهمي، قائد الدفاع الجوي، واللواء محمد عبد الغني الجمسي رئيس العمليات، واللواء نوال السعيد، رئيس هيئة الإمداد والتموين، واللواء كمال حسن علي، مدير سلاح المدرعات، واللواء محمد سعيد الماحي، مدير سلاح المدفعية، واللواء جمال علي، مدير سلاح المهندسين، واللواء نبيل شكري قائد الصاعقة، واللواء محمود عبد الله، قائد المظلات، واللواء محمد عبد المنعم الوكيل، مدير سلاح المشاة.
5- عدد الجيوش المشاركة
شارك في حرب أكتوبر بشكل مباشرة 3 جيوش: الأول هو الجيش المصري والثاني هو الجيش السوري، هذا من جانب. وعلى الجانب الأخر جيش الاحتلال الإسرائيلي.
بينما شاركت 9 دول عربية بتقديم دعم عسكري على الجبهتين المصرية والسورية، وهي على الترتيب من ناحية قوة التأثير (العراق، الجزائر، ليبيا، الأردن، المغرب، السعودية، السودان، الكويت، تونس).
6- خط بارليف
ظهرت مشكلة ارتفاع الساتر الترابي على الضفة الشرقية لقناة السويس، فيما عرف بخط بارليف، فجاءت فكرة المهندس العسكرى المقدم باقي يوسف زكي، باستخدام المضخات المائية، التى كانت تُستخدم في بناء السد العالي، في هدم ذلك الساتر الترابي، وتنجح الفكرة ويتم عمل ممر لعبور المعدات العسكرية الثقيلة.
كما كانت نقاط خط بارليف الحصينة إحدى المشاكل أمام المخطط المصري للهجوم، فما كان إلا أن تكونت مجموعات قتال خاصة لمهاجمة كل نقطة دفاعية من نقاط خط بارليف.
7- عدد المقاتلين والأسلحة خلال الحرب
شارك من القوات المصرية، وفقا لمذكرات الفريق أول محمد فوزي بعنوان «حرب أكتوبر عام 1973- دراسة ودروس»، 750 ألف مقاتل وإداري وفني، هم :9 لواءات جوية ومقاتلة قاذفة ولواء قاذف خفيف ولواء قاذف ثقيل ولواءات هليكوبتر، وكتائب مهندسين تضم 12 كوبري ثقيل الحمولة (30 طناً) منها كوبرى ثقيل وصل مع أول دفعة تسليح مع الجسر الجوي السوفيتي يوم 9 أكتوبر 1973، و30 معدية بالإضافة إلى الكبارى الهيكلية.
وفيما يتعلق بالقوات العربية والغربية المعاونة، 3 أسراب مقاتل قاذف جزائري (ميج 21، ميج17، سوخوى 7) وصلت مصر أيام 9 و10 و11 أكتوبر/تشرين الأول 1973، 2 سرب مقاتل قاذف ليبي (ميراج 3، ميراج 5) منها سرب قاده طيارون مصريون، 1 سرب هوكر هنتر مقاتل قاذف عراقي بدأ العمليات مع القوات المصرية يوم 6 أكتوبر، ولواء مدرع جزائري، ولواء مدرع ليبي، ولواء مشاة مغربي، ولواء مشاة سوداني (لم يصل مصر إلا بعد وقف إطلاق النيران)، وكتيبة مشاة كويتية متعاونة مع القوات المصرية منذ 1967، ولواء مشاة جزائري متعاون مع القوات منذ 1967، وقوة مشاة من عين جالوت (فلسطينى) متعاون مع القوات منذ 1967، كتيبة مشاة تونسية، 30 طياراً حربياً من كوريا الشمالية،
وفي الجبهة السورية: 2 فرقة مشاة، 2 فرقة مشاة ميكانيكي، فرقة مدرعة، وحدات مقاتلة فرعية يعاونها 4 لواء جوى مقاتل قاذف، 2 لواء بحرى لانشات.
وفي القوات العربية المعاونة: 3 أسراب ميج 21 عراقي اشترك منها 2 في القتال يوم 8 أكتوبر، و1 سرب ميج 17 عراقي، و1 فرقة مدرعة عراقية، و1 فرقة مشاة ميكانيكى عراقى وصلت مفارزها للجبهة السورية يوم 8 أكتوبر، و2 لواء مدرع أردنى منهما لواء تحت القيادة السورية وآخر في المعاونة، و1 لواء مدرع مغربي تحت القيادة السورية، 1 لواء مشاة سعودي في المعاونة وتمركز في الأردن.
أما فيما يتعلق بالقوات الإسرائيلية، فشاركت قوات المنطقة العسكرية الجنوبية وكان مقرها قبل العبور والنصر في منطقة بئر سبع وتضم: 5 لواءات مشاة وميكانيكية، و3 لواءات مدرعة تصبح 6 لواءات بعد استكمال التعبئة، و1 لواء مظلات، و4 كتائب دبابات، و5 كتائب ناحال، و20 كتيبة مدفعية ميدان ومضادة للدبابات، و6 كتائب مدفعية مضادة للطائرات (هوك) بالإضافة لوحدتين فنية وإدارية موزعتين على القطاعات التكتيكية والتعبوية تشمل سيناء والنقب.
وضمت قوات المنطقة العسكرية الوسطى الإسرائيلية: 1 لواء مدرع، و2 لواء ميكانيكى، وقوات احتياطى استراتيجى تضم 7 لواءات مدرعة وضمت قوات المنطقة العسكرية الشمالية (جبهة الجولان)، 3 لواءات مشاه وميكانيكي، 2 لواء مدرع تصبح 4 لواءات بعد استكمال التعبئة، و6 كتائب مدفعية ميدان، و2 كتيبة دبابات، و2 كتيبة مضادة للطائرات.
والقوات المتعاونة مع القوات الإسرائيلية على الجبهتين، 430 طائرة مقاتلة قاذفة (فانتوم، سكاي، هوك، ميراج، سوبر مستير)، 49 طائرة سكاي هوك وردت عبر الجسر الجوي الأمريكي.
8- كيف حسم المصريون الحرب؟
نجحت الاستراتيجية العسكرية المصرية، في إهدار نظرية الأمن الإسرائيلي، في معظم نقاطها، فلم تستطع العوائق الطبيعية القوية بين القوتين من منع المصريون من بدء الهجوم، كما لم يحقق احتلال شرم الشيخ ضماناً للملاحة الإسرائيلية في خليج العقبة، ولم تحقق القوات الجوية المتفوقة ردعاً للمصريين، واستطاعت مصر أن تدير أعمال قتالية بالغة العنف ضد إسرائيل فترة طويلة من الزمن نسبياً، ما أثر على المجتمع الإسرائيلي واقتصاديات الدولة.
وأدى التنسيق مع الجبهة السورية، قبل بدء القتال وفي المراحل الأولى، إلى تشتيت الجهود الإسرائيلية على جبهتين، وتمكنت خطة الخداع الاستراتيجية من تضليل القيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية
كما نجحت القيادة السياسية والعسكرية، في إعداد الدولة للحرب، على أسس علمية، وساعد ذلك على تنفيذ الحشد والفتح الاستراتيجي للقوات، طبقاً للخطة بدر، ومن خلال خطة خداع استراتيجي معقدة، دون مشاكل تقريباً، ودون أن تفطن القيادة الإسرائيلية.
واستطاعت الاستراتيجية العسكرية المصرية، الاستفادة بالطاقات العربية، بقدر محدود نسبياً، سواء بالدعم المالي، أو شراء الأسلحة اللازمة أحياناً، أو الدعم بالقوات، المحدودة أحياناً أخرى. وقد نجح ذلك في تجنب كثير من المواقف الصعبة، خاصة في الأيام الأخيرة للحرب.
9- أهميتها في التاريخ العسكري
مثل نصر أكتوبر 1973 نقطة تحول حاسمة فى تاريخ العلاقات الدولية، كما مثّل أعظم درس تاريخي على امتداد القرن الماضى، فلقد أثبتت معركة النفط واستخدامه كسلاح إستراتيجي، أن النظام الدولي انعكاس لواقع موازين القوى الحقيقية، فقد اعتبر رفع أسعار النفط في عام 73/ 1974، بمثابة انتصار جماعي للعالم الثالث.
وأثبتت الحرب للعالم أجمع قدرة المصريين على إنجاز عمل جسور، يستند إلى شجاعة القرار، ودقة الإعداد والتخطيط، وبسالة الأداء والتنفيذ، مما أكد للجميع أن الشعب المصري ضرب أروع صور البطولة ووقف إلي جوار قواته المسلحة.
أكدت حرب أكتوبر استحالة سياسة فرض الأمر الواقع، واستحالة إجبار شعوب المنطقة، كما أثبتت أيضا أن الأمن الحقيقي لا يضمنه التوسع الجغرافي علي حساب الآخرين ولذلك تنبه العالم لضرورة إيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي، وكان من أبرز نتائج تلك الحرب رفع شعار المفاوضات وليس السلاح.
الجيش الإسرائيليالجيش المصريحرب أكتوبرحرب العاشر من رمضانخط بارليفعبور اتلقناةنصر أكتوبر
رئيس الأركان المصري يستعرض مع نظيره القطري أقوى أسلحة البحرية المصرية
آخر تعديل مارس 20, 2023
شارك
كشف فيديو نشرته القوات المسلحة المصرية عبر صفحتها الرسمية، من موقع تصنيع فرقاطة “ميكو” في ترسانة الإسكندرية، وذلك أثناء زيارة وفد عسكري قطري للموقع.
إلتقى الفريق أسامة عسكر رئيس أركان حرب القوات المسلحة بالفريق ركن سالم بن حمد العقيل النابت رئيس أركان القوات المسلحة القطرية والوفد المرافق له الذى يزور مصر حالياً ، حيث أُجريت له مراسم إستقبال رسمية بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع وعزفت الموسيقات العسكرية السلام الوطنى لكلا البلدين .
كما قاما رئيسا الأركان بجولة تفقدية بقيادة القوات البحرية شملت زيارة الوحدات الخاصة البحرية وشاهدا عدد من الأنشطة التدريبية للقتال البحرى واللياقة البدنية ، أعقبها زيارة لشركة ترسانة الإسكندرية وإستمعا خلالها لعرض تقديمى عن إمكانيات الشركة وخبراتها الرائدة فى إنتاج العديد من الوحدات البحرية ، كما شاهدا مراحل بناء الفرقاطة طراز “ميكو “، وإختتمت الجولة بتفقد حاملة المروحيات “جمال عبد الناصر” والفرقاطة ” بورسعيد ” ومبنى القوارب المطاطية بقيادة القوات البحرية .
وتمتاز الفرقاطة متعددة المهام الجديدة بالقدرة على الإبحار لمسافة (6800) ميل بحري، وتصل سرعتها القصوى إلى (28) عقدة، ويبلغ طولها الكلي (121.6) متر، وتصل إزاحتها إلى (3931) طنًّا، وتتمتع بالعديد من الخصائص التقنية ومنظومات التسليح الحديثة التي تمكنها من تنفيذ جميع المهام القتالية بالبحر وقت السلم والحرب، وكذا مكافحة التهديدات المختلفة البحرية (سطحية- جوية- تحت السطح)، ومكافحة عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية، وتأمين مصادر الثروات الطبيعية المختلفة للدولة بالبحر، مما يجعلها بمثابة إضافة تكنولوجية هائلة لإمكانات القوات البحرية ودعم قدرتها على حماية الأمن القومي المصري.
كما تمتاز الفرقاطة (العزيز) بالقدرة على تأمين خطوط الملاحة البحرية الحليفة مع تأمين السفن التجارية المارة بها، وتنفيذ عمليات الدعم الإنساني بالمناطق المنكوبة، وتم إعداد وتأهيل الأطقم التخصصية والفنية العاملة على الفرقاطة الجديدة في توقيت قياسي، وفقا لبرنامج متزامن تم تنفيذه على مرحلتَين بمصر وألمانيا.
من الجيش المصري، خاصة في ظل التطور الكبير الذي شهدته أفرعه خلال السنوات الماضية والتي كان أبرزها تنويع مصادر التسليح وإمداد أفرعه الرئيسية بأسلحة متطورة، ولا سيما القوات الجوية.
وهو ما كشفت عنه القناة العاشرة العبرية، فتحت عنوان “10 آلاف ساعة طيران.. إنجاز لسلاح الجو المجاور”، أعربت القناة عن المخاوف الإسرائيلية من تفوق سلاح الجو المصري عملياتياً وتدريباً، محذرة من تفوقه البالغ.
وأشار التقرير إلى أن القوات الجوية المصرية أصبحت تمتلك أول طائرة خارج فرنسا تصل إلى 10 آلاف ساعة طيران، وهي طائرة “رافال”، مشيرة إلى أن القاهرة ستتسلم قريبا 30 طائرة إضافية، مما يجعلها أكبر زبون خارج فرنسا.
وأوضح محرر الشؤون العسكرية بالقناة، شاي ليفي، أن القوات الجوية المصرية تمتلك تلك المقاتلة منذ عام 2015، حيث لديها سربا يضم ما مجموعه 24 مقاتلة من هذا النوع، وقريبا سيبدأون في استلام العشرات منها.
قدرات خاصة
والرافال هي طائرة مقاتلة ذات محركين ومتعددة الأغراض تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ومتعددة الأغراض من الجيل 4+.
ويبلغ قطر الطائرة المقاتلة الفرنسية المتقدمة حوالي 2000 كيلومتر والقدرة على حمل سلاح يزن 9.5 طن.
وتؤكد الشركة المصنعة أن رادار المسح الإلكتروني النشط (AESA) الذي يعمل جنبا إلى جنب مع العديد من المستشعرات هو أحد المزايا العظيمة لطائراتهم، حيث تمتلك رافال القدرة على اكتشاف العديد من الأهداف على مسافات طويلة وإشراك عدد كبير منها باستخدام حاسوب قوي يساعد الطيار في دمج كافة المعلومات وتشغيل فعال ودقيق للمهمة.
تنوع التسليح
وخلال السنوات الماضية، اشترت القوات الجوية المصرية مجموعة متنوعة من الطائرات المقاتلة من دول مختلفة، حيث تمتلك طائرات F-16 من الولايات المتحدة الأمريكية، والرافال الفرنسية، و”ميج-29″ الروسية، وقبل بضعة أشهر تم الإبلاغ عن قيامهم بشراء طائرة “تايفون” الأوروبية.
وأشارت القناة العبرية إلى أن هذا التنوع الجوي الضخم لدى مصر يسمح لها بالحفاظ على استقلالهم وعدم التعرض لضغوط الحكومات الأجنبية التي تزودهم بالسلاح.
اقرأ المزيد
بين المظاهرات والإدانات الدولية.. حكومة نتنياهو في عين العاصفة
آخر تعديل مارس 10, 2023
شارك
سبعون يوما هو عمر حكومة بنيامين نتنياهو الأكثر تطرفا بين الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة. ورغم أن تلك المدة في عمر الحكومات لا تعد مقياسا للحكم على أداء أي تشكيل وزاري. إلا أن حكومة نتنياهو وبإجماع داخلي وخارجي. تقوم بتأجيج الأوضاع على الأصعدة كافة. ولا تريد التوقف عن صب الزيت على النار.
ففي الشأن الإسرائيلي تواصل حكومة نتنياهو تحدي الجميع في مسعاها لإقرار تعديلات النظام القضائي المرفوضة داخليا وخارجيا. وهو الأمر الذي أدى إلى خروج احتجاجات غير مسبوقة للمطالبة بإقالة الحكومة وذلك لعشرة أسابيع متتالية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل امتد الغضب من حكومة نتنياهو ليصل إلى عدة مستويات داخل الجيش الإسرائيلي، لنطالع ولأول مرة تهديدات من ضباط الاحتياط والقوات الخاصة والقوات الجوية بالتوقف عن أداء الخدمة العسكرية حال تعديل قانون السلطة القضائية.
أما فيما يخص الشأن الفلسطيني، فقد تم وصف بداية عام 2023 بأنها الأكثر دموية منذ عام 2000، حيث لم يتم تسجيل هذا العدد من الشهداء خلال أول شهرين في الأعوام الثلاثة وعشرين الماضية والذي بلغ 80 شهيدا منهم 14 طفلا وسيدة، فضلا عن وقوع عشرات الاقتحامات للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين في حماية شرطة الاحتلال.
ومنذ توليها الحكم صادقت الحكومة الإسرائيلية على بناء 8 آلاف ومئتين وثمان وثمانين وحدة استيطانية جديدة ضاربة بكل التحذيرات الدولية عرض الحائط.
ومع هذه المعطيات، بات السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: “إلى متى ستصمد حكومة نتنياهو أمام هذه الضغوط؟”.
«لا وجود لمشروع يجمع أطياف المجتمع الإسرائيلي»
من القاهرة، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة طارق فهمي في برنامج «مدار الغد»: «حالة الحراك في إسرائيل مرتبطة بسلوك الحكومة التي جاءت لتشرعن إجراءاتها بقوانين سيئة السمعة في الكنيست، وما يجري الآن حسم للصراع وليس إدارة للصراع».
وأضاف: «الحراك متعلق بالتظاهرات الخاصة بالقضاء وهو مقدمة لما هو قادم مثل سن تشريعات متعلقة بالنقابات والعمال ومراكز الأبحاث العلمية، فالقضية قضية تخوف عام من امتداد التشريعات لقطاعات المجتمع المدني الإسرائيلي».
وفسر فهمي قائلا: «المجتمع مستنفر نتيجة عدم وجود مشروع يجمع الإسرائيليين، والموضوع بات فئويا، فهناك مصالح فئوية داخل الجيش الإسرائيلي والشركات الكبرى، أما بقاء الدولة فهو شيء آخر».
وواصل: «إسرائيل لا تزال قوية رغم أن لحظة التغيير قادمة. ويجب أن نتعامل معها بجدية. يجب ألا نقدم شيكا على بياض لإسرائيل ويجب أن تتوقف بعض مشروعات التعاون الإقليمي العربي معها. يجب أن تكون هناك وقفة عربية».
انقلب السحر على الساحر
من جانبه، قال عصام مخول مدير مركز إميل توما للدراسات الفلسطينية الإسرائيلية: «إسرائيل تعيش أزمة عميقة وتنفجر فيها أزمة بنيوية بنيت على مدار عقدين من الزمن على الأقل».
وأشار مخول إلى أن «الهجوم على الديمقراطية في إسرائيل مرده إلى اليمين الذي وصل للحكم معتقدا أن الديمقراطية هي العقبة أمام حسم الصراع مع الشعب الفلسطيني ومع الجماهير العربية داخل إسرائيل وكذلك مع القوى الديمقراطية داخل إسرائيل التي لا ترضى بعلاقات القوة التي يحاول اليمين أن يفرضها، وبالتالي فإن اليمين الفاشي بات يقول: نحن نتخلى عن البعد الديمقراطي لنحافظ على البعد اليهودي للدولة».
وحول قدرة نتنياهو على مناورة المظاهرات والضغوط المشتعلة داخل إسرائيل قال مخول: «نتنياهو كان يلقب بالساحر، والسحر الآن ينقلب على الساحر. ومساحة المناورة أمامه تضيق بعد تخلي النخب الأساسية عنه، هذه النخب الآن ترفض محاولة اختطاف إسرائيل لصالح قوى دينية متشنجة قوميا. بمعنى أن نتنياهو الذي رعى اليمين الفاشي ستتراجع قوته وسيكون أسيرا له أو سيصبح هذا اليمين بديلا عن نتنياهو».
إذا انقسم الجيش انتهت إسرائيل
ومن رام الله، قال الباحث في الشؤون الإسرائيلية أشرف العجرمي: «إسرائيل تواجه خطرا وجوديا. فالتمرد داخل الجيش الإسرائيلي، ويطال وحدتي سلاح الجو والسلاح السيبراني، وإذا انقسم الجيش انتهت إسرائيل».
وعاد العجرمي للتذكير بأن الحكومة الحالية فازت بفارق 12 ألف صوت عن المعارضة وهو رقم ضئيل. وأكد: «هناك أغلبية شعبية واسعة ضد الحكومة. أعتقد أن إسرائيل تواجه خطرا سيدفع أمريكا للتدخل لوقف ما يجري في إسرائيل».
فهل هناك إمكانية عند الفلسطينيين لاستغلال هذه الأوضاع المتأزمة في إسرائيل؟ إجابةً عن هذا السؤال قال العجرمي: «الواقع الفلسطيني ليس مهيأ لاستثمار ما يجري في إسرائيل لوضع القضية الفلسطينية كأحد بنود الصراع الداخلي في إسرائيل. الواقع الفلسطيني لن يمكننا من استغلال الوضع. فقط يمكننا إضافة بعض الزيت على النار، لكننا لسنا فاعلا أساسيا في ما يجري في إسرائيل وهذه فرصة تضيع من الشعب الفلسطيني».