التباهي في عصر الخسر

لنعرف التباهي اولا و هو صفة من صفات عدم الثقة بالنفس و مقاومة الضعف امام الناس و محاولة دفع اخطار العالم الخارجي فتنقلب الموازين بصورة عكسية الي التعالي و التباهي و التفاخر كنوع من انواع الحماية الزائفة التي تجسد ضعف و هشاشة الشخص المصاب بها

و قد تلعب التنشئة الاجتماعية السليمة و البيئة المحيطة و المدرسة ووسائل الاعلام دورا كبيرا في الاصابة بمرض التباهي الزائف فهناك فرق واضح بين التباهي و التكبر لمجرد شعور الشخص الناقص بانه كان في شيء و اصبح شيء اخر و هناك فرق بين ان يكون ذلك الشخص انجز في عمل ما بالفعل سواء علمي او فني و يتفاخر بعملة في حدود التباهي بانجازه منافسة شريفه لا يقصد بها التعالي

و مثل التفوق في الدراسة و ميادين العمل و الانجازات و الابتكارات التي يفتخر بها صاحبها الذي شقي عليها ليصبح هكذا و تعود بالنفع علي المجتمع و الوطن فالاعمال العظيمة فقط التي تستحق ان نفخر بها

و من الامثلة المقززة الكثيرة التي انتشرت في الاونة الاخيرة في عدة مجالات و خاصة مجال الفن و الاعلام و السينما في اشياء لا قيمة لها و يقوم اصحابها بعمل قيمة زائفة لها مثل موقف ما او التباهي بسيارة او مكان ما او مال مما يثير من غضب بعض المشاهدين لتلك المناظر المقززة و لما ما ليس له قيمة لاظهارة او التفاخر بان شخص ما يمتلك ذلك دونا عن باقي البشر فتلك الافعال التي توحي بالنقص و التربية الناقصة لذلك الشخص فليعلم ان هناك اناس لا يملكون ربع ما يملك هؤلاء المتفاخرين مما قد ينم علي اظهار الحقد و الضغينة و سب و قذف تلك الشخصية الغير سوية التي عملت علي الانقاص من احترامها لنفسها اولا ثم عدم احترام الناس لها

قال تعالي ( و العصر ان الانسان لفي خسر ) فقد اقسم الله عز و جل بالزمن و هو ماض لا يقف علي ان الانسان الذي يهمل ايمانه و مرضاة ربه فهو خاسر مهما كان رابحا من مظاهر الحياة لأنه قد خسر الجنة وخسر الكمال المقدر له فيهما، وخسر مرضاة الله وطاعته

و هنا في ذلك العصر الغريب و السريع و تكالب الناس علي المال بأي طريقة حتي لو كانت غير مشروعة و الخسر ان الانسان خاسر خسرانا مبينا لسوء تصرفاته و كثرة اثامة (الا الذين امنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر ) فأمر الله واضح في تلك الامور و الاعمال الصالحة و الثبات علي الايمان و اجتناب النواهي و فعل الخير .