مقالات

وجع القلوب

 

بقلم الإعلامية هنا عبد الفتاح

اشد ما يؤلم الإنسان في هذه الحياة أن يجد نفسه بلا سند ولا صاحب ولا حبيب ولا محب؛ خاصة أن كان أعطي وافاض بعطائه لمن حوله؛هل تسمعون أنين القلوب إذا بكت. لماذا تستغربون الكلمة؟نعم للقلوب صوتاً وأنين يسمعها فقط الحنان المنان.. كم حسبتم من ألم حتى نستطيع أن نسمع صوتها..ربما ألم وأحد يدخلها’ يجعلها تعتصر وتتالم وتبكي’ ألما كفراق أهل غزة لاحبتهم..فراق الاحبه ليس بالموت فقط.

ففراقهم الأشد ألما ‘وهم “أحياء” “فراق القلوب “أشد ألما’ ولا يهم إن كان الفراق بالمكان ‘فقد يجمع المحبين مكان واحد لكن لا يلتقيان.. فكم من أنيس ناجي حبيبا ولم يرد النداء وكم قال كلاما له لم يسمعه.. وكم هاما به شوقا ولم يره.. هؤلاء هم البشر وتلك هي قلوبهم ..كما قال الحبيب والمحب في كتابه قلوبهم كالحجارة بل أشد قسوة .. “ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وأن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وأن منها لما يتشقق فيخرج منه الماء وأن منها لما يهبط من خشيه الله وما الله بغافل عما تعملون.. صدق الحبيب والمحب.. هو الذي أن تركنا الجميع وجدناه وأن خذلنا الأهل والأحبة كان لنا سندا..

أما المحبين من البشر تقسي قلوبهم على احبتهم حتي يقتلونهم وهم أحياء فلا تجد السند ؛ وأنت قد تتعشم في أن يكون لك طوق نجاة.. هل جربتم الخذلان من قبل.. أشده وجعا من جعلته فوق نفسك ووهبته ما تبقى من عمرك فوجدته لا يبالي له لربما لم يكن ماتبقي من العمر يكفيه.. ولربما وجد كفايته في المال والجاه والسلطة والمنصب.. لربما رفضه لحبك الصادق جعل قلبك يأن كأنين اطفال غزة على فقد أمهاتهم.. ألم التعلق ياسادة أشد من فقد الأم لولدها..

وجع القلوب لا يختصر على ي فراق الاحبه..ففراق الروح للنفس وهي على قيد الحياة أكثر وجعا من الم الموت.. نفقد روحنا حينما نفقد الأمل في الحياة..حينما نشعر بثقلها. حين تخذلنا الدنيا وتحملنا فوق طاقتنا..حين نجد أن الاذي يأتي من المقربين..ونجد الاحبه خائنين..ونجد الأعداء أقل خوفاً والما من المحبين.. حينما تلام على قول الحق.. وتهان لأكل العيش..وجع القلوب يا سادة.. على الغربة في الوطن..وفقر القلوب من الرحمة والإنسانية.. حين يموت الضمير..ويعم الظلم.. ما أشد مرارة الوجع في وطن هان عليه ابنائه فأصبحوا فيه بلا حياة.. حينما يسود الظلم..ويكون الباطل عدل والواسطة طلب.. فاعلم أن القلوب قست.. فهل من عودة ولقاء للاحبة. فعودة الأمان والحب والحنان والضمير والرحمة والأمل.تمحوا وجع القلوب. فهل من يسكت انينها ويطيب جرحها..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق