مقالات

آل عمران والمسيح.(1) بقلم الباحث /محمد سعيد أبوالنصر

لا يسعنا أن نتكلم عن سيدنا المسيح إلَّا ونتكلم عن أمه مريم وعن عائلتها آل عمران لنعرف كيف كانت البداية وكيف ستكون النهاية وأفضل وأصدق مصدر نأخذ منه المعلومات عن سيدنا عيسى وأهله “آل عمران” هو القرآن الكريم فتعالوا لنذهب إلى الشاطئ القرآني لنشرب من حديثه العذب وهو يتحدث عن آل عمران أجداد النبي الكريم عيسى بن مريم عليه السلام قال تعالى متحدثا عن آل عمران {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) } [آل عمران: 33 – 34]
اصطفاء آدم ونوح وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ
من تصريف الله في ملكه أنه يُؤتى الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعزّ من يشاء، ويذل من يشاء! وقد اقتضت حكمته- سبحانه- أنه يصطفى من يشاء من عباده لتلقى هباته وعطاياه.. وقد اصطفى سبحانه “واخْتَارَ هَذِهِ الْبُيُوتَ عَلَى سَائِرِ أَهْلِ الْأَرْضِ، قال ابن عباس: قالت اليهود: نحن أبناء إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، ونحن على دينهم، فنزلت هذه الآية.
وكلمة {اصطفى}: أي اختار وأصله من الصفوة والاصطفاء الاختيار قال الزجاج: ومعنى اصطفاهم في اللغة: اختارهم، فجعلهم صفوة خلقه، وهذا تمثيل بما يُرى، لأنَّ العرب تمثل المعلوم بالشيء المرئي، فاذا سمع السامع ذلك المعلوم كان عنده بمنزلة ما يشاهد عياناً، فنحن نُعاين الشيء الصافي النقي من الكدر، فكذلك صفوة الله من خلقه. وفيه ثلاث لغات: صَفوة، وصِفوة، وصُفوة . وإن من عباده الذين اصطفاهم لأفضاله ومنحه.. آدم، ونوحا. وآل إبراهيم، وآل عمران.. فآدم عَلَيْهِ السَّلَامُ ، هو أبو البشر.. اصطفاه الله “وخَلَقَهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، وَأَسْجَدَ لَهُ مَلَائِكَتَهُ، وَعَلَّمَهُ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَسْكَنَهُ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَهْبَطَهُ مِنْهَا، لِمَا لَهُ فِي ذَلِكَ مِنَ الْحِكْمَةِ. ثم جعله خليفته في الأرض .
لماذا سمي بآدم ؟
ذكر المفسرون سببان لتسميته بآدم .قال ابن الجوزي : وفي تسميته بآدم قولان: أحدهما: لأنه خلق من أديم الأرض، قاله ابن عباس وابن جبير والزجاج. والثاني: أنه من الأدمة في اللون، قاله الضحاك والنضر بن شميل وقطرب.
اصطفاء نوح
اصْطَفَى الله نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ فهو الأب الثاني للبشرية بعد أن أهلك الله البشر بالطوفان ، و آدم الأصغر وليس أحد على وجه البسيطة إلا من نسله لقوله- سبحانه-{ وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ }ولقد َجَعَلَهُ الله أَوَّلَ رَسُولٍ بَعَثَهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، لَمَّا عَبَدَ النَّاسُ الْأَوْثَانَ، وَأَشْرَكُوا فِي دِينِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانَا، وَانْتَقَمَ لَهُ لَمَّا طَالَتْ مُدَّتُهُ بَيْنَ ظَهْرَاني قَوْمِهِ، يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ لَيْلًا وَنَهَارًا، سِرًّا وَجِهَارًا، فَلَمْ يَزِدْهُمْ ذَلِكَ إِلَّا فِرَارًا، فَدَعَا عَلَيْهِمْ، فَأَغْرَقَهُمُ اللَّهُ عَنْ آخِرِهِمْ، وَلَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَهُ عَلَى دِينِهِ الَّذِي بَعَثَهُ اللَّهُ بِهِ.
لماذا سمي نوح بهذا الاسم
نوح، اسم أعجمي مُعربّ، قال أبو سليمان الدمشقي: اسم نوح: السكن، وإنما سمي نوحاً، لكثرة نوحه.
وفي سبب نوحه خمسة أقوال:
أحدها: أنه كان ينوح على نفسه، قاله يزيد الرقاشي.
والثاني: أنه كان ينوح لمعاصي أهله، وقومه.
والثالث: لمراجعته ربه في ولده.
والرابع: لدعائه على قومه بالهلاك.
والخامس: أنه مر بكلب مجذوم، فقال: اخسأ يا قبيح، فأوحى الله إليه: أعِبتني يا نوح أم عبت الكلب؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق