مقالات

الرد على من أباح للمسلمة التزوج من غير المسلم (4)

بقلم / محمد سعيد أبوالنصر

ما زلت أتابع الرد من القرآن الكريم والسنة المطهرة والإجماع والعقل والمحاورة والجدال العقلي على مَنْ أباح زواج المسلمة من غير المسلم ، وقد ذكرت في المقال الأول الأدلة من القرآن ، وفي المقال الثاني الأدلة من السنة المطهرة ردًا على الذين يبدلون دين الله ويحرفونه ويريدون أن يجعلوا من المرأة ألعوبة في أيدي غير المسلمين.. وفي المقال الثالث عرضت إجماع الأمة من العلماء المعتبرين الذين قالوا بحرمة زواج المسلمة من غير المسلم ثم ذكرت الحكمة الأولى من حكم منع الإسلام تزويج المسلمة غير المسلم .
واليوم أتابع ذكر الحكم التي بسببها مُنع زواج المسلمة من غير المسلم .
2- ضياع السكينة النفسية والآداب الاجتماعية
العلاقة الزوجية من شأنها أن تربط بين الزوجين بروابط روحية ونفسية وعقلية، والروابط بين المؤمنة والمشرك غالبا ما تؤدي إلى إفساد الطبيعتين معا،” فلا تكون المؤمنة مؤمنة، كما لا يكون المشرك مشركا إذ أن كلّا من الزوجين ينضح على الآخر من روحه ونفسه وتفكيره، فيقيمه على منزلة بين المنزلتين: بين الإيمان والشرك.. وفى هذا ما يدخل الضيم على المؤمنة في دينها، وربما خرج منها جملة، فباءت بالخسران المبين. أما المشرك فلا خسران عليه، إذ هو- عند الله- من الخاسرين، من قبل ومن بعد. فلا تتزوجوا المشركين ما داموا على شركهم {وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221) } [ سورة البقرة: 221،]]
إن الزواج ليس عشق ذكر لمفاتن أنثى، إنه إقامة بيت على السكينة النفسية والآداب الاجتماعية، في إطار محكم من الإيمان بالله، والعيش وفق هداياته، والعمل على إعلاء كلمته، وإبلاغ رسالاته .
3- عدم إمكان التلاقي بين الإسلام والوثنية، فعقيدة التوحيد الخالص، تناقض عقيدة الشرك المحض، ثم إن الوثنية ليس لها كتاب سماوي معتبر، ولا نبي معترف به، فهي والإسلام على طرفي نقيض . ولهذا علل القرآن النهي عن نكاح المشركات وإنكاح المشركين بقوله: {أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221) } [البقرة: 221] ولا تلاقي بين من يدعو إلى النار ومن يدعو إلى الجنة.
أيها المنكح الثريا سهيلاً عمرك الله كيف يلتقيان ؟ !
هي شامية إذا ما استقلت وسهيل إذا استقل يمان
إن “النكاح- وهو الزواج- أعمق وأقوى وأدوم رابطة تصل بين اثنين من بني الإنسان وتشمل أوسع الاستجابات التي يتبادلها فردان. فلا بد إذن من توحد القلوب، والتقائها في عقدة لا تحل. ولكي تتوحد القلوب يجب أن يتوحد ما تنعقد عليه، وما تتجه إليه. والعقيدة الدينية هي أعمق وأشمل ما يعمر النفوس، ويؤثر فيها، ويكيف مشاعرها، ويحدد تأثراتها واستجاباتها، ويعين طريقها في الحياة كلها. وإن كان الكثيرون يخدعهم أحيانا كمون العقيدة أو ركودها. فيتوهمون أنها شعور عارض يمكن الاستغناء عنه ببعض الفلسفات الفكرية، أو بعض المذاهب الاجتماعية. وهذا وهم وقلة خبرة بحقيقة النفس الإنسانية، ومقوماتها الحقيقية. وتجاهل لواقع هذه النفس وطبيعتها.”
4- الإسلام يعلو ولا يعلى عليه.
الإسلام يعلو ولا يعلى عليه، والزواج ولاية وقوامة، فيمكن أن يكون المسلم ولياً وقواماً على زوجته الكتابية، في حين لا يمكن أن يكون غير المسلم ولياً أو قواماً على المسلمة، فالله تعالى يقول: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} [النساء: من الآية141]
5- تعارض طاعة الله مع طاعة الزواج
الزوجة عليها طاعة زوجها، فلو تزوجت المسلمة غير المسلم لتعارضت طاعتها له مع طاعتها لله تعالى ولرسوله- صلى الله عليه وسلم، و المسلمة بحكم كونها زوجة يجب عليها الطاعة للكافر والخضوع له، بل هي عانية (أسيرة) عنده كما في الحديث الصحيح، وهو سيد عليها؛ كما نطق به القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ{(25)} [يوسف: 25]. ولا يجوز بحال أن يُمكَّن الكافر من السيادة على المسلمين.
6-تغير الدين .
طبيعة المرأة أنها تميل إلى العاطفة أكثر من الرجل ولا يُؤمَن عليها أن تتأثر بزوجها إذا دعاها لدينه، والنساء شقائق الرجال. وكما قيل: “المرأة على دين زوجها”. “وقد يغلب الشر الخير وخاصة إذ كان الشر داع يعمل وأهواء النفوس معه، ومخالطة ذلك الكافر تبعث على حب الدنيا واقتنائها وإيثارها على الدار الآخرة، وعاقبة ذلك وخيمة وهي جهنم وبئس المهاد. وهذا “فيه مخاطرة بنفس مؤمنة في مقابل نفس مشركة، وشتان ما بين نفس ونفس!
7- الخوف على دين الأولاد
إذا تزوجت المسلمة من رجل غير مسلم وأنجبت منه أولادا فإنه يخشى على دينهم من أبيهم فقد يتابع الأولاد أباهم على الكفر، ولا تستطيع الأم أن تفعل شيئا لأولادها مع سيطرة الرجل وسيادته على الأسرة .
هذا المنع تعبدي ننفذه كما أمر الله ولعل هناك حكماً أخرى كامنة في منع زواج المسلمة من غير المسلم، يعلمها الله تعالى، العليم بما يصلح العباد {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}؟ وما على المؤمن بالله تعالى وبحكمته وعلمه؛ إلا أن يقول: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: من الآية285]. ….. وللحديث بقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق