اللواء عصام عبدالرازق.. بطل من أبطال حرب أكتوبر المجيدة.. من الأبطال الذين صنعوا يوم الكرامة.. صنعوا النصر.. من بينهم اللواء عصام عبدالرازق الذى كان يعمل فى سلاح المشاه الميكانيكى تحت قيادة البطل الفريق سعد الشاذلى، كان لديه إيمان شديد بأن الله سوف ينصر الجيش المصرى فى تلك اللحظة الحاسمة ويؤكد أنه ربما كان الجيش الاسرائيلى متفوقا علينا فى بعض الأسلحة، إلا أن الرهان الأكبر كان على الجندى المصرى المقاتل والذى أثبت كفاءة قتالية غير عادية فى ظل وجود قادة الجيش المخلصين.
يبدأ ذكرياته ويقول: إن نصر اكتوبر جاء نتيجة لمجهود جنود وضباط القوات المسلحة بما يسمى حرب الاستنزاف وكانت هذه هى البداية الحقيقية لنصر اكتوبر حيث بذل الجميع أقصى ما يمكن فى هذه الحرب.
< ما طبيعة المهام التى كنت مكلفا بها؟
– كنت مسئولا عن تأمين مكان مهم هو مطار» كبريت» على الضفة الغربية وكان العدو يوجد فى «التبة المسحورة» وهى واحدة من التركيبات الهندسية المعقدة لموقع متقدم علي قناة السويس في مواجهة منطقة كبريت.. تتكون من عدة طوابق.. و فتحات للرشاشات و المدافع تفتح و تغلق أتوماتيكيا.. الأبواب من الصلب المقاوم لطلقات المدفعية.. به مداخل و مخارج كثيرة و فوقه كمية من الردم تحميه من قذائف المدفعية المضادة و الطائرات وأمامه حقل ألغام كثيف.. وقد لاحظت فى أحد الأيام تواجد أكثر من 10 قيادات اسرائيلية فى برج المراقبة الموجود فى «التبة فاستأذنت القائد فى القيام بضرب نقطة المراقبة هذه وبالفعل قمنا بضربها بقذائف الهاون مما نتج عنه تدميرها بالكامل فقام العدو بالقصف العشوائى على الموقع الذى أتواجد فيه لعدة ساعات متواصلة والحمد لله لم يصب سوى جندى واحد كان خارج الحفرة فى ذلك الوقت.
< كيف كانت حرب الاستنزاف مقدمة لحرب اكتوبر 1973؟
– أثناء حرب الاستنزاف تم اكتشاف أسطورة الجيش الاسرائيلى الذى لا يقهر وقد تمت فى هذه الحرب تدمير أهداف محددة ودوريات قتالية استطاعت خطف أفراد من الجنود الاسرائيليين وبناء على هذه الحرب الاستنزافية تم وضع عناصر الهجوم فى حرب اكتوبر وقد أدركنا أنهم يسبقوننا فى الضربة الجوية فقمنا بعمل بديل لها وهى «الحظائر الجوية» للطائرات حتى لا يتم ضربها على الممرات وكذا قمنا في سرية ببناء حوائط للصواريخ تم بناؤها فى هذه الفترة.
< سألناه لقد اعتمدتم فى تلك الحرب على عنصر المفاجأة والخداع.. فكيف قمتم بذلك؟
– قمنا بوضع «خطة خداعية» كبرى على أعلى مستوى وبمعرفة قادة محنكين وبأسلوب ماكر مع الحرص على عمل مواقع هيكلية والايحاء بأن الجنود «طالعين» إجازة ثم كان اختيار يوم السادس من أكتوبر، الذى يمثل عيدا عند العدو الاسرائيلى وغير مستعدين فيه للقتال ثم كانت عبقرية الجيش المصرى فى استخدام مضخات المياه العملاقة فى تدمير خط بارليف والتى تم استيرادها من الخارج بدعوى استخدامها فى مكافحة الحرائق، مشيرًا إلى أن مضخات تدمير خط بارليف اعتمدت على محركات ديزل عملاقة للوصول لمعدلات ضغط عالية، وان سلاح المهندسين العسكريين دربوا جنود القوات المسلحة على استخدامها.
< كيف يمكن أن تصف لنا الحالة المعنوية للجنود المصريين فى تلك الفترة؟
– لقد أخرجت حرب أكتوبر المرارة التى كانت بداخل نفوس الجنود المصريين حيث كانت فترة عصيبة وألما نفسيا لم يمح إلا بنداء الله أكبر يوم حرب أكتوبر، لقد كنا نخرج من بيوتنا ونذهب الى الجبهة ولا ندرى اذا كنا سنعود أم لا.. ويضيف اللواء عبد الرازق لا يمكن أن أنسى دور زوجتى فى تحملها أعباء الحياة فى ظل وجودى فى جبهة القتال.
