تعليم

نظام الثانوية العامه المزمع كارثي

 

كتب : الدكتور محمد عبدالعزيز

يبدوا أن القائمين على وضع خطط التعليم في مصرنا المحروسة لايستفيدوا من التجارب . وكل يوم تخرج علينا قرارات جديدة لإقناع الرأى العام بالحداثة والتطوير .إن النظام المطروح للثانوية العامة والغامض ليس بالجديد بل تم الخوض فيه من قبل القيادات السابقة على مدى السنوات الماضية ، وتم تأجيل جرأة اتخاذ القرار لأسرار توجد داخل أروقة صنع القرار داخل الديوان المعهود . ثم تفاجيء الجميع بخروج الشعارات الرنانة بأننا في تحديث لنظام التعليم ونحن اليكم قادمون بنظام جديد للثانوية العامة سوف يمنع تسريب الأمتحانات والدروس الخصوصية . من أقنع هؤلاء بهذا ؟ . واني لآتعجب لما الإصرار على تعديل مبنى آيل للسقوط من السطوح وترك أساسه وأطرافه ومشاكله المترامية والمتعددة والمتشابكة . ألم تجد أروقة صنع القرارالتعليمي سبيل للتطوير سوى المزج بين البوابة المعهودة وهي الثانوية العامة وبين سياسة أغلق الشباك أم أفتحة أم هو الإفلاس الفكري وافتقاد أدوات الدراسة الحقيقية ، والضحية جيل من بعد جيل. وإيهام المجتمع المصرى بمشروعات لاتبنى على بيئة تعليمية حقيقية قد تبدوا ظاهريا متطورة ولكنها وهمية تصب في مصلحة فئات بعينها سواء علم ذلك متخذ القرارالتعليمي أم لم يعلم فنحن هنا لسنا في محل اتهام لأحد بل هو مناقشة الفكر بعيداً عن شخوص صاحبها وعلى الجميع رفع الواقع واستنباط النتائج والتوقعات . أقولها بكل صدق إن ماحدث ليس هو ما تتنمناه الإرادة السياسية الجادة في تطوير التعليم . وليعلم هؤلاء أن من البديهيات اتخاذ القرارات المصيرية افتقاد شرط الدواء الناجح في جسد لينجح في جسد أخر لتغيير العوامل المؤثرة التي تتطلب دراستها بعناية بدلا من الأحلام الوهمية كما هو واضح في القرارات المتخبطة . نصيحة لمن اتخذ القرار وعليه اصرار، راجع بياناتك وارفع واقعك وستتراجع وإلا فسوف تحدث الكارثة وتعود ادراجك وسيكون للرأى العام والواقع رأي أخر وسيلغي النظام بعد تطبيقه بفترة وجيزة بعد أن يكون ذبح من الأسر ما ذبح وستتحمل عندئذ المسئولية أمام التاريخ .، ونظل ندور في فلك الأفكار غير المدروسة حتى لو كان المعلن غير ذلك ولكم في تجارب الوزارة المبجلة ماضي مؤلم . إن ماحدث من مشروعات تطوير وهمية ومايحدث ليس هو ماتتنمناه القيادة السياسية بل هو اهدار للوقت والمعنويات ، ناهيك عن الأموال في مجتمع يأن من الفقر الأقتصادي . .أيها السادة إن مايصلح للعامة لايصلح للخاصة ومايصلح لمجتمعات غربية وأخرى شرقية لم تنقل ولم تقلد لايصلح مع قرارات نظام تعليمي متخبط قائم على التقليد غير المدروس . سياسة ترقيع الثوب لن تفيد ولن تدوم . المطلوب هو منظومة متكاملة وتكون معلنة وتناقش أمام الرأي العام ليدلي كل ذو خبرة برأيه العلمي المدروس وليس بالهوى ، لنقل مصر من ذيل القائمة إلى مقدمتها كمافعلت أمم أمثالنا من قبل بالتيقن وليس بالتقليد . ياصناع القرار الوضع كارثي ولن يتحمل أكثر من ذلك . وعليكم أن تستفيدوا من حماس الإرادة السياسية قبل فوات الآوان ، وأن تعلموا أن مصر ذات طبيعة خاصة

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق