كتب/ وليد وصفي
لعل من أسوأ المذابح وأشدها ألما تلك التي تكون ضد فئه معينه او طوائف او اعراض او اقليات ويكون كل ذنبهم انهم يعيشون في وسط غالبيه يرون أنفسهم بشراً والمختلف عنهم أقل من البشر فيصبحون فريسة سهله وضحيه للدكتاتورية والنظره الدونيه والأصعب من ذلك أن يروا أنفسهم يواجهون مصيرا مؤلما وليس لهم قوه او حتى نصير
يعتبر القرن العشرين من أكثر العصور دمويه حيث شهد الكثير من المجازر والحروب العالميه ولكني أذكر لكم اكثر المذابح عنفاً وأشدها قسوة والتي حدثت ضد أعراق وطوائف مختلفة وابرزها مذبحة الأرمن التي قامت بها الدولة العثمانية ضد المسيحيين الأرمن و محرقه الهولوكوست التي فعلتها ألمانيا النازية ضد اليهود وبعض الأقليات الأخرى
1 مذابح الارمن (المجازر الحميدية): هي عباره عن قتل متعمد ومنهجي للسكان الأرمن من قبل الدوله العثمانيه خلال وبعد الحرب العالميه الأولى حيث قامت الدوله العثمانيه بمهاجمة وقتل مجموعات عرقيه مسيحيه أخرى منها السريان والكلدان والآشوريين واليونانيين وتعتبر مذبحة الأرمن ثاني أكبر قضية من المذابح الجماعيه بعد الهولوكوست، وكلمة “إباده جماعيه” قد صيغت لوصف هذه الأحداث
خلال فتره الحرب العالميه الاولى قام الأتراك بالتعاون مع بعض العشائر الكرديه بإبادة مئات القرى الأرمنيه شرقي البلاد لاعتقادهم ان هؤلاء قد يتعاونون مع الروس والثوار الأرمن، كما أجبروا القرويين على العمل كحمالين في الجيش العثماني ومن ثم قاموا بإعدامهم بعد إنهاكهم، غير ان قرار الابادة الشامله لم يتخذ حتى ربيع 1915 في 24 نيسان 1915 قام العثمانيون بجمع المئات من أهم الشخصيات الأرمنية في اسطنبول و تم اعدامهم في ساحات المدينه
بعدها أمرت جميع العوائل الارمنيه في الاناضول بترك ممتلكاتها والانضمام الى القوافل التي تكونت من مئات الالاف من النساء والاطفال في طرق جبلية وعره و صحراويه قاحله، وقد تم حرمانهم من المأكل والملبس فمات خلال حملات التهجير هذه حوالي 75{f0c59fa2ef2219d7cf4fb464f100243d0ea8d2655a95dbbea5919ba320398b18} من تلك المجموعات
ويروي احد المرسلين الأمريكيين الى مدينه الرها: “خلال ستة أسابيع شاهدنا أبشع الفظائع تقترف بحق الآلاف الذين جاءوا من المدن الشمالية ليعبروا الى مدينتنا، وجميعهم يروون نفس الرواية: قُتل جميع رجالهم في اليوم الأول من المسيره، بعدها تم الإعتداء على النساء والفتيات بالضرب والسرقه وخطف بعضهن
حراسهم كانوا من اسوأ العناصر كما سمحوا لأي من كان من القرى التي عبروها باختطاف النسوه والاعتداء عليهن لم تكن هذه مجرد روايات بل شهدنا بام اعيننا”
يتفق معظم المؤرخين على ان عدد القتلى من الأرمن تجاوز المليون غير ان الحكومه التركيه و بعض المؤرخين الأتراك يشيرون إلى مقتل 300000 أرمني فقط بينما تشير مصادر أرمنية إلى سقوط أكثر من مليون ونصف أرمني بالإضافه لمئات الالاف من الآشوريين، السريان، الكلدان واليونانيين البنطيين
إعتمد 20 بلدا و 42 ولايه امريكيه قرارات الإعتراف بالإباده الأرمنيه كحدث تاريخي ووصف الأحداث بالإباده الجماعيه
في 4 مارس 2010 صوتت لجنة الكونجرس الأمريكي بأن الحادث كان في الواقع أباده جماعية وفي غضون دقائق أصدرت الحكومه التركيه بياناً تنتقد هذا القرار الذي يتهم الأمة التركية بجريمه لم ترتكبها
إعترفت أيضاً بعض المنظمات الدولية رسمياً بالإبادة الارمنية وتشمل تلك المنظمات: الأمم المتحده، البرلمان الاوروبي، مجلس اوروبا، مجلس الكنائس العالمي، منظمه حقوق الانسان، جمعية حقوق الانسان التركيه، ميركوسور، جمعية الشبان المسيحيين واتحاد اليهود الإصلاحيين
ومن الدول العربية التي اعترفت بالإبادة لبنان وسوريا
إعترفت الدوله العثمانيه سنه 1919 بالإباده الجماعيه للأرمن وحكم على الجناه بالموت ومع ذلك في عام 1921 خلال انبعاث الحركه الوطنيه التركيه اعطي العفو عن اللذين تثبت إدانتهم، بعد ذلك فإن الحكومه التركيه المتعاقبة بقيادة مصطفى كمال أتاتورك إعتمدت سياسة الإنكار
ومع اعتماد سياسة الإنكار إعتمدت المصادر والرواية التركية إنكار وجود مذابح بحق الأرمن وأن سبب وفاتهم كانت ظروف الحرب والتهجير
في سنه 2005 تم تمرير الفقره 301 في القانون التركي يجرم فيه اإاعتراف بالمذابح في تركيا
يقوم الأرمن في 24 ابريل / نيسان من كل عام بإحياء ذكرى المذبحة
2 مجزرة الهولوكوست (المحرقة)
هي إباده جماعية قُتل فيها ما يقرب من 6 ملايين يهودي على يد النظام النازي لأدولف هتلر والمتعاونين معه، جرت عمليات القتل في جميع أنحاء المانيا النازيه والمناطق المحتله من قبل المانيا في اوروبا
تم استهداف اليهود وجرى قتلهم بطريقة منهجيهة خلال الفتره الممتده من عام 1941 حتى 1945 في إباده جماعية. واحده من الأكبر في التاريخ و جزء من مجموع اأوسع نطاقا لأعمال الإضطهاد والقتل لجماعات عرقية وسياسية تمت على يد النازيين
يذكر المؤرخ البريطاني المعاصر ريتشارد أوفري في كتابه حرب روسيا ان النازيون استعملوا اليهود كحيوانات اختبار لتطوير الفعاليات والقدرات التي يمكن بواسطتها قتل اكبر عدد ممكن من اليهود فيورد على سبيل المثال حادثة صف المعتقلين وراء بعضهم البعض وإطلاق طلقة واحده لقتل أكثر من شخص ولكن هذه التجرب لم تنجح ويوجد ايضا تجربه القاء قنبله على حشد من المعتقلين التي لم تكن ناجحا ايضا لان اعداد القرحه كان اكبر من القتل ويوجد ايضا تجربه استعمال دخان السيارات في غرف مغلقة
بدءا من عام 1933 بدأ النازيون بتشكيل العديد من معسكرات الاعتقال التي كانت تحتوي على عدد كبير من البشر في رقعة صغيره من الارض وفي نهاية عام 1939 كانت هناك 6 معتقلات في المانيا
بعد بداية الحرب العالمية الثانية وبالتحديد عام 1941 تم إنشاء أنواع آخرى من المعسكرات سميت بمعسكرات الإباده أو الموت وكانت متخصصه في القضاء على المعتقلين بواسطة الغاز السام أو القتل الجماعي بوسائل أخرى وحرق الجثث بعد ذلك
بدأ النازيين بقتل المعتقلين عن طريق عدة وسائل مختلفة فبدأوا بالحقن القاتلة والتجويع وتطور الأمر إلى إطلاق النار الجماعي، ثم غرف الغاز للقتل بغاز أول أكسيد الكربون وقد كانت تلك الغرف هي التي أوحت للنازيين بفكرو الإبادة الجماعية لأعداد كبيره من اليهود فيما بعد
قد نختلف في الجنس، العرق، اللون، الدين والطائفة لكننا نظل جميعنا أبناءا لآدم ونوح ومن هو الإنسان حتى يضع نفسه مكان الله ويحدد من يستحق الحياة ومن لايستحق؟
جميعنا مررنا بتلك التجربه حين نكون مختلفين في شيء ما مع الآخرين حينها تكون نظراتهم لنا نظرات دونيه فإن كانت النظرات تؤلمنا والكلمات جرحنا فكم بالحري من واجهوا الاضطهاد والإبادة بسبب إختلافاتهم!!
