داليا جمال تكتب
إلهى يعمييت
رغم إشارة الساعة الي أنها تعدت منتصف الليل بقليل، إلا أن رئيس المخابرات الأمريكية قد أصر علي ضرورة إيقاظ الرئيس باراك اوباما لأمر خطير!
إنتفض أوباما مذعورا وقد تلاعبت الأفكار برأسه في كل الإتجاهات !! ربما أيران تهدد بصنع قنبلة هيدروجينية؟ أو قد تكون القوات الروسية قد إجتاحت الخليج العربي!
ولم يقطع توارد أفكاره سوي صوت رئيس المخابرات يقول بصوت شديد الانفعال: عفوا سيدي الرئيس ولكن الأمر خطير ،فقد رصدت أجهزة تجسسنا ظهور أضواء ساطعة غامضة من وسط أفريقيا وتحديدا في سماء العاصمة الاثيوبية أديس أبابا !
وقد عجزت أجهزة وكالة ناسا عن التوصل لسبب هذه الأضواء المفاجئة والتي قد تكون انعكاسا لأطباق طائرة من المريخ، أو ربما انفجارا نوويا عنيفا!
لم يكذب أوباما خبرا فأصدر أوامره بسرعة توجه فريق من المحققين من كل التخصصات الي مصدر الأضواء !
وخلال ساعات قليلة أرسل فريق التحقيق تقريره للبيت الأبيض، يفيد بأن الأضواء كانت مجرد (كهارب أفراح) واحتفالات عمت كل شوارع العاصمة الأثيوبية ،عقب تصريح وزير الري المصري (حسام المغازي) بأن مصر قد اكتشفت داخل أراضيها بئر مياه جوفية يكفي احتياجات المصريين لمدة مائة عام قادمة!
وهو ما اعتبرته الحكومة الأثيوبية أكبر هدية تلقتها من مسئول مصري ، يبرأ ذمتها في نزاعها مع مصر حول حصتها من مياه النيل، بعد إنشاء سد النهضة!! والذي حسمه تصريح وزير الري المصري لصالح الجانب الأثيوبي بالضربة القاضية !! حيث تحولت قضية مصر الي لا قضية !
وقد عبرت القيادة الأثيوبية عن سعادتها الغامرة فأمرت بإقامة الأفراح والليالي الملاح ، ومنحت الوزير المصري لقب( صديق أثيوبيا المخلص) الذي فتح الله عليه باكتشاف بئر مياه، يفوق في إعجازه وصول الإنسان للقمر، واكتشاف ال(دي .إن.إيه) !! ووصف الأثيوبيين تصريحات” المغازي” عن هذا الإكتشاف،بأنها تفوق الإعجاز نفسه !! فهي تصريحات شرحت صدور اهالي أثيوبيا وأبهجت أساريرهم.
إبتسم أوباما عقب قراءة التقرير قائلا: عفارم عليك يا “مغازي” ..ياسلام علي مخك البلالنط ..يابحر العلم ..ياترعة المفهومية.
خلصتنا بتصريح واحد من قضية ووجع دماغ ومحاكم دولية !
وذهب الرئيس الأمريكي لاستكمال نومه وهو يؤكد علي مساعديه أن يرسلوا مذكرة للقيادة السياسية في مصر، للتهنئة (ببئر المغازي)، وتوجيه نصيحة أمريكية لمصر بضرورة إلغاء وزارة الموارد المائياة والري فورا، وإعفاء وزيرها من منصبه، لعدم وجود حاجة لكليهما بعد هذا الاكتشاف الرائع ،وبعد تأكيد الوزير المصري بأن مياه البئر تكفي احتياجات مصر لأكثر من مائة عام ، وتغطي 85{f0c59fa2ef2219d7cf4fb464f100243d0ea8d2655a95dbbea5919ba320398b18}من مساحة البلاد لأنه بذلك قد أكد للعالم أجمع أن مصر ليست بحاجة لا لنيل…ولا نيلة !
وهنا لم يسعن وأنا أتابع صورة معالي الوزير وهو يزف إلينا خبرة السعيد سوي تذكر مقولة العملاق زكي رستم وهو يقول: “روح يا شيخ الهي يعمر بيتك
