المرأة والطفل

اول مأذونة تعقد القران بمحافظة قنا

 

قنا اشرف العمده

على مدى 7 سنوات، مارست “ميرفت محمود” مهنة المأذونية بقرية المراشدة التابعة لمركز الوقف في قنا، بعد حصولها علي لقب أول مأذونة أنثى في الصعيد، تمارس مهنتها في توثيق عقود الزواج والطلاق في 14 نجعًا ذو كثافة سكانية مرتفعة.
“ميرفت محمود” الحاصلة على ماجستير فى الشريعة والقانون، كانت قد دخلت فى منافسة شرسة مع 8 رجال لتولى هذا المقعد، حتى حكمت لها محكمة الأسرة، فى فبراير من العام 2010، بأحقيتها فى المأذونية، طبقاً للمادة 12 من القانون، الذى يجبر على اختيار الأعلى مؤهلًا وتقديرًا بين المتقدمين للمأذونية، وليس لكونه أنثى أو ذكرًا، لتحكم لها المحكمة بأن تكون أول مأذونة فى الصعيد، ويتصادف الحكم أن يتوجها أصغر مأذون، حيث لم تتعد الثلاثين من العمر آنذاك.
“مأذونة قنا” تقول لإنها تعرضت لمواقف صعبة منذ استلامها عملها، ذكرت منها، أنه عندما حضرت لإتمام عقد زواج، نشبت مشاجرة بين أهالي العروسين، أدت لإصابة العريس عن طريق الخطأ، إلا أنه صمم على إتمام عقد الزواج، وهو مصاب، لافتة أن هذه المشاجرات التي تحدث هي التي جعلتها تقرر ألا تُتمم عقد الزواج، إلا بعد اتفاق الأهالي على قائمة الزواج، التي دائمًا تكون مرتفعة في الصعيد، وتصل لمبالغ طائلة.
وتؤكد “ميرفت” أن ارتفاع ثمن “القايمة” أدى إلى الإحجام عن الزواج، نظرًا لتضرر الفقير في الصعيد، الذي أصبح يحتم عليه الوضع بيع أرضه، أو أي شيىء من ممتلكاته، حتى تصبح قائمة ابنته كبيرة، لافتًا إلى وصول بعض قوائم الزواج في بعض الأحيان إلى نحو 300 ألف جنيه، كما أن نجوع قرى الصعيد مختلفة في طقوس وعادات الزواج، وهي العادات التي تؤدي في بعض الأحيان لإفشال الزواج.
وتضيف “مأذونة قنا”، علي مدار 7 سنوات في عملها، حدثت الكثير من المواقف، في حالات الطلاق أو الزواج، لافتة أن سبب الانفصال والطلاق في الصعيد ليس بسبب العنف ضد النساء، كما يشاع، مؤكدة أن الرجل في الصعيد يحترم المرأة، والأهل يمنعون الانفصال، إذا كان السبب عنفًا أو ضربًا موجهًا للأنثى.
وأرجعت ارتفاع نسب الطلاق في الصعيد، إلى الظروف المادية، وتدخل الأهل والأقارب في حياة الزوجين، الذين يعيش أغلبهم مع أبائهم وأمهاتهم في ذات المنزل، لذا تحدث الاختلافات التي تؤدي للطلاق.
تعيش “مأذونة قنا” في أسرة مكونة من زوج متفهم لطبيعة عملها، ويحثها علي العمل، بالإضافة لبنتين توأم ووالدتها وأخوتها، الذين يشعرون بالفخر من كونها أول مأذونة بالصعيد، حازت على درجات علمية عليا، حاصلت بموجبها على هذا المنصب، الذي كان قاصرًا من قبل على الرجال.
وعن أبرز المواقف التي لا تنساها “مأذونة قنا”، أكدت أنها لا تنسى تلك السيدة من القاهرة وكانت تعيش في الصعيد، وصممت علي الطلاق، وبعدها قامت بتوزيع الحلوى والشربات، ثم انهارت بعدها في بكاء عنيف، حتى أغشي عليها أمام الحضور.

وتذكر موقفًا أخر لا تنساه، وهو ذلك الرجل الذي كان متعدد الزيجات، وكان مجبرًا على طلاق زوجته الأخيرة بسبب حماته، حيث أعلن أمام الحاضرين، أنه متمسك بزوجته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق