مقالات

بهلول الشريف يكتب : الدروس الخصوصية وباء وبلاء !! فمتي ينتهي ؟!

بهلول الشريف يكتب : الدروس الخصوصية وباء وبلاء !! فمتي ينتهي ؟!

ظاهرة الدروس الخصوصية ليست ظاهرة ترفيهية أو أنها جاءت من غير دوافع حقيقية لتفشيها؛ بل إنها كغيرها من الظواهر الاجتماعية الناشئة في ظل ظروف وأوضاع جديدة تنتاب المنطقة بأكملها.

وإن الدروس الخصوصية أصبحت خلال السنوات الأخيرة ظاهرة روتينية، فقد صار من الطبيعي أن يحصل الطالب على درس خصوصي دون رؤية المعلم أو طريقة أدائه، وأصبح المفهوم السائد أن الطريق للمجموع هو الدرس الخصوصي.

هكذا أصبح الحال ولكن السؤال دائما
فما الحلول لإنهاء هذا الوباء والبلاء وعلي من تقع المسؤلية ؟!!

يقول الدكتور (حامد طاهر) أستاذ الفلسفة الإسلامية وعلم الأخلاق بجامعة القاهرة: إن ظاهرة الدروس الخصوصية هي مسؤولية ثلاثة عناصر: الأول؛ هو المدرس الذي لم يستطع توصيل المعلومة بصورة واضحة وسهلة للتلاميذ، والثاني؛ هو التلميذ الذي لم يفهم جيداً، ويطالب ولي أمره بمساعدته بدرس خصوصي، أما العنصر الثالث؛ فهو ولي الأمر الذي يستجيب لرغبة الابن أو الابنة ويتحمل نفقات الدروس الخصوصية.

وفي نفس الجانب يقول الطالب معاذ عبد الرحمن – ثانوية عامة -: إنني مضطر للجوء إلى الدروس الخصوصية؛ فالأساتذة لا يشرحون داخل الفصل بما يمكنني من فهم واستيعاب المنهج، غير أنهم لا يتطرقون إلى الكثير من الجزئيات في المادة التي لا يمكنني فهمها بمفردي، لذلك فأنا حريص على الدروس الخصوصية، لأنه أصبح مطلوباً منا أن نحصل على درجات مرتفعة في كل المواد، وهناك بعض المواد التي تتصف بصعوبتها؛ فأنا ألجأ للدروس الخصوصية.

بينما يقول الطالب حمد عبد العظيم: أنا لا ألجأ للدروس الخصوصية إلا في نهاية العام أو الفصل الدراسي، وقبل الامتحانات؛ ففي أسابيع قليلة يمكنني الإلمام بمنهج أي مادة والاستعداد لدخول الاختبار الخاص بها بدلاً من أن أعطي اهتماماً أكثر من اللازم منذ بدء الدراسة.

لكن أحمد حسن يقول: إنه لا يتقبل مدرس اللغة الإنجليزية ويشعر بالضيق الشديد كلما دخل الفصل، مما يؤدي في النهاية إلى عدم فهمه لما يقوله المدرس، لذلك فهو في حاجة إلى من يشرح له منهج اللغة الإنجليزية.

فكل ماتم ذكره يؤكد ان الدروس الخصوصية ماهي إلا وباء ابتلي به الأباء والأبناء ، لذلك أدعوا الدولة بإتخاذ الإجراءات الصارمه لإيقاف هذا البلاء .

نعم أعلم أن الدولة قد بدأت بالفعل بتشريع القوانين واعلم انهم يبذلون قصاري جهدهم ، ولكن مازال سؤالي قائم !

متي يتم تطبيق هذه القوانين ؟!

فهذة الدروس الخصوصية تكلف أولياء الأمور مايزيد عن خمسة مليارات .

ولما لا ؟!
حيث تشير الكثير من الاحصائيات إلى أن الدروس الخصوصية تكلف كاهل الأسر مليارات الجنيهات، حيث تتكلف مصر وحدها ما بين 3 إلى 5 مليار جنيه سنوياً، حتى إن وزارة المالية المصرية وضعت خطة لمواجهة المدرسين المتهربين من سداد مستحقات الدولة عن الدروس الخصوصية قبل بداية ‘العام الدراسي’.

فيما أشارت أيضا مصلحة الضرائب في مصر أن المصلحة تفتح سنوياً ألف ملف جديد للمدرسين، وقد بلغت الملفات حتى الآن 150 ألف ملف.

وأكدت مصلحة الضرائب أن متوسط دخل المدرس عن الدروس الخصوصية يصل من 10 آلاف جنيه إلى 60 ألف جنيه شهرياً.

وهو ما يشير بوضوح إلى مدى خطورة الظاهرة فضلاً عما تكشف عنه من تداعيات اجتماعية سيكون لها أكبر الأثر السلبي في المستقبل القريب.

لذلك أكرر سؤالي ؟!
فمتي ينتهي هذا الوباء ؟!

بقلم بهلول الشريف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق