ولد في السماء .
بقلم / محمد سعيد أبوالنصر
إنه ابن أخي/ عبدالرحمن أحمد أبوالنصر.. يمكنني أن أسميه مولود السماء أو مولود الجو.. ،أو ولد في السماء ،اتصلت بأخي وسألته عن حاله فقال بخير والحمد لله ..فقلت كيف حال زوجتك ؟ فقال : لقد اقتربت من الوضع وأخشي أن تلد في الطائرة .فقلت في نفسي.. ماذا لو وضعت في الطائرة فقد كان الأمر صعبا وباتت المغادرة واجبة ،ودار في عقلي هذا السؤال هل يمكن أن يكون مولد الإنسان في السماء ..لو أخبر إنسان قبل مائة عام بأنه ولد في السماء ، لقال عنه الناس بأنه مجنون ،أو بأن له قدرة الجان ،فالجن لهم من قدرة الطيران والتنقل من مكان لمكان كأنهم البرق الخاطف أو كالريح العاصف ،وما هي إلَّا ساعات وقد ركب هو وزوجته الطائرة، القادمة من السعودية إلى مصر ،أحست الزوجة بآلام المخاض. فألم الوضع يفرض نفسه ،والجنين لا بد أن يخرج إلى الدنيا ،انتهت مدة إقامته في بطن أمه ،حانت ساعة الولادة ،لكن في أي مكان سيخرج ،وفي أي مكان سيولد ؟ هل يولد في الجو ،أمسكت الأم نفسها، زاد الألم ، حانت ساعة الولادة ،أخرجت صوتا بأن ساعة الصفر دقت ،لم تتمالك نفسها أخذ زوجها بيدها ،أخبر المضيفة بحال الزوجة ،وأنها في حالة وضع ،سارعت المضيفة إلى كابتن الطائرة ،أمسك الميكرفون وقال: امرأة في حالة وضع ،على السادة الركاب إذا كان فيهم طبيب أو طبيبة أو ممرضة أن يسارع إلى المرأة التي ستضع طفلها .وبمجرد أن أعلن كابتن الطائرة الخبر سارع الجميع للمساعدة .ومن روعة التقدير الإلهي ،والرحمة الربانية أن كان على متن الطائرة نفسها مهندس وزوجته المختصة في النساء والتوليد ،كانا عائدين من السفر على نفس الطائرة ،انتفضت الطبيبة من جوار زوجها ،وهذا من تنظيم القدر الأعلى فالطبيبة تخصصها نساء وولادة ،وأخذ زوجها المبارك يرتل آيات من الذكر الحكيم ليقضي الله أمره باليسر والخير ،وتتم الولادة بكل سهولة ،توجهت الدكتورة وساعدت أم عبدالرحمن في عملية الولادة وبالفعل ..إذ بصوت شجي يرن على متن الطائرة إنه المولود السعيد…. قال قائد الطائرة سموه باسمى ،سموه عبدالرحمن ،ولد عبدالرحمن وسُمى على اسم قبطان الطائرة ،وفرحت كل الطائرة بمقدم المولود الجديد ،ولد عبدالرحمن في السماء ،وأصبح في عائلتنا مولود السماء ،إنه عبدالرحمن، نسأل الله أن يكون من أهل السماء في أخلاقه وصفاته .كما كان مولده ، ونبارك للعائلة .
