الرئيسةتقارير وتحقيقات

مالا تعرفه عن نهر النيل

جمع واعداد عبدالواحد شكري

إسمه مشتق من كلمة ( نيلوس ) وهى كلمة إغريقية قديمة ،وقد أسماه قدماء المصريين (بارو ) أو البحر الأعظم ، وأسموه (ابتروعا) أو النهرالعظيم

ويحمل 20%من كمية الأمطار التى تسقط فى منابعه ،ورصيد مصر من نهر النيل 55.5 مليار متر مكعب فى السنة، وتستهلك الصناعة فقط من مائه 412مليون متر مكعب سنوياً.

والنيل منذ أقدم الأزل هو أساس الحياة فى مصر، فالاعتماد عليه من الشراب كان أساسا وللزراعة كان ضرورياً ، وكوسيلة للنقل كان حتميا ، فالبضائع والركاب يروحون ويغدون على صفحته كما صورتها النقوش الفرعونية على جدران المعابد المنتشرة فى كل مكان ، كان هذا هو النيل زمان كان قدماء المصريين يلقون فيه أجمل الفتيات فى عيد وفاء له. أما اليوم فإن أحفاد الفراعنة يلقون فيه بأقذار القمامات والنفايات وكثيراً ما سمعنا أن مصر هبة النيل. تلك الكلمات الثلاث التى تتردد كثيراً على الألسنة وعلى صفحات الكتب والجرائد والمجلات منذ قالها هيرودوت، فلقد أعطى النيل مصر الكثير وعلمها الكثير.

مقدمة جغرافية وتاريخية واقتصادية وثقافية لنهر النيل

يمثل نهر النيل، أطول أنهار العالم، شريان الحياة وعصبها فى مصر والسودان، ليس فى الوقت الحاضر فقط، وإنما على امتداد تاريخ استيطان البشر على ضفتيه.

فالنيل هو مصدر المياه الدائم للإنسان والحيوان، وفيه بعض مصادر الغذاء كالأسماك وغيرها. وفى انحداره من الهضبة الإثيوبية يجلب النيل الأزرق الطمي المعدني، فى حين يجلب النيل الأبيض الطمي النباتي مما يخصّب الأرض على نهر النيل ويجعلها صالحة للزراعة مصدراً للاقتصاد المعيشي الأساس للسكان منذ آلاف السنين. كذلك ربط النهر بين الشمال والجنوب حيث كان الوسيلة الرئيسة للنقل وحوله تشكلت حياة الناس وقامت الفنون والعبادات والأساطير ولا يستطيع المرء استيعاب التاريخ الحضاري للمنطقة دون النظر فى مزايا نهر النيل وعطاياه.

ونهر النيل هو أطول أنهار الدنيا ، إذ يبلغ طوله من منابعه عند بحيرة تنجانيقا إلى البحر الأبيض المتوسط حوالى 6700 كيلومتر ويغطى واديه مساحة 2900000 كيلومتر مربع أو نحو 10:1 من مساحة القا رة الأفريقية ، ويضم من البلاد تنزانيا وكينيا والكونغو وأوغندا والحبشة والسودان وجمهورية مصر العربية.

و يعتبر نهر النيل هو أطول انهار العالم‏,‏ حيث يبلغ طوله ‏6670‏ كيلومترا وتقدر مساحة حوض النهر بنحو‏21.9‏ مليون كيلو متر أي ما يعادل‏10%‏ من مساحة افريقيا‏,‏ وتوجد منابع النيل في ‏3‏ قطاعات هي القطاع الجنوبي ويضم بحيرة فكتوريا ، وتشترك فيها كل من تنزانيا وأوغندا وكينيا ، كما يوجد نهر كاجيرا في رواندا وبورندي ، وبحيرتا إدوارد والبرت ، ونهر السمليكي وهي مشتركة بين أوغندا والكونغو‏ .‏ أما القطاع الشرقي ، ففيه تنفرد إثيوبيا بالمنابع الموسمية لنهر النيل ضمن أراضيها‏ .‏ وفي القطاع الغربي ، تنفرد السودان بوجود خط تقسيم المياه‏ ، حيث تنحدر الأودية عند جبل مرة متجهة نحو تشاد‏ ،‏ ويخرج من إثيوبيا ‏85%‏ من مياه النيل التي تصل إلي مصر والباقي يخرج من باقي دول الحوض ، وتعتبر مصر أكثر دول حوض النهر اعتمادا علي مياه النيل ، يليها السودان وأوغندا ، أما بقية الدول فاعتمادها علي النيل محدود لوجود مصادر مياه ضخمة بها ، واعتمادها علي الأمطار الغزيرة ووجود عدد كبير من الانهار بها فضلا عن مخزون كبير من المياه الجوفية‏ .‏

ويبلغ عدد سكان مصر حاليا نحو90مليون نسمة تقريبا ، في حين تحتاج مصر إلي ما يقرب من ‏70‏ مليار متر مكعب سنويا من المياه ، بينما إجمالى موارد المياه لدي مصر الآن هو نحو‏62‏ مليار متر مكعب سنويا ، بما فيها المياه الجوفية والمعالجة ومياه الأمطار ، ويعني ذلك أن مصر تعاني عجزا مائيا في الوقت الحاضر‏ ، وبافتراض زيادة عدد السكان عام ‏2025‏ ليصبح ‏100‏ مليون نسمة ، فإن مصر سوف تحتاج إلي ما يقرب من مائة مليار متر مكعب من المياه‏ ، ويعني ذلك أن العجز سيزداد إلي نحو ‏32‏ مليار متر مكعب ، وهو تحد حقيقي امام مصر لابد من مواجهته في ظل ثبات الموارد المائية وزيادة عدد السكان وارتفاع معدلات التنمية ، وكلها عناصر تستلزم البحث عن مصادر مياه إضافية‏ ، وبالتالي فإنه ليس بغريب أن نطالب بزيادة حصة مصر المائية من نهر النيل من خلال مشروعات تعاون ، وتبادل للمنفعة فيما بين دول الحوض‏ ،‏ حيث يمكن اقامة مشروعات في أعالى النيل ، تضمن إقامة سدود وخزانات لتحقيق أفضل استغلال لموارد بحيرتي ” فيكتوريا وتانا ” لضمان تأمين الاحتياجات المطلوبة‏ .

‏ ويبلغ الأيراد السنوي لبحيرة فيكتوريا ‏114‏ مليار متر مكعب سنويا ، منها ‏16‏ مليار متر مكعب من الروافد‏ ،‏ و‏98‏ مليار متر مكعب من المطر ، في حين ما يتم تخزينه سنويا من هذه الكميات هو‏21‏ مليار متر مكعب فقط ، أي أن الفاقد السنوي يصل إلي‏93‏ مليار متر مكعب‏ ،‏ في حين يبلغ الايراد السنوي لبحيرة البرت ‏34‏ مليار متر مكعب سنويا منها ‏21.5‏ مليار من الروافد‏ ، 6.3‏ مليار من الأمطار‏,6.3‏ مليار من فرع إدوارد السمليكي ، في حين ما يتم تخزينه لا يتجاوز‏26.5‏ مليار متر مكعب ، أي أن الفاقد في هذه البحيرة يصل إلي‏7.6‏ مليار متر مكعب سنويا‏.‏

وتنقسم جغرافبة النيل إلى:- النيل الرئيسى:-

النيل الرئيسى من الخرطوم لأسوان

يبلغ طول النيل فى هذه المسافة 1885 كيلومترا يوجد بهذه المسافة شلالات كثيرة.

النيل الرئيسي بين أسوان وقناطر الدلتا

الطول 946 كيلومترا والانحدار 1:13000 فى الصيف و 1:11800 فى الفيضان وانحدار الأرض 1:10800 وسرعة المياه تتراوح بين 0.5 متر فى الثانية و 0.90 متر فى الصيف ومن 1 الى 2 مترا فى الفيضان ومتوسطها 1.5 مترا فى الثانية ومتوسط عرض النهر 900 متر ومتوسط مساحة القطاع 5700 متر مربع. وقد أقيم على النيل فى هذه المسافة من الأعمال الصناعية الكبرى خزان أسوان وقناطر إسنا وقناطر نجع حمادى وقناطر أسيوط والقناطر الخيرية وقناطر الدلتا.

النيل الرئيسى من قناطر الدلتا للبحر الأبيض المتوسط

النيل هنا عبارة عن فرعى رشيد ودمياط ومتوسط طول المسافة 236 كيلومترا ومتوسط عمق المياه فى الفرعين أثناء الفيضان سبعة أمتار والسرعة تختلف ما بين 1 متر و 1.60 متر ومتوسط العرض فى الفيضان 500 متر بالنسبة لفرع رشيد و270 مترا لفرع دمياط ، كما يبلغ متوسط مسطح القطاع فى الفيضان 4000 متر مربع لفرع رشيد و2700 متر مربع لفرع دمياط.

وفرع رشيد دائم النحر بينما فرع دمياط يطمى فيعلو قاعه ويقل قطاعه.

ومن الأعمال الصناعية الكبرى التى أقيمت على هذين الفرعين قناطر زفتى على فرع دمياط وقناطر إدفينا على فرع رشيد .

النيل الأبيض و منابعه الاستوائية

هى بحيرة فكتوريا، و بحيرة البرت ، وبحيرة إدوارد ، وبحيرة كيوجا ، نيل البرت وبحر الجبل ، بحر الزراف ، بحر الغـــزال ، نهر السوباط ، النيل الأبيض.

النيل الأزرق و نهر العطبرة

يبتدئ نهر العطبرة على مسافة 16 كيلومترا من بحيرة تانا على منسوب 2000 متر تقريبا . وبعد مسير 880 كيلومترا يلتقى بالنيل الرئيسى عند العطبرة ، على بعد 310 كيلومترا خلف الخرطوم . ويبلغ سقوطه من 2000 متر عند المنبع الى 365 مترا عند المصب ، وهو نهر سيول يزيد فى شدة اندفاعه وسرعة جريانه على النيل الأزرق ولذلك تزيد نسبة ما يحمله من طمى عن نسبة ما يحمله النيل الأزرق ، إلا أنه أقل منه تصرفا ومدة جريانه أقصر وينقطع إمداده للنيل الرئيسى فى شهر ديسمبر عندما يصير عبارة عن سلسلة مستنقعات وبرك لا اتصال بينها . ويظل على هذا الحال حتى موسم الأمطار التالى.

أسباب ومصادر تلوث نهر النيل

فى الواقع فإن مصادر التلوث لمياه نهر النيل فى مصر كثيرة منها:-

(1) مصادر منزلية

 

وهى ما يلقى من ملوثات فى المياه من أقذار مختلفة.، ( قمامة ) ناتجة عن فضلات استخدام البيوت وتزداد بازدياد سكان المناطق المتاخمة لمياه النهر.

(2) مصادر صناعية

ناتجة عن طرح الفضلات الصناعية التى تتميز بشدة احتوائها على مواد سامة خطرة يصعب التخلص منها كالسيانور والفينول أو المركبات الكيماوية.

(3) مصادر زراعية

تأتى من استخدامات التربة للمخصبات الزراعية والمبيدات الحشرية.

(4) مصادر بشرية وحيوانية

مثل الاستحمام فى الأنهار للإنسان والحيوان ،وكذلك قيام النساء بغسل الأوانى والملابس على الترع بالريف وكذلك إلقاء جثث الحيوانات النافقة فى الترع والأنهار والتبول فى الترع.

(5) مصادر نباتية

حيث يتكاثر بعض النباتات المائية مثل ورد النيل وهو من الحشائش المائية الضارة التى تسد القنوات المائية وروافد نهر النيل فى كل أرض مصر ،والنبات الواحد يتضاعف 150 مرة خلال ثلاثة أشهر ،ووجوده الكثيف فى أى مسطح مائى يعوق الملاحة وحركة السفن ويستهلك جزء من مياه النيل ، كما يوفر مناخاً مواتيا لنمو الكائنات التى تلعب دورا هاما فى أمراض عديدة كالبلهارسيا والملاريا الكبدية ،كما يعرض الثروة السمكية للموت.

 

(6) مصادر الصرف الصحى

 

حيث قد يحدث تلوث مياه الشرب بمجارى الصرف الصحى للإنسان لسبب يحدث فى العوامات وخلافه.

(7) مصادر إشعاعية

مثل الملوثات الإشعاعية الموجودة فى مياه تبريد المحطات النووية (فى الدول التى تستعملها) ،فكل هذه الملوثات عندما تصل إلى المياه يذوب بعضها ويتعلق فى صورة معادن ثقيلة كالرصاص والنيكل والكادميوم والزرنيخ والزئبق والكوبلت والألومنيوم تسبب عند وصولها إلى جسم الإنسان أمراض كثيرة خطيرة.

(8) التلوث الناتج عن خزانات المياه ومواسير مياه الشرب

فإن التعامل مع خزانات المياه العلوية المنتشرة فى العمارات مع عدم معالجة مياه الشرب بصورة صحية يجعل من جدار هذه الخزانات بيئة نشطة لتوالد الفطريات التى تسبب الأمراض الطفيلية ، والتى تضر بالجهاز الهضمى خصوصاً للأطفال فى فصل الصيف ،كما تتعرض مواسير مياه الشرب للصدأ والتىكل بما يؤدى إلى تلوث مياه الشرب ، وكل هذا بدوره يؤدى إلى تلوث مياه النيل عن طريق مياه الصرف الصحى.

حالة نهر النيل الحالية

1500 قرية تلقي مخلفاتها في النيل ، وصلاحية مياه النيل..’مهددة’ وصلت المخلفات الصناعية التي تلقي فيه إلي 2.6 مليار متر مكعب.. فضلا عن مخلفات الصرف الصحي والمخلفات الآدمية وتلقي بدون رقيب وبلا حساب!!

الأبحاث تؤكد أن هناك 1500 قرية في الوجه القبلي فقط تتخلص من مخلفاتها مباشرة في مياه النيل.. وفي محاولة من وزارة الري للاستفادة من مياه الفيضان في تخفيف نسبة تلوث المياه أطلقت ما يقرب من 110 ملايين متر مكعب في فرعي رشيد ودمياط .

وآخر الإحصاءات المائية تشير إلي أن نسبة المخلفات الصناعية التي تلقي في النيل.. بلغت 2.6 مليار متر مكعب سنويا تتصدرها مخلفات الصناعات الغذائية ب200 مليون متر مكعب سنويا تليها مخلفات الصناعات المعدنية 190 مليون متر مكعب ثم مخلفات الصناعات الكيماوية 176 مليون متر مكعب ثم صناعات النسيج والتي بلغت مخلفاتها 94 مليون متر مكعب وبعدها الورق والصناعات الأخرى ، و (مخالفات غير معالجة) ففى نهر النيل علي طول مجراه الرئيسي من أسوان حتي قناطر الدلتا وحتي فرعيه دمياط ورشيد يستقبل مخلفات غير معالجة سواء كانت صرفا صحيا أو صناعيا وأشارت الدراسة إلي أن الصلاحية النسبية الحالية لمياه نهر النيل مهددة بسبب استمرار صرف المخلفات السائلة سواء من الصناعة أو الزراعة أو المخلفات الآدمية وتزايد حجمها مما يشكل خطرا مباشرا علي النهر وعلي المجاري المائية الأخري. وأيضاً ( تجاهل محطات المعالجة) مرة أخري تدوي صرخات النيل من جراء الإهمال300 عائمة تنهش في جسد نيلنا حيث تلقي معظمها المخلفات بدون معالجة في النيل وتجاهل أصحابها محطات استقبال مخلفات العائمات والتي تكلفت أكثر من 15 مليون جنيه.. بالإضافة إلي آلاف الصنادل التي تستخدم في عمليات النقل والتي تستخدم أيضا في نقل مخلفات المصانع.. ولعل أخطر هذه الصنادل تلك التي تقوم بنقل المخلفات السائلة من مصانع السكر بالحوامدية إلي محطات استقبال مخلفات العائمات بمصر القديمة حيث تكمن خطورتها في سقوط كميات من هذه المخلفات في مياه النيل اثناء عملية التفريغ .. بالإضافة إلي أن محطة استقبال العائمات مخصصة لمخلفات العائمات فقط وليست مخلفات المصانع مما دعا البعض الي القول بأن هذه المخلفات سوف تنهك شبكة الصرف الصحي ومحطة الاستقبال وتقلل من عمرها الافتراضي. و( ممارسات خاطئة ) حيث إن قضية مكافحة تلوث مياه النيل من القضايا التي تجعلها وزارة البيئة علي قائمة أولوياتها خاصة في ظل تلوث مياه النيل بالمعادن الثقيلة والمركبات العضوية وبقايا الأسمدة حيث أثرت الممارسات الخاطئة للمواطنين علي مياه النيل ففي الوجه القبلي تقع 1500 قرية في الشريط الزراعي الضيق علي جانبي نهر النيل يتخلص سكانها من مخلفاتها الآدمية إما بالقائها في مباشرة في نهر النيل أو من خلال أنظمة صرف صحي غير مناسبة تؤدي بدورها إلي تلوث المياه الجوفية والسطحية من خلال الارتشاح والتسريب. وفي الدلتا تتخلص الكثير من القري من الصرف الصحي مباشرة في فرعي نهر النيل أو في شبكات الترع والمصارف وخطورة هذه المركبات أنها تشمل مواد عضوية وبكتريا خطيرة وضارة بجانب ملوثات الصرف الصحي كما نجد أن هناك 72 مصرفا زراعيا تصرف مياهها الملوثة علي نهر النيل وفي الدلتا تلقي خمسة مصارف بمخلفاتها في فرع رشيد بينما تلقي ثلاثة مصارف بمخلفاتها في فرع دمياط.

ونظرا لتضاعف استخدام السماد أربع مرات في العقود الثلاثة الأخيرة فإن ذلك أدي إلي زيادة محتويات الفسفور في مياه الصرف وزيادة الطحالب..وبالنسبة للصرف الصناعي في نهر النيل فإن هناك 34 منشأة صناعية كبيرة تصرف في مياه النيل وتشمل هذه المنشآت مصانع الأسمدة النيتروجينية والفوسفات وعصير وتكرير السكر واستخراج لب النحاس ومنتجات الألبان والأسمنت والحديد والصلب والزيوت والصابون ومطاحن الدقيق وتكرير البترول ومحطات توليد الطاقة. وتبلغ كمية مياه الصرف الصناعي من هذه المنشآت حوالي 100 مليون متر مكعب سنويا.. وهذه النسبة آمنة تبعا للمواصفات القياسية العالمية.. كما يتم صرف بعض هذه المخلفات الصناعية السائلة الخارجة من المصانع علي شبكات الصرف الصحي للمدن لاجراء المعالجة المشتركة ويقلل ذلك من الصرف المباشر للمخلفات الصناعية السائلة علي النيل إلا أن ذلك يسبب مشاكل في تشغيل محطات معالجة الصرف الصحي نتيجة لوجود مكونات سامة في تدفقات المخلفات الصناعية السائلة الخارجة من المصانع وقد يسبب ذلك أعطالا في التشغيل المعتاد لأنظمة المعالجة البيولوجية وبالتالي تدهور وتلف التجهيزات المخصصة لاستقبال المياه.

الآثار البيئية لتلوث نهر النيل

أولاً:- هناك علاقة وثيقة بين تلوث مياه نهر النيل وبين انتشار بعض الأمراض مثل:

أ- الأمراض البكتيرية:

( الكوليرا –التيفود –الدوسنتاريا الباسيلية –وبعض الأمراض الأخرى ).

ب- الأمراض الطفيلية:

( البلهارسيا والأيكوفوككس –الدوسنتاريا الأميبية ).

ج- الأمراض الفيروسية:

( الالتهاب الكبدى الوبائى – الفيروسات التى تسبب بعض أنواع الإسهال للأطفال ويحتمل أن تنقل أيضا المياه فيروس شلل الأطفال ).

ثانياً:- للتلوث الكيميائى والبيولوجى لنهر النيل

أثر على الثروة السمكية ، وأدى إلى إفساد المياه فى بعض الترع.

ثالثاً:- تلوث مياه نهر النيل

أثر على استخدام النهر فى الأغراض السياحية والترفيهية وكذلك تأثيره على الثروة السمكية.

رابعاً:- لتلوث نهر النيل أثره الحاد على الأمن القومى المصرى

 

حيث ما يسببه تلوث النيل من أمراض تؤدى بدورها إلى إصابة المواطن المصرى بالعديد من الأمراض مما يؤثر بدوره على نشاط الفرد الاجتماعى والاقتصادى والسياسى مما ينعكس بدوره على المجتمع والدولة عامة.

 

الجهود الحكومية والأهلية للحد من التلوث

وإزاء كل هذا فقد أعدت وزارة البيئة برنامجا لمكافحة تلوث مياه النيل وتم وضع خطة عمل وتم إبلاغ الأطراف المعنية في الصناعة والأجهزة التنطيمية ورجال الأعمال وجمعيات حماية البيئة وكان العائق الوحيد لتلك الخطة أن معظم الصناعات المسئولة عن تلوث النيل مملوكة للقطاع العام ومعظم هذه الصناعات غير قادرة علي توفير موارد كافية لتنفيذ أنشطة البرنامج المطلوبة.

وبالنسبة للعائمات التي تلقي بمخلفاتها في النيل فيؤكد الدكتور أحمد حمزة أن وزارة البيئة منعت القاء مخلفات تلك العائمات في مياه النيل وشددت العقوبات الخاصة بهذه العائمات باعتبارها أحد العوامل الرئيسية في تلويث المياه.. وعن مخلفات شركة سكر الحوامدية يقول د. حمزة إن محطة استقبال العائمات تستقبل 2300 متر مكعب يوميا وهذه الكمية كانت تلقي في النيل وكانت تسبب تلوثا شديدا في مياهه.

ويؤكد مصدر مسئول بوزارة الري أن الوزارة أطلقت ما يقرب من 68 مليون متر مكعب من مياه الفيضان هذا العام في فرع رشيد و42 مليونا في فرع دمياط وذلك بهدف ازالة الملوثات والتعديات المتراكمة طوال العام. وأضاف: أن هذه العملية مرتبطة بزيادة منسوب المياه القادمة من البحيرات العظمي وشأنها تخفيف نسبة التلوث والتخلص من المياه الزائدة حيث تذهب هذه المياه في البحر المتوسط. بينما نفي السعيد يوسف رئيس الهيئة العامة للصرف الصحي وجود أي تأثير لمخلفات شركة سكر الحوامدية علي شبكة الصرف.. مؤكدا أن هذه المخلفات يتم تحليلها بشكل مستمر وأثبتت نتائج التحاليل أنها مطابقة للمواصفات.. ويقول إننا لن نستطيع أن نمنع هذه الشركة من القاء مخلفاتها بالمحطة باعتبارها احدي المشروعات القومية الكبري كما أن هيئة الصرف الصحي تحصل علي جنيه مقابل كل متر مكعب في حين تحصل وزارة البيئة علي 50 قرشا للمتر المكعب .. واختتم حديثه مؤكدا أن شركة السكر تعاقدت علي عمل مشروع خاص لصرف مخلفاتها.

وهذه بعض الجهود الأهلية والمجتمعية لحماية النهر من التلوث

عقد الكثير من الندوات والاجتماعات التي تجمع فيها كل الجهات المعنية بهذا النهر ليتم فتح الحوار والمناقشة لهذه المشاكل وكيفية إيجاد الحلول لها.

تحديد عدد من البرامج لتوعية الأهالي بالأسلوب الأمثل تجاه نهر النيل مستغلاً بذلك دور الجوامع والكنائس.

العمل على تقوية دور الجمعيات مستخدمي المياه.

أهمية مساهمة الأطباء المصريين لمواجهة المشاكل الصحية بدول حوض نهر النيل.

إيجاد آليات لدعم جهود المنظمات غير الحكومية لتقليل احتمالات حدوث حروب من دول حوض النيل.

يتم طبع كتيبات تحتوى على معلومات عن هذا النهر العظيم وان تكون هذه المعلومات بشكل مبسط حتى يسهل فهمه إلى من يصل إليه هذا الكتيب.

عمل بعض المسابقات عن طريق أجهزة الإعلام تتضمن بعض المعلومات عن نهر النيل والتصرفات السليمة التي من المفترض أن يتعامل بها المواطنين مع نهر النيل.

زيادة دور الجمعيات عن تنفيذ برامج التوعية بالتعاون مع أجهزة الإعلام على كافة المستويات ابتداء من النجوع والقرى والمراكز.

تفعيل الدور الديني تجاه هذه القضية على مستوى كافة المساجد والكنائس.

مقترحات للحد من تلوث نهر النيل

 

محاولة تغيير سلوك الفرد وسلوك المجتمع تجاه البيئة باعتبارها من أهم العوامل التى يمكن بها مجابهة مشاكل التلوث والقضاء عليها.

الاهتمام بالتخطيط والدراسات التنموية طويلة الأجل ذات القدرة على المحافظة على توازن البيئة للمشروعات المستقبلية واستخدام التقنين البيئى.

عقد الكثير من الندوات والاجتماعات التي تجمع فيها كل الجهات المعنية بهذا النهر ليتم فتح الحوار والمناقشة لهذه المشاكل وكيفية إيجاد الحلول لها.

العمل على إيجاد حلول لمياه المصارف الملوثة.

يتم طبع كتيبات تحتوى على معلومات عن هذا النهر العظيم وان تكون هذه المعلومات بشكل مبسط حتى يسهل فهمه إلى من يصل إليه هذا الكتيب.

عمل بعض المسابقات عن طريق أجهزة الإعلام تتضمن بعض المعلومات عن نهر النيل والتصرفات السليمة التي من المفترض أن يتعامل بها المواطنين مع نهر النيل.

زيادة دور الجمعيات عن تنفيذ برامج التوعية بالتعاون مع أجهزة الإعلام على كافة المستويات ابتداء من النجوع والقرى والمراكز.

تفعيل الدور الديني تجاه هذه القضية على مستوى كافة المساجد والكنائس.

العمل على زيادة مشروعات إزالة ورد النيل.

زيادة المشروعات الخاصة بمكافحة التلوث الناتج من المجاري المائية والذي يؤثر على نهر النيل.

مراقبة العوامات والسفن النيلية على طول نهر النيل لمنع حدوث التلوث الناتج عنها أو إلغاء أو نقل هذه المراسى لأنها بدون شك أحد مصادر الرئيسية لتلوث مياه النيل ومنع التخلص من الصرف الصحى بإلقائها فى النيل أو الترع.

إنشاء محطات رقابة على طول نهر النيل لمنع إلقاء نفايات المصانع والعائمات ابتداء من أسوان وحتى نهاية فرعى دمياط ورشيد.

بذل الجهود نحو إبرام اتفاقية إقليمية تشمل دول حوض وادى النيل على غرار اتفاقية منع تلوث البحار بالزيت لحماية نهر النيل من التلوث.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق