الرئيسةمقالات

حنين الخطايا

الليلة التوقيت الرسمي لمجئ الشتاء ..الليلة تتناثر كل الأشجان تسألني ألف سؤال .. أتجاهل كل الأسئلة وأحتضن السؤال الألف .. كيف سأقضي ليلتي وأنا تلفني الفضيحة والعار؟ نعم فالحنين إلي فتاة مثلك فضيحة لا تليق بي .. الحنين إلي فتاة مثلك عار لا يبرره شيء لا يستره شيء .. بالتأكيد أستحق شيئا أفضل من الحنين ..ولكن ما حيلتي والحنين بعد سن الخمسين لا يقر بالتسامي ولا يعرف المزاح .. ماذال الحنين يلح ويخلص في الألحاح وما ذلت أنا في مقعدي المواجه للسماء ( أسئلهاالمغفرة وأن تستر علي حنيني ) قررات الخروج لآنسى ما يداعب الذاكرة لا أدري كيف وجدتني في المكان الذي أحتضن كل ما كان من أمرك وأمري.. ومنذ أن لاح في الأفق نجمة مضيئة علي ضفاف النيل ورعشة موحية بأجمل ما في الكون تمس كياني .. فأذا بارق الغيث يبلل ضلوعي .. تمهلت وتأملت كل شيئ يذكرني بما لا اود تذكره .. كل شيء يذكرني بما لا أود نسيانه .
الأضواء المتأرجحة علي صفحة المياه .. القوارب الصغيره المنتظره نداء عاشقين .. بائعة الفل المتشحة بالسواد .. أنسياب الأغنيات في الهواء مؤامرة محكمة ضدي تسخر من سذاجتي .. فكيف ظننتي أنني مطلق السراح وقد أخذتني خطواتي إلي عقر دار الحنين .. كيف ظننتي أنني سأنساك وأنا ضيف في مكانك المفضل ؟.. هزمتني المؤامرة فرددت وأنا وأدخل من الباب الزجاجي ( لا مفر من الفضيحة ) دخلت
تسبقني رائحتك تبارك رحلة الحنين إلي عينيك .. وما هي إلا لحظات حتي أمتلأت الردهة بالضيوف ..
سألت قالوا زفة عروسة .. من بعيد أشاهد طقوس ما يسمونها ليلة العمر .. يقولون أن هذه الزفة هي حلم كل فتى وأمنية كل رجل ( يبدوا أنني لست رجلاً ولم أكن يوماً فتى ) فأحلامي لا تتجرأ أمرأة علي الدخول أليها وأمنياتي مرجعها وحدتي في الكون لا صحبتي مع أمرأة .. لا أتصورني أبداً عريس يزف إلي عروس .. لا أتصورني أبداً زوج لأي أمرأة .. لا أتصور كيف أهب نفسي إلي أمرأة وسط الضجة والعيون المتطفلة .. فهذه أسرار القلب تصبح كالعبادة وكفعل الخير أعظم وأجمل حين تخفى عن الأنظار .. لا أتصور كيف يكون لقاء الجسد الحميم ممتعاً وموحيا وموجباً ومبدعاً وقد نال رضاء ومباركة الناس في حفل عام وما فضيلته أذن وهو سابح مع التيار ؟ ؟( سؤال يمتزج بسحابات الدخان ولا يتحول إلي رماد ) .. المسافة بيني وبين الزفة لا تسمح لي برؤية العروسين لكن ما حاجتي إلي رؤيتهما فكل الذين يتزوجون متشابهين .. مسكين هذا العريس خدعته الأضواء .. الزغاريد .. البدلة البيضاء .. خدعته العروس المتأنقة .. ياله من أبله فما هي ألا ليالي معدودة ويكتشف أكبر أكذوبه عرفها التاريخ ( الزواج الزواج الزواج ) الكل يفكر في الزواج .. الكل يلهث من أجل الزواج ذلك الفخ المنصوب للرجال وتلك النقطة السوداء الملطخة جبين البشرية .. حتي أنتي وقعت فيه وقد كنت أعتقدك أكثر فطنة .. كيف تفكرين في النجوم ونحن نسكن القمر ..
ماذالت الزفة تمارس في أصرار خداعها ( أريد الأنصراف لأنفرد بالحنين أليكى ) .. أجد صعوبة في أختراك الزجاج والأبتسامات والزغاريد .. رغم تأكدي من أن كل المتزوجين متشابهون إلي أنني وقبل تركي المكان أنتابني حب فضول مفاجئ لرؤية أخر أثنين وقعا في الفخ .. ألتفت ناحية الزفة .. و.. وكنت أنت العروس.
رؤوف علواني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق