الرئيسة
ماذا بعد موت الضمير ؟؟؟
كتبت / شيماء حجازي
إذا مات الضمير أصبح كل شيئ مباح وسهلا، ولا يمكن التفريق بين الخطأ والصواب ، وبين الحق والباطل ، والحلال والحرام فكلاهما سواء حينما يمت الضمير ويغيب من أخلاقنا وسلوكنا، يتفشى الفساد في جميع القطاعات والإدارات وكذلك في العلاقات الاجتماعية والإنسانية.
إذا مات الضمير تملك الظلام و الخراب بداخلنا ، وامتدت أذرعه حول رقابنا فيصبح الربيع خريفا ،وتهاجر الطيور الجميلة أوطانها وتترك أعشاشها باحثة عن بيئة نقية وسماء صافية ليست ملوثة بغبار الآثام والذنوب لأن البعض أصبحوا فاسدون ويحسبون أنهم يحسنون صنعا !!!
الضمير الحي هو الضمير الذى يقود صاحبه للطريق الصحيح ويعمل على إفاقة النفس من سباتها ودائما مانجده حريصا على تأنيبها وإرجاعها عن أخطائها
وأصدق رفيق للإنسان ، هي نفسه اللوامة كثيرة اللوم والعتاب لصاحبها إذا مات الضمير تبقى هي بمفردها تدفعه لإخراج القيم والمبادئ التي بداخله .
غاب الضمير تماما في مجتمعنا ، وأصبحت الرؤية غير واضحة مشوشة ،الجميع يعاني من غيابه ، لكن يبقي السؤال الذى يطرح نفسه دائما ، هل أنت تؤدي عملك بضمير وبصدق لكي لا تكن سببا للفساد في منظومة عملك؟؟ بداية من أعلى الدرجات الوظيفية إلى أدنها، دون أن يكون عليك أي رقيب سوى الله وضميرك ، ومصالح الناس تحت قبضتك فتأخرها أو تأجلها عن عمد وقصد أو تتقاضي مالا لتسهيل بعض الإجراءات وينتج عن فعلك هذا موت ضميرك في البداية واتساع رقعة الفساد .
غاب ضميرك حينما يأتي إليك مريضا يشكو إليك من آلامه وأوجاعه فسرعان ماتقوم بخداعه لسرقة احدى كليتيه وشراءها بثمن بخس
أين ضميرك وقتها ؟؟؟ أو أخذ قرنية شخص بعد موته دون استئذان من أهله وكأنها حق مشروع ومكتسب لك ، قد بلغ بك الفساد لهذا الحد من التجبر واللامبالاة،
لسرقة أعضاء هذا الإنسان البسيط والاتجار بها بمكر وخديعة لإيقاعه تحت أنيابك أو استغلالك لفقره وحاجاته المادية
غاب ضميرك عندما تتعدى على أموال اليتامى وتنتهك حقوقهم الشرعية في الميراث . وغيرها كثيرا من انتهاكات الحقوق والواجبات .
وحينما تهدر المال العام والممتلكات الخاصة للدولة وتخرب المرافق العامة ، فاعلم جيدا أنك من معدومي الضمير .
تعددت صور الفساد نتيجة لغياب الضمير والأخلاق السامية التي أصبحنا نفتقدها وبشدة
فلابد من وقفة مع النفس ومحاسبتها قبل أن تحاسب عن ما اقترفته في حق الآخرين وإيذائهم .