مقالات

هوامش حرة “الأنسان الحقيقة”

بقلم : وحيد القرشي 

 

أنا لله وأنا اليه راجعون في أخلاق فسدت وضمائر ماتت ,ونخوة ورجولة أختفت وبشر ضلوا فضلوا فختم علي عقولهم وقلوبهم فباتت خربة وسوادا ,قيم ومبادئ أندثرت في زمن النفاق والمصلحة والخبل واللعب بعقول البشر .

أختفت عادات وتقاليد موروثة وأختفي معها قيم ومبادئ ولم يتبقي لنا سوي القتل والانتحار وأغتصاب لأطفال رضع والتعدي وأهانة المدرس ,والتحرش الجنسي وتعاطي المخدرات بكافة أنواعها ,وأنهيار المجتمع بكل فئاته وطباقاته.

خرج علينا الاعلام بكافة وسائله في ايامنا الأخيرة بمجموعة من المصائب دفعة واحدة منها شاب عمره 35 عاما يغتصب طفلة عمرها عامان ويتسبب لها في نزيف شديد أدي لموتها ,زوجة أب تحرق عضو ذكري لطفل زوجها بعد تبوله علي السجاد ,وتلميذ يطعن زميله في رقبته بعد رفضه تغشيشة ,أيضا قيام عدة أشخاص بقطع يد شاب لقيامه بسرقة تليفون ,زوج أراد أختبار أخلاق زوجته فكلف صديقه بالأعتداء عليها ,وقيام شاب بنشر عدة صور له عبر الفيسبوك أثناء ذبحه لكلب بطريقة وحشية ,تلك الافعال القذرة الشريرة تتكرر يوميا وبين الحين والاخر ,أيضا مصيبة أخري ,فيديو لشباب يرقصون علي الاذان بدولة تونس الشقيقة.

مجتماعتنا العربية في غيبوبة وحالة من فقدان الوعي وعدم الادراك ,اخلاق وقيم فسدت وباتت في حالة من الانحطاط المستمر والي متي سنستمر هكذا.

حالات أيضا من الزنا والتحرش الجنسي داخل أماكن عامة ومقدسة ,مدرس يعتدي علي طالبة ويتحرش بها ,ثلاثة أخوة يغتصبوا أختهم الجامعية ,طبيب يتحرش بالمرضي ,حكايات وروايات مفزعة عن زنا المحارم والتي كادت ان تكون ظاهرة من ظواهر زماننا الغاشم

التدين في مجتماعتنا العربية ظاهري ومظهري فقط ,الدين المعاملة وليس حركات ومظاهر تدين أكذوبة ورياء ,وكل ما يحدث في مجتماعتنا العربية من افعال شريرة وقذرة أساسها البعد عن الدين والتطرف وغياب وفقدان العقل والأرتداد الي الحالة الهمجية الاولي

لنعرف حقيقة انفسنا خودعنا وخدعنا انفسنا بخرافات بالاعتقاد أن الأنسان هو أرقي الكائنات علي كوكب الارض وان الارض مركز الكون الي اخر هذه الخرافات ,العلم والمنطق أثبت أنها غير حقيقية وغير صحيح ان الانسان هو أرقي الكائنات علي كوكب الارض ,الانسان مفهوم أعقد من هذا لان المساحة التي يتحرك فيها البشر مساحة متسعة جدا أسفلها اسفل من كل الحيونات الدنيا بمعني أذا تسافل الانسان فهو أقل مرتبة من أسفل حيوان علي كوكب الارض .

علي سبيل المثال هل يوجد حيوان يبحث عن النكاح والجنس طوال الوقت ,له وقت مخصص ومواسم ,الانسان فقط مسعور ومفجوع من الناحية الجنسية ,هل يوجد حيوان صفي نوعه عبر حروب أبادة ,الانسان هو من فعل ذلك ,هل الحيوان يعطي أحاسيس كاذبة ,الشرس شرس بطبعه ولن يتغير او يغير من طبيعته,وايضا الأليف ,أما الانسان لا نعرف متي يكون متوحشا ومتي يكون أليفا ,وذلك في المستوي الاسفل ,اما في المستوي الاعلي الانسان يعلو عن مرتبة الملائكة ,علي الرغم من وجود غرائز لكنه احيانا يتسامي فوقها ,اما الملائكة ليس لديها غرائز ولا تكليف وعبادتها عبادات ميكانيكية هم مجبولين علي هذا ,الذي يحرك الانسان في تلك المستويات الحضارة فهي تنقل الانسان من الحالة الادني من الحالة الحيوانية الي الحالة الاعلي من الحالة الملائكية ,عبر الثقافة والفكر المتحاضر لأحكام العقل

والحضارة ليست في التجلي المادي فقط ,ايضا التجلي اللأمادي في الثقافة والتي يسعي الكثير في شعوبنا العربية علي تهميشها وأظهار الجانب المادي فقط .

لو نظرنا بعمق وعبر دراسات سوف نجد اكثر البرامج الاعلامية مشاهدة برامج الطبخ يليها البرامج الترفهية الغنائية ,فماتت الثقافة ومحيت من عقولنا ,تصرف الأستثمارات الهائلة وتنفق لتغيب عقول الناس ,وابعادهم عن حقائق الامور ,ورغم ان هذه القنوات تخسر الملايين مازالت مستمرة لصالح من ومن يقوم بتوجيه ذلك لأنهيار قيم المجتمع الايجابية وترسيخ قيم الانحطاط الاخلاقي ,وايضا عبر افلام سينمائية ودارما هابطة ليست أنعكاسا للمجتمع بل لأضلاله وتغيب دوره وأبقاء الشعوب جاهلة .

كل ما يحدث في مجتماعتنا من افعال شريرة وقذرة بسبب بعدنا عن الدين واتباع اكاذيب مضللة ,فضلت عقولنا وغابت وتاهت عن الحقيقة ,فلم نعد نتحكم في انفسنا فبات كل شئ يفعل بغياب العقل ومن هنا انهارت القيم والمبادئ والاخلاق ,ولم يتبقي لنا سوي القنل والاغتصاب والبلطجة والسرقة الي اخر تلك القذرات المجتمعية والتي اصبحت ظواهر لا بد من دراستها بعمق والتكاتف من اجل القضاء عليها ,ولن ينصلح الحال او يتغير قبل ان نصلح ونغير انفسنا ,قال الله سبحانه وتعالي ”
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ وأيضا قوله تعالي ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق