مقالات

رسالة الى ابنتي بقلم / أسماء محمود

ابنتي أكتب إليكِ بعدما لم يتبقَ لي شعورٌ رائع أمنحه لسواكِ..
أصدقك القول يا ابنتي .. حبي للحياة أصبح مرتبطاَ بوجودكِ .. فالحياة الآن هي أنتِ … منذ مولدكِ و أصبحت أهاب الموت ، لا أريد أن يترك أحدنا الآخر .. يومٌ واحد حبيبتي يفصلنا عن يوم مولدنا معاَ … واليوم ها أنا ذا أجدد عهودي لكـ ِها أنا أعدك عزيزتي ألا تتجرعي علقم الحياة وحدكِ ، لن تكوني أبدًا وحيدة، لن أترككِ تقيمين مراسم الحزن بداخلكِ دون علمي، لن أترككِ تتسائلين وحدكِ في حيرة عن معنى الحب، الاحتواء، الحنان..
ما أصعب الاحتياج إلى الحب يا صديقتي وابنتي معًا، وما أشد الألم ألم أن تكوني وحيدة.. أعدكِ أنني لن أترككِ وحيدة ما حييت !
أنتِ في قلبي، قبل أن تكوني في عنقي أمام الله، وقبل أن تتألمي، ستجديني أربت على كتفيكِ بحنان بالغ..
وقبل أن تطلبي مني اهتمامًا، سأكون قد منحته لكِ أضعافًا
أنتِ رفيقتي، لستِ ابنتي فحسب، أصبحت آخذ بمشورتكِ في شتى دروب حياتي، وأخوض معكِ رحلاتكِ المجنونة، ونقيم الحفلات معًا..
سأحتفل كل عامٍ بنعمة الله عليّ أن رزقني بكِ..
ولن أدعكِ في كل عامٍ تندمين أنك جئتِ إلى هذا العالم، أقسم لكِ بذلك..
أنا أمكِ ، أختكِ ، رفيقتكِ ، وابنتكِ التي تتمنيها وتحلمين بها..
لن أدعك تغبطي صديقاتكِ على أمهاتهن الرائعات، ولن أدع دمعةً تتسلل منكِ خفية وسط ضجيج الحياة لتذكُركِ كلمة كسرتُ بها قلبك، أو موقفًا خذلتُكِ فيه..
لن أدعك تتساءلين عن نواياي وتقضين حياتكِ حيرى في أمري ماذا أعني حينما قلت كذا..
روحي الصغيرة.. أعدكِ أني سأمنحكِ خبراتي بلا مقابل، وأدعك تخوضين خبراتكِ وأنا معكِ، لن أسيطر على حياتكِ ، ولن أشيّد لك قصورًا من أحلامي، بل ستشيدين أنت أحلامكِ بنفسكِ ، وتختارين طريقكِ ، وتتحملين الصعاب، لن تكوني منكسة الرأس، ولا خائبة الأمل..
ولن أدعكِ تخجلي من ضعفكِ وقتما يجلو، للضعف شجاعة بنيتي، وأنتِ شجاعة بما يكفي أن تبكي وتعبري عن لحظات ضعفكِ التى منها سوف تستمدين قوتك من جديد ِ … سأحارب العالم من أجلكِ ولن أسمح لأحد أن يكسركِ ..
أحلامكِ ملك يديكِ وليست ملكي، حياتكِ لكِ وليست لي، نتشارك اللحظات الرائعة والمؤلمة سويًا، ولن يكون في منزلنا ما يبعث على الشفقة أو الكآبة.. حتى و ٱنْ حدث سنجتازه سوياَ ونخطو فوق كل الصعاب
سأعلمكِ أن في الاتحاد قوة، وأن التسامح يا ابنتي أجمل الشِيَم..
وأن تحفظي الله يحفظكِ، وأن تقوى الله في قلبكِ كلما عظمت، كلما ارتفع قدركِ عند الله ثم عند نفسكِ وعند الناس..
أي بُنيتي.. سأعلمكِ القرآن فهمًا وتذوقًا قبل أن يكون حفظًا، وأتعلم منكِ ومعكِ..
ونكون ذخرًا لبعضنا، حتى إذا تركتك بمفردك لا أخشى عليكِ السوء والفتنة، فالله في قلبكِ ، وكيف لمن تخشى الله أن يراقبها إنسان؟
وكفى بالله وكيلًا ..
حبيبتي ثلاثة عشر عاماً أنرتِ فيهم حياتي ، ولا أنسى أن أشكر أباكِ فهو سببٌ في وجودكِ..
وسلامٌ على عينيكِ الجميلتين، وثغرك الباسم.. دمتِ محبوبتي الصغيرة
ماما ? أسماء

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. من اجمل ما قرات من رسائل وهى تفيض عذوبة وحنان وتجعل القارئ يشعر بمدى حب الكاتبه لصغيرتها ومساندتها لها فى كل الاوقات . وكلمه (روحى الصغيره ) من اروع التعابير التى تدل على الحب والاحتواء الأم هنا عاقلة بليغة حريصة على مستقبل ابنتها و بارعة في التعبير عن طبيعة المرأة. وهى تذكرنا من وجه اخر بوصيه امامه بنت الحارث لابنتها
    تحياتى للكاتبه مع تمنياتى بان تمتعنا بفيض من كتاباتها الرائعه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق