الأدب و الأدباء

أنثى المتناقضات

للكاتبة / أسماء محمود
يقولون نحسدك على هدوئك … على سعادتك … فـ الابتسامة لا تفارق وجهكِ أبداً …. سعيدة الحظ أنتِ لا تعانين مما نعانيه …. أرد عليهم بـ ابتسامة مغلفة بالكبرياء … فـ تزيد حيرتهم ….
هذه أنا …. أجمعُ كل الأشياءِ ذات خيبة ،الذكريات الأحلام والأمنيات ،أجمعها وأحملها على ظهري كــ حمل ثقيل أنوء به فأروم إلقاءها ،ألقيها حينا في ثنايا أمور تافهة في فيلم تافه يعرض على الشاشة في لعبة لم أجتز المرحلة الأولى فيها بعد ، في مزحة سخيفة أو أمورٌٍ هزلية , في تنزه أو في نوم طويل …
أُغلق الكتاب الذي أقرأه سريعا ،أضمد إطاره الخارجي ،وأضمد معه جراحاتي التي نكأها الكتاب ولوثتها الأسطر والكلمات ،يكتب البعض ليخفف عنه وطأة خيبة أو ألم ما ،ويحملها القرّاء ،كأنما يحمل القراء أوزار الكاتب ، نظن أن الكتابة وسيلة التخفيف والسلوى لا نعلم أنها ما هي إلا أداة نقل !!
تنزلق آخر دموع العين ،يَخفت بريقها ،ويخفت معها بريق الحياة في صدري …
أتدثر ليلاً جيداً تحت الغطاء أضم الدب المحشو أويضُمني هو ..أنتفض برداَ تحت الغطاء تماما كما أنتفص في مهب الحياة ..
أجمع كل الأمور ،أُلقيها جانباً على أَعتاب حلم ليلي ،أستيقظ أغسل وجهي فــ تسقط معه أحلامُ ليلة البارحة .
نعم لقد إخترت الحياة في أعماق عالمي الخاص .. عالم يستوعب كل انفعالاتي .. غضبي .. حنقي .. واحيانآ يأسي ..عالم أصبح لايبوح بسري حتى لي .. لم أعد بحاجة لبدائل عنه ..لا أشخاص لا أشياء.. ولم تعد تعنيني المسميات واصحابها على الإطلاق.. ولا أبالي لذلك لاشئ استطاع إحتضاني في حالات وجعي وإمتصاص ألمي والعناية بي وتدليلي كطفلة لها سوى وحدتي .. لذلك هي من تستحق إمتناني والعرفان …
نعم في أعماقي بحورٌ أمواجها غاضبة تُغرق من يحاول الاقتراب …..ولا يظهر على سطحها سوى الهدوء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إغلاق